تم سحب الهواتف المحمولة للمندوبين في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري

هكذا سيطر ترمب على الجمهوريين عبر برنامجه الجديد للحزب

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في ختام المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلواكي بولاية ويسكونسن- 17 يوليو 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في ختام المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلواكي بولاية ويسكونسن- 17 يوليو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

لطالما أبدى دونالد ترمب رغبته في إحداث تغيير كبير على برنامج الحزب الجمهوري لعام 2024، دافعاً بأفكاره ومواقفه الخاصة تجاه العديد من القضايا، وهو ما اكتشفه بالفعل المندوبون الحزبيون في ويسكنسون حيث عقد المؤتمر الوطني، فكانت في انتظارهم خططاً كبيرة لصياغة وثيقة شاملة تجمع المبادئ التي تعكس مدى تصميم الرئيس السابق على تنفيذها.

وبعد دقائق من وصولهم إلى مقر انعقاد المؤتمر الوطني الجمهوري في مدينة ميلواكي، تمت مصادرة الهواتف المحمولة للمندوبين، ووضعها في أكياس مغلقة مغناطيسياً لضمان عدم تسريب أية معلومات. وعندئذ فقط تسلموا نسخة من نصوص البرنامج التي أعدها فريق ترمب بدقة بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" .

بينما سُمح للرئيس السابق وفريقه فقط بالاحتفاظ بهواتفهم.

"نضج ترمب السياسي"

قال شخصان على اطلاع مباشر إنه "في غضون ساعات على بدء المؤتمر، أقرت لجنة البرنامج الوثيقة التي أملى ترمب شخصياً أجزاء منها، وتم كل شيء قبل أن يستعيد المندوبون هواتفهم".

ومررت اللجنة البرنامج بأغلبية 84 صوتاً مقابل 18.

وأشارت الصحيفة إلى أن "الكفاءة المذهلة" لعملية إعداد برنامج دونالد ترمب التي استغرق إنجازها عدة أشهر "أسكتت وسحقت" جميع القوى التي قد تعارض الرئيس السابق.

 وأضافت أن هذه النتيجة هي "أحدث الأدلة على النضج السياسي لترمب"، معتبرةً أن البرنامج الرسمي للحزب الجمهوري والطريقة التي فرضه بها فريق ترمب "تُنبئ بما هو أبعد من الكلمات"، إذ أظهرت ترمب مرشحاً "يثق تماماً في رؤيته، وأحاط نفسه بفريق يعرف جيداً القواعد وكيفية التلاعب بها".

وفي هذا السياق أكد كريس لاسيفيتا، أحد كبار المساعدين في حملة ترمب، أن "ما تقوله الوثيقة هو أن الحزب الجمهوري حزب دونالد ترمب"، مضيفاً: "لقد ترك في 2024 بصمته، التي كان يجب أن يتركها عامي 2016 و2020 على الحزب بوجه عام".

أقصر وأبسط وأكثر غموضاً

وفقاً لـ"نيويورك تايمز"، أوضح الرئيس السابق لفريقه أنه يريد أن يكون برنامج 2024 ملكه وحده، وأن يكون "أقصر وأبسط بكثير، وفي بعض الحالات أكثر غموضاً" مقارنة ببرنامجي عام 2016 و2020.

وانصب تركيز ترمب تحديداً على "اللغة المتعلقة بالإجهاض"، إذ يُدرك أن هذه القضية من المحتمل أن تُثار ضده في الانتخابات العامة، موضحاً أنه لا يريد شيئاً في البرنامج يمنح الديمقراطيين الفرصة لمهاجمته، كما لا يجد أي مشكلة في معارضة المحافظين الاجتماعيين الذين حقق لهم انتصاراً مذهلاً من خلال إعادة تشكيل المحكمة العليا بأغلبية ساحقة من المحافظين.

وشدد ترمب على أنه لا يُريد تعريف الزواج على أنه علاقة بين رجل وامرأة، مقترحاً بدلاً من ذلك أن تحتوي الوثيقة بدلاً من ذلك على عبارات غامضة قابلة للتأويل، من قبيل "سيدعم الجمهوريون ثقافة تُثمن قدسية الزواج".

وقررت حملة المرشح الجمهوري الذهاب إلى كل مندوبيه في البلاد لاختيار الأشخاص الذين سيُمثلون الحملة في لجان القواعد ووثائق التفويض وبرنامج الحزب. ووصفت الصحيفة هذه الجهود التي أشرف عليها جيمس بلير، كبير مستشاري ترمب، بأنها "ممارسة تنظيمية هائلة".

كما تم تعيين فريق لصياغة البرنامج. وتولى كاتب الخطابات فينس هالي، زمام القيادة. وعقد فريق مستشاري ترمب جلسات تم خلالها طباعة البرنامج لمراجعة لغته. وتضمنت هذه المجموعة هالي، وبلير، ولاسيفيتا، وتوني فابريزيو، وروس ورثينجتون، وكبيرة المستشارين السياسيين سوزي وايلز.

وخرجت المسودة الأولى في حوالي 8 آلاف كلمة، حسبما أخبر شخصان مشاركان "نيويورك تايمز"، قبل أن يتم تقليصها إلى 5 آلاف كلمة، لتصل الوثيقة النهائية إلى أقل من نصف عدد كلمات النسخة الأصيلة.

وأملى الرئيس السابق بنفسه التعديلات عبر الهاتف، بما في ذلك خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر خلال الأيام الأخيرة، والتي أسفرت عن مضاعفة عدد مبادئ الحزب من 10 إلى 20 مبدأ، بحسب قول شخص "على اطلاع مباشر بالعملية".

"عملية عدائية"

ترأست عضوة مجلس الشيوخ من ولاية تينيسي وحليفة ترمب القوية مارشا بلاكبيرن الاجتماع الخاص ببرنامج ترمب. وسرعان ما أدرك الذين أرادوا تعديل البرنامج أن فريق ترمب "يُسيطر على القاعة".

وقال أليكس كولودين النائب عن ولاية أريزونا، إنه تمنى لو شارك الحزب حقيقة أن الاجتماع كان لعرض البرنامج وليس مناقشته، مؤكداً: "كنا جميعاً سنشعر بمزيد من الاحترام بهذا الإخطار المسبق". 

بدورها، أوضحت جايل روزيكا، التي تحضر مؤتمر الحزب منذ عام 1992 وعملت في العديد من لجان البرامج أن "المندوبين تسلمو الاثنين، ما قيل لهم إنه مسودة. وبعد ساعتين تقريباً تم التصديق عليها من دون النظر في أي تعديلات"، ما اعتبرته شكلاً من أشكال "عدم الصدق" وأحد الأسباب التي أزعجتها.

لكن مشرعة أريزونا، وهي من بين المحافظين الاجتماعيين الذين كانوا يأملون في تقديم لغة مناهضة للإجهاض أكثر قوة، لم توجه سهام لومها إلى ترمب، مستبعدة أن يكون ترمب "أمر فريقه بأن يكذب علينا".

تصنيفات

قصص قد تهمك