أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه سيبدأ الأسبوع المقبل استدعاء طلاب المعاهد اليهودية "الحريديم" للخدمة بالجيش، في قرار ينهي الإعفاء المستمر منذ فترة طويلة لهذه الفئة من أداء الخدمة العسكرية، وسط تصاعد المواجهات بين الشرطة والطلاب احتجاجاً على قرار التجنيد.
وذكر بيان عسكري إسرائيلي أنه اعتباراً من الأحد المقبل، سيبدأ "إصدار أوامر الاستدعاء لدفعة أولى"، وذلك قبل دورة التجنيد المقبلة في يوليو الجاري.
واعتبر الجيش أن الهدف من التجنيد يأتي "في ظل تزايد الاحتياجات العملياتية والتحديات الأمنية"، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
وأكد البيان أن "الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل وفقاً للقانون وقرار المستوى السياسي"، في حين أغلق متظاهرون من مجتمع "الحريديم" طريقاً رئيسياً في وسط إسرائيل، احتجاجاً على إعلان الجيش الإسرائيلي.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن التظاهرة "غير قانونية"، وإنها "تستعد لإبعاد المتظاهرين بالقوة إذا لم يتفرقوا".
ويضم ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حزبين متشددين يعتبران الإعفاءات عنصراً مهماً للاحتفاظ بدعم ناخبيهما في المعاهد الدينية، ولمنع انصهار هؤلاء المؤيدين في الجيش، وهو أمر قد يصطدم مع عاداتهم المحافظة.
من جهته نفى مسؤول حكومي صحة تقارير تتحدث عن حدوث "اختراق" في المحادثات مع ممثلي الحريديم بشأن مسألة تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".
وذكرت الصحيفة أن لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست (البرلمان) تواصل، الثلاثاء، المناقشات الرسمية بشأن مشروع قانون جديد لتنظيم مسألة تجنيد "الحريديم"، مشيرةً إلى وجود خلافات بين أعضاء في الكنيست ومكتب رئيس الوزراء الذي يضغط من أجل تقديم تنازلات لـ"الحريديم" لعدم زعزعة استقرار الحكومة الائتلافية.
وانعكس هذا التوتر على مشروع قانون آخر طرح على اللجنة، يهدف لإطالة مدة الخدمة النظامية في الجيش من 32 إلى 36 شهراً للجنود في الوحدات القتالية، وأن يسري ذلك خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأفاد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في "الكنيست" يولي إدلشتين، بأن "الجيش الإسرائيلي يحتاج حالياً قرابة 10 ألاف جندي إضافي في الخدمة الإلزامية من أجل تلبية احتياجاته".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت وافق، الأسبوع الماضي، على توصية الجيش بإصدار أوامر استدعاء أولية لجهاز الأمن العام من قطاع "الحريديم" خلال الشهر المقبل، وفقاً لقدرات الاستيعاب والتصفية عبر البيانات المتوافرة بخصوص المجندين المُحتملين.
ووفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست"، سيصدر الجيش، الأحد المقبل، استدعاءات أولية للخدمة العسكرية لقرابة 3 آلاف من "الحريديم"، بالإضافة أنه يخطط لتجنيد 1800 من طلاب المعاهد الدينية سنوياً.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه سيجند عام 2025 قرابة 4 آلاف و800 من "الحريديم"، لكن زعيم حزب "الوحدة الوطنية" الإسرائيلي المعارض بيني جانتس، أكد أن حزبه سيدعم فقط تمديد الخدمة الإلزامية التي ستطبق لمدة عامين فقط.
وتثير هذه القضية حساسية في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، والمواجهات المرتبطة بها على جبهات أخرى، والتي تسببت في خسائر هي الأسوأ بين صفوف الجنود النظاميين والاحتياط، بحسب وكالة "رويترز".
وقضت المحكمة العليا الإسرائيلية في يونيو الماضي، بأنه يتعين على الحكومة البدء في تجنيد "الحريديم" في الجيش، ما خلق مزيداً من الضغوط السياسية على نتنياهو.
وأثارت هذه القضية احتجاجات من جانب اليهود المتزمتين دينياً والذين يشكلون 13% من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل نسبتهم إلى 19% بحلول 2035.
ويشكل رفضهم أداء الخدمة في الحروب التي يدعمونها مسألة مثيرة للخلاف آخذة في التزايد داخل المجتمع الإسرائيلي.
والأقلية العربية التي تشكل 21% من سكان إسرائيل أيضاً معفاة في الغالب من أداء الخدمة العسكرية التي تلزم الإسرائيليين بشكل عام في سن 18 عاماً بأداء الخدمة لمدة 32 شهراً للرجال و24 شهراً للنساء، وفقاً لـ"رويترز".