تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، بمواصلة حملته الانتخابية، على الرغم من مطالبة 30 عضواً ديمقراطياً في الكونجرس، بانسحابه خوفاً من خسارته أمام مرشح الحزب الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، في الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر.
وقال بايدن، الذي يخضع حالياً للعزل الصحي في منزله بولاية ديلاوير جراء إصابته بفيروس كورونا، إنه "سيستأنف حملته الانتخابية قريباً".
وأضاف في بيان، الجمعة: "أتطلع إلى العودة إلى الحملة الانتخابية الأسبوع المقبل لمواصلة الكشف عن التهديد الذي تمثله أجندة مشروع 2025 لترمب، وفي الوقت نفسه الدفاع عن سجلي والرؤية التي أحملها لأميركا".
وذكرت مصادر وتقارير إعلامية، أن قادة ديمقراطيين بارزين آخرين طالبوا بايدن في "اجتماعات مغلقة"، بعدم خوض السباق، لكن الأصوات الديمقراطية التي طالبت "علناً "بخروجه من السباق الرئاسي، لم تتجاوز 30 صوتاً من بين 264 عضواً.
وقال النواب جاريد هوفمان، ومارك فيزي، وتشوي جارسيا، ومارك بوكان، في رسالة مشتركة، الجمعة: "يجب أن نواجه حقيقة أن المخاوف العامة واسعة النطاق حيال عمرك ولياقتك البدنية، تُعرض للخطر ما ينبغي أن تكون حملة رابحة".
ودعا 3 مشرعين ديمقراطيين آخرين بايدن إلى الانسحاب، هم السيناتور مارتن هاينريش، والنائبان زوي لوفجرين، وجريج لاندسمان.
جاءت هذه المطالبات بعد الأداء المتذبذب لبايدن في مناظرته مع منافسه الجمهوري ترمب، في 27 يونيو الماضي، ما أثار تساؤلات بشأن قدرة بايدن على الفوز أو أداء مهامه الرئاسية لمدة 4 سنوات أخرى.
ويشعر الديمقراطيون بقلق متزايد من فوز الجمهوريين في الانتخابات الأميركية، وهو ما يعني حصول ترمب، وحلفاءه ليس على الرئاسة فقط، بل على الأغلبية في مجلسي النواب، والشيوخ أيضاً.
وقال مصدر مطلع في البيت الأبيض إن رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، أخبرت بايدن أيضاً بأنه "لا يمكنه الفوز في الانتخابات الرئاسية".
وذكر مسؤولون ديمقراطيون، أن بيلوسي أبلغت عدداً من الأعضاء الديمقراطيين في المجلس، بأنه من الممكن أن "يقتنع بايدن قريباً، بالخروج من السباق الرئاسي"، موضحين أنها تلعب دوراً قوياً خلف الكواليس، في حل الأزمة السياسية بين الديمقراطيين والبيت الأبيض، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
وصرح مصدر مقرب من بايدن الخميس، لشبكة NBC NEWS بأن حملته الانتخابية تقترب من خط النهاية، وتقترب من تنحي الرئيس عن السباق الانتخابي، وأن الأمر لم يعد يتعلق بما إذا كان بايدن سيخرج من السباق أم لا، ولكن في توقيت الخطوة.
وبعد أسابيع من الإصرار على خوض السباق الرئاسي، تقول مصادر إن بايدن بدأ في أخذ دعوات التنحي على "محمل الجد"، ويعتقد العديد من المسؤولين الديمقراطيين، أن التنحي عن خوض سباق الرئاسة بات "مسألة وقت".
انسحاب بايدن.. ضغوط متزايدة
وأفاد عدد من كبار القادة الديمقراطيين لموقع "أكسيوس"، الخميس، بأنهم يعتقدون أن الضغوط المتزايدة من قادة الحزب في الكونجرس، ستنجح في إقناع بايدن باتخاذ قرار الانسحاب من السباق الرئاسي، مرجحين أن يكون ذلك "في وقت قريب يحتمل أن يكون نهاية هذا الأسبوع".
وأشار الموقع إلى أن المقربين من بايدن حذروه من أنه "إذا بقي في منصبه، فربما يفوز ترمب بأغلبية ساحقة ويمحو إرثه، وآمال الديمقراطيين في نوفمبر".
ولفتت المصادر إلى أن هذه الأجواء أفضت إلى زيادة الضغوط على بايدن من داخل الحزب، خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال أحد الأصدقاء المقربين للرئيس الأميركي: "الخيار الذي أمامه الآن، هو أن يكون أحد أبطال التاريخ، أو التأكد من حقيقة أنه لن تكون هناك مكتبة رئاسية لبايدن أبداً.. أدعو الله أن يفعل الشيء الصحيح، إنه يتجه نحو ذلك".
وأظهر استطلاع أجرته وكالة "أسوشيتد برس"، الأربعاء، أن ما يقارب من ثلثي الديمقراطيين يريدون انسحاب بايدن.
وأبلغ زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، بايدن خلال لقائه بولاية ديلاوير، السبت الماضي، في اليوم نفسه الذي تعرض فيه ترمب لمحاولة اغتيال، بأنه سيكون من الأفضل أن ينسحب، وفقاً للموقع.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الخميس، أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، اعتبر مسار بايدن للفوز في الانتخابات، يتقلص بشكل كبير، وعليه أن ينظر جدياً في فرص فوزه، وفقاً لما كشفت مصادر مطلعة على نقاشات أوباما مع حلفائه في الأيام القليلة الماضية.
ولم يتحدث أوباما مع بايدن سوى مرة واحدة منذ المناظرة الانتخابية الأولى في 27 يونيو، والتي أثارت مخاوف الديمقراطيين بشأن قدرة بايدن على الفوز.
وانخرط أوباما خلف الكواليس في"حوارات مكثفة"بشأن مستقبل حملة بايدن الانتخابية، وتلقى مكالمات من "ديمقراطيين قلقين من الخسارة"، وعلى الرغم من أنه كان واضحاً في حواراته مع المقربين منه بشأن مستقبل ترشح بايدن، وأن عليه حماية إنجازاته والتي ستصبح في خطر، إذا سيطر الجمهوريون على البيت الأبيض، والكونجرس بغرفتيه، (النواب، والشيوخ)، إلا أنه شدد على أن هذا القرار "يعود للرئيس".