بعد محاولة اغتيال ترمب.. نساء الخدمة السرية في مرمى العداء

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أثناء ركوبه سيارة بمساعدة أفراد من جهاز الخدمة السرية بعد محاولة اغتياله في بنسلفانيا. 13 يوليو 2024 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أثناء ركوبه سيارة بمساعدة أفراد من جهاز الخدمة السرية بعد محاولة اغتياله في بنسلفانيا. 13 يوليو 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

رغم مخاطرة عملاء جهاز الخدمة السرية بأرواحهم لحماية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من محاولة الاغتيال، تعرض أعضاء من فريق الحراسة الأمنية للمرشح الجمهوري، لا سيما النساء، للهجوم على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من تصاعد حدة خطاب الكراهية والعداء للنساء، بحسب صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية.

وقال المحلل اليميني مات والش، عبر منصة "إكس"، إنه "لا يجب أن يكون هناك أي عنصر نسائي في جهاز الخدمة السرية"، بعد أن نشر مقطع فيديو يظهر 3 عميلات يرشدن ترمب إلى سيارة دفع رباعي.

وتابع: "يُفترض أن يكون عملاء الخدمة السرية من الأفضل، ولا أحد من الأفضل في هذا العمل بين النساء".

وفي خضم التحقيقات المكثفة بشأن فشل الوكالة بمنع محاولة الاغتيال التي وقعت، السبت، في بنسلفانيا، وجدت الآراء المعادية للنساء، مثل رأي والش، تأييداً لدى العديد من الأصوات اليمينية المؤثرة.

معيار الكفاءة

وأعرب إيلون ماسك، مالك منصة "إكس"، في منشور، عن اعتقاده بأن "العنصر النسائي في الحراسة صغيرات في بنيتهم الجسمانية إلى درجة لا تمكنهن من تغطية ترمب، وأنه لم يتم اختيارهن بناء على معيار الكفاءة".

وأشار ملياردير صندوق التحوط بيل أكمان إلى أن "ما يسمى بسياسات التنوع والمساواة والإدماج ساهمت في الحادث".

ولم يقتصر رد الفعل العنيف على الأصوات الصاخبة على وسائل التواصل الاجتماعي، بل ذكر عضو الكونجرس الجمهوري عن ولاية تينيسي تيم بورشيت، لشبكة Fox News أن مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبيرلي شيتل كانت "صاحبة مبادرة التنوع والمساواة الإدماج"، مشيراً إلى أن "هذا ما يحدث عندما لا تشرك أفضل اللاعبين".

ولفت بورشيت ومعلقون آخرون إلى تعهد شيتل بضمان أن يكون 30% من إجمالي العاملين بالوكالة من النساء بحلول نهاية العقد الجاري.

وبورشيت هو عضو لجنة الرقابة بمجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون، والتي من المقرر أن تستجوب شيتل، ثاني امرأة تترأس الجهاز، على خلفية محاولة اغتيال ترمب خلال جلسة الاستماع المقرر عقدها الاثنين.

قلق من خطاب الكراهية

وأعرب مدافعون عن قضية تنوع الأفراد العاملين في مجال الأمن القومي عن قلقهم بشأن تأثير هذا الخطاب.

وقالت جينا بينيت، التي قضت 34 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وتشجع دمج المرأة في الأعمال الدفاعية، إنه "كلما زاد عدد أمثال بورشيت الذين تستند تصريحاتهم على خطاب الكراهية للنساء والتحيز الجنسي، زاد إحساس الآخرين الذين يشعرون بذلك بالفعل بأنهم سيكونون قادرين على الإفلات إذا رددوا تلك المقولات".

وأضافت: "أعتقد أن ما تفعله هذه المقولات هو الاستمرار في جعل التحيز الجنسي والعنصرية وكراهية النساء أموراً مقبولة، لأن الناس يعتادونها"، بحسب "فايننشيال تايمز".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الخدمة السرية لم ترد على طلبها للتعليق، لكنها قالت في وقت سابق إن جميع العملاء يخضعون لنفس المعايير، فيما ذكر متحدث باسم بورشيت أن عضو الكونجرس قال في عدة مناسبات "استخدم أفضل اللاعبين أيها المدرب".

ويشكل الهجوم على ما يسمى بـ"أجندة التنوع والمساواة والإدماج"، التابعة للخدمة السرية، والتي أيدها أيضاً المدعي العام السابق ويليام بار، وعضو الكونجرس الجمهوري كوري ميلز، أحدث جبهة في الحرب طويلة الأمد ضد سياسات التنوع والدمج التي يشعلها حلفاء ترمب في الكونجرس والمحاكم والجامعات.

ورغم احتجاجات إدارة بايدن، تم تمرير بند في قانون تفويض الدفاع الوطني الأخير يحظر على الحكومة تعيين أي شخص تكون مهمته الأولى صياغة سياسات التنوع والإدماج، وقياس نتائج هذه البرامج.

وبينما وظف جهاز الخدمة السرية عميلات خاصات منذ أكثر من نصف قرن، إلا أن سياسات التعيينات لدى الوكالة أثارت مؤخراً غضب السياسيين الجمهوريين.

وعرضت لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي، خلال العام الجاري، سياسات مبادرة التنوع والمساواة والإدماج، وذلك في أعقاب حادثة تورطت فيها عميلة بالخدمة السرية في فريق حماية نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، والتي تم فصلها لاحقاً بعد هجوم مزعوم على قائدها.

وذكر رئيس اللجنة، الجمهوري من ولاية كنتاكي جيمس كومر، أن الأمر "أثار القلق داخل الوكالة بشأن عملية تعيين هذه العميلة، خاصة إذا ما كان قد تم التغاضي عن حوادث سابقة في تاريخ عملها أثناء عملية التعيين كجزء من جهود التنوع والمساواة والإدماج".

اتهام فئة بأكملها

وبينما عصفت فضائح سابقة تتعلق بعملاء ذكور بجهاز الخدمة السرية، مثل القيادة تحت تأثير الكحول بالقرب من البيت الأبيض، إلا أن رد الفعل عقب محاولة اغتيال ترمب شهد "بعض التركيز على سمات جسدية محددة" لتوجيه الاتهام إلى فئة بأكملها، بحسب ما ذكرته لورين بين بويتا، مؤسسة منظمة Girl Security، التي تدافع عن التنوع في المؤسسة الأمنية.

وبرغم الهجوم على التنوع والإدماج، إلا أن هناك "ارتفاعاً كبيراً" في عدد النساء الشابات المهتمات بالعمل في وظائف الأمن القومي، وفقاً لمنظمة Girl Security.

وذكرت بويتا أنه سيكون "مؤثراً على نحو استثنائي" أن يدين قادة الحملتين الانتخابيتين التصريحات المبنية على التحيز الجنسي، التي حذرت من أنها قد "تثير المزيد من الكراهية". 

ولكن النقد اللاذع المنصب على العنصر النسائي في فريق أمن ترمب ربما كان له تأثير بالفعل، إذ كان الرئيس السابق محاطاً بعشرات من عملاء الخدمة السرية الذكور وهو متجه إلى مسرح المؤتمر الجمهوري في ميلواكي، الاثنين، أي بعد يومين على محاولة الاغتيال.

تصنيفات

قصص قد تهمك