قال شخص مقرب من الرئيس الأميركي جو بايدن لشبكة NBC NEWS إن الحملة تقترب من خط النهاية، وإن دائرة بايدن باتت تقترب من احتمالية تنحي الرئيس عن السباق الانتخابي، وإن الأمر لم يعد يتعلق بما إذا كان بايدن سيخرج من السباق أم لا، ولكن بتوقيت الخطوة، وسط تصاعد الضغوط عليه للسماح للحزب الديمقراطي بترشيح شخص آخر.
وقالت NBC NEWS إن "عالم بايدن السياسي ينهار حالياً، و الأرض تتحرك تحت أقدامه"، إذ دعا حلفاء للرئيس علناً أو سراً لخروجه من السباق الرئاسي، كما توقفت تبرعات كبار المانحين لحملته، ولا تفي التبرعات من القاعدة الشعبية (صغار المتبرعين) باحتياجات حملته التي تحتاج إلى زيادة نشاطها بشكل كبير خلال الأشهر الثلاث التي تسبق الانتخابات في نوفمبر.
وأعلن عدد من أعضاء حملة إعادة انتخاب الرئيس أنه "لا يوجد بالفعل أي مسار للفوز".
وأخرجت المناظرة الكارثية بين بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترمب في 27 يونيو، حملة إعادة انتخاب الرئيس عن مسارها، ورغم محاولات بايدن التمسك بالترشح، إلا أن الضغوط واصلت تصاعدها.
وقالت مصادر مطلعة لـ"رويترز"، إن بايدن يفكر بجدية في الانسحاب، فيما يرى عدة مسؤولين في الحزب الديمقراطي أن خروجه من المنافسة مسألة وقت.
وذكر مصدر طلب عدم الكشف عن هويته "يدرس الأمر بالفعل، أعلم ذلك على وجه اليقين... إنه يفكر في هذا الأمر بجدية بالغة".
وقال مصدر آخر، وهو مساعد أحد النواب الديمقراطيين بالكونجرس، إن من الواضح أن الرئيس يواجه وضعاً صعباً وذلك بعد أن حثه نواب منهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر على الانسحاب من الانتخابات.
وأضاف "يبدو الأمر وكأنه مسألة... وقت وليس احتمالاً".
"نقترب من النهاية"
وقال شخص مقرب من بايدن: "نحن قريبون من النهاية"، وفيما أشار المصدر الذي شكك سابقاً في إمكانية انسحاب بايدن، إلى أن القرار يعود للرئيس، إلا أنه انضم لعدد من حلفاء الرئيس الذين باتوا يعتقدون أنه "يقترب من نقطة اللا عودة".
وقال مصدر مطلع إن التوقعات تشير إلى أن حملة بايدن تتوقع جمع نحو 25% فقط من الأموال التي كان يفترض أن تحصل عليها من كبار المانحين في يوليو.
وقال مصدر آخر إن "المال جف".
"لحظة حزينة"
وقال مشرع ديمقراطي الأربعاء، إنه إذا لم يوافق بايدن على التنحي فإن الأصوات الداعية إلى انسحابه ستزداد علواً، مع انضمام المزيد من المشرعين إلى الدعوة لخروجه من السباق. وقال المشرع: "هذه لحظة حزينة لحزبنا".
وبدأ كبار المسؤولين في حملة بايدن إدراك الواقع الجديد من حولهم بعد موجة من الاتصالات الهاتفية من المانحين الذين أخبروهم أنهم لن يستطيعوا دعم بايدن.
وقال مصدر تحدث مع مسؤول كبير بالحملة إن هناك إحساساً يخيم على الحملة بالواقع الجديد من حولهم. وأضاف: "إنهم يدركون الأمر أخيراً: لقد بات الأمر يتعلق بمتى وليس ما إذا كان سيحدث ذلك".
ووراء الكواليس تغير موقف بايدن، بشأن انفتاحه على فكرة التنحي جانباً، وفقاً لعدد من المصادر القريبة من الرئيس، وهذا رغم الإصرار العلني وفي المكالمات الخاصة على أنه لن يذهب إلى أي مكان، وأنه سيواصل الترشح.
وقال مساعدون للرئيس إن بايدن أظهر بالفعل علامات على أنه لن يمضي قدماً في الترشح للرئاسة إذا ما بات مقتنعاً بأنه لا يوجد مسار للنصر.
وكانت NBC News قد أوردت سابقاً أن حوارات بايدن الخاصة مع مساعديه بدأت تصبح أكثر واقعية، بما في ذلك حديثه عن كيف سيؤثر الجمود الحالي في الموقف بينه وبين الحزب على إرثه وكيف سينظر إليه، أو ما إذا خسر البيت الأبيض لدونالد ترمب، والذي حذر بايدن نفسه مراراً من أنه يشكل خطراً على الديمقراطية الأميركية.
وقال أحد المقربين من الرئيس إن المناخ حول الرئيس "حزين".
"بايدن سيتنحى قريباً"
وتأتي هذه التطورات، فيما قال عدد من كبار القادة الديمقراطيين لموقع "أكسيوس" الخميس، إنهم يعتقدون أن الضغوط المتزايدة من قادة الحزب في الكونجرس، ستنجح في إقناع بايدن باتخاذ قرار الانسحاب من السباق الرئاسي، مرجحين أن يكون ذلك "في وقت قريب يحتمل أن يكون نهاية هذا الأسبوع".
ورسمياً، لا يزال الرئيس البالغ 81 عاماً، والذي يعزل نفسه حالياً بسبب إصابته بفيروس كورونا، متمسكاً بموقفه من الترشح لانتخابات نوفمبر هذا العام، ولكن، ديمقراطيين تحدثوا للموقع الإخباري الأميركي، قالوا إن بايدن استسلم وراء الغرف المغلقة، للضغوط المتزايدة، واستطلاعات الرأي ذات النتائج السيئة، التي تجعل من المستحيل عليه مواصلة حملته الانتخابية.
وقال "أكسيوس" إن كبار قادة الحزب الديمقراطي وأصدقاء بايدن والمانحين الرئيسيين يعتقدون أن بايدن لا يستطيع الفوز على منافسه الجمهوري دونالد ترمب، وإنه لن يستطيع تغيير تصورات الجمهور بشأن عمره المتقدم وسلامته الذهنية، كما أن تأثير الأداء السيء للرئيس قد يضر بقدرة الحزب على تحقيق الأغلبية في الكونجرس.
أوباما على الخط
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الخميس، إن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما (2009 - 2017)، أبلغ حلفاؤه في الأيام القليلة الماضية، بأن مسار بايدن إلى الفوز في انتخابات نوفمبر، تقلص بشكل كبير، وأنه يعتقد أن الرئيس عليه أن ينظر جدياً في فرص فوزه.
ولم يتحدث أوباما مع بايدن سوى مرة واحدة منذ المناظرة الكارثية بين الرئيس الحالي ومنافسه الجمهوري دونالد ترمب في 27 يونيو الماضي، وأثارت مخاوف الديمقراطيين بشأن قدرة بايدن على الفوز بالانتخابات.
وقالت "واشنطن بوست" إن أوباما كان واضحاً في حواراته مع المقربين منه بشأن مستقبل ترشح بايدن، مشدداً على أن هذا قرار "يعود للرئيس".
وأكد أوباما أن مخاوفه تتعلق بحماية بايدن وإرثه، ورفض فكرة أنه وحده يمكنه التأثير على بايدن بشأن هذا القرار.
وخلف الكواليس، انخرط أوباما في حوارات مكثفة بشأن مستقبل حملة بايدن الانتخابية، وتلقى مكالمات من ديمقراطيين قلقين من آفاق الخسارة، بينهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وتشارك معهم أفكاره بشأن التحديات التي يواجهها الرئيس، وفقاً لأشخاص مطلعين على هذه المكالمات، وتحدثوا لـ"واشنطن بوست" بشرط عدم ذكر أسمائهم.