جهاز الخدمة السرية الأميركية: رفضنا طلبات سابقة بتعزيز الحراسة لحماية ترمب

أفراد من الخدمة السرية يحيطون بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عقب إصابته في محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا. 13 يوليو 2024 - Reuters
أفراد من الخدمة السرية يحيطون بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عقب إصابته في محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا. 13 يوليو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

أقرَّ جهاز الخدمة السرية الأميركي برفض طلبات قدّمها فريق الحماية الخاص بالرئيس السابق دونالد ترمب للحصول على موارد فيدرالية إضافية في العامين السابقين لمحاولة اغتياله التي وقعت في 13 يوليو الجاري، في تراجع عن تصريحات سابقة نفى فيها الجهاز رفْض هذه الطلبات، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وبعد إطلاق شخص مسلّح النار على ترمب من فوق سطح أحد المستودعات القريبة أثناء حديثه في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، اتهم جمهوريون ومسؤولون عن إنفاذ القانون جهاز الخدمة السرية برفض طلبات لتوفير مزيد من العملاء لتأمين التجمعات الانتخابية للرئيس السابق.

وقال المتحدث باسم جهاز الخدمة السرية أنتوني جوجليلمي، الأسبوع الماضي: "هناك تقارير غير صحيحة بشأن أحد أعضاء فريق الرئيس السابق (ترمب) طلب موارد أمنية إضافية وتم رفض ذلك".

وأضاف جوجليلمي أن "هذه التقارير غير سليمة على الإطلاق.. في الواقع، أضفنا موارد وتقنيات وقدرات وقائية كجزء من وتيرة السفر المتزايدة للحملة".

وفي اليوم التالي، وصف وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس الاتهام الموجّه إليه بإصدار قرارات الرفض بأنه "تصريح لا أساس له من الصحة، وغير مسؤول، وكاذب بشكل قاطع".

وفي اليوم ذاته، أقرَّ جوجليلمي بأن جهاز الخدمة السرية، الذي يخضع لإشراف وزارة الأمن الداخلي، رفض بعض الطلبات بزيادة الموارد الأمنية الفيدرالية لفريق ترمب.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن شخصين مُطلعين على الأمر، تحدَّثا بشرط عدم كشف هويتهما، قولهما إن حملة ترمب كانت تسعى للحصول على موارد إضافية منذ مغادرته منصب الرئيس تقريباً.

وقال جوجليلمي إن الطلبات التي رفضها جهاز الخدمة السرية لم تكن خاصة بالتجمع الانتخابي الذي أُقيم في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا.

اتهامات ونفي

وقال مسؤولون أميركيون، في وقت سابق، إن جهاز الخدمة السرية عزز إجراءات تأمين الرئيس السابق قبل التجمع الانتخابي في بتلر، بعد تلقّيه معلومات من وكالات استخبارات أميركية بشأن مؤامرة اغتيال إيرانية محتملة ضد ترمب، الأمر الذي نفته طهران.

وفي مقابلة مع شبكة Fox News الإخبارية، السبت، قال ترمب إنه لم يتلق أي تحذير مسبق من أي جهة بشأن مشكلة محتملة قبل التجمع الانتخابي في بنسلفانيا.

وأوضح ترمب: "لم يذكر أحد الأمر. لم يقل أحد أن هناك مشكلة. كان بوسعي أن أنتظر 15 (دقيقة). كان بوسعهم أن يقولوا فلننتظر 15 دقيقة أو 20 دقيقة أو 5 دقائق.. أي شيء. لم يقل أحد شيئاً".

وتابع قائلاً: "أعتقد أن ذلك كان خطأ.. كيف تمكَّن أحدهم من الصعود على ذلك السطح؟ ولماذا لم يتم الإبلاغ عنه؟".

وفي وقت سابق، قالت بعثة إيران بالأمم المتحدة إن اتهام طهران بمؤامرة ضد ترمب "لا أساس لها وخبيثة".

واعتبرت أن ترمب "مجرم ينبغي مقاضاته ومعاقبته أمام القضاء لإصداره أمراً بقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني"، في إشارة إلى القائد السابق لقوات "الحرس الثوري" قاسم سليماني الذي قتل في يناير 2020 إثر ضربة جوية قرب مطار بغداد نفّذتها القوات الأميركية.

"بيئة تهديدات نشطة"

وأكد جوجليلمي أن جهاز الخدمة السرية يعمل في "بيئة تهديدات نشطة"، وفي الحالات التي لم يتمكن فيها الجهاز من توفير موارد إضافية، كانت الوكالة الفيدرالية تعمل على تعزيز الإجراءات الأمنية لتجمعات ترمب الانتخابية بتوفير عناصر إنفاذ قانون محليين أو من الولاية، أو تغيير خططها الأمنية.

وأشار إلى أن الجهاز لديه "حجم محدود" من الموارد التي يمكن إرسالها إلى الفعاليات، وأنه يشكو منذ فترة طويلة من نقص الموارد، خاصة خلال موسم الانتخابات، عندما يتعين عليه حماية الرئيس الحالي والمرشحين والمؤتمرات السياسية.

وذكرت "نيويورك تايمز" أن اعتراف جهاز الخدمة السرية لن يؤدي سوى لزيادة الانتقادات التي يُتوقع أن تواجهها مديرة الجهاز كيمبرلي تشيتل، عندما تَمثُل في جلسة استماع أمام لجنة الرقابة والمساءلة في مجلس النواب.

وواجه جهاز الخدمة السرية وابلاً من الأسئلة بشأن سبب استبعاده المستودع، الذي أطلق من على سطحه توماس ماثيو كروكس (20 عاماً) النار على ترمب وكان يقع على بُعد نحو 450 قدماً من المنطقة المؤمّنة.

وأضافت الصحيفة أن الجهاز لم ينظم أو يشارك في أي إحاطة عامة ليلة إطلاق النار، فيما عقد مسؤولون آخرون عن إنفاذ القانون مؤتمراً صحافياً بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث.

ولم يعقد الجهاز جلسة إحاطة عامة للإجابة عن الأسئلة في الأسبوع التالي لمحاولة الاغتيال.

وبلغت مشاعر الغضب، التي اشتعلت بين الجمهوريين وكبار الضباط في جهاز الخدمة السرية بعد محاولة الاغتيال، ذروتها خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، إذ طارد مجموعة من أعضاء الحزب في مجلس الشيوخ، مديرة الجهاز تشيتل في منتدى فيسيرف في ميلواكي، وقالوا إنها لم ترد على أسئلتهم بشأن حادث إطلاق النار.

كما دعا العديد من الجمهوريين، تشيتل إلى الاستقالة، لكن ترمب أشاد خلال المؤتمر بجهود العملاء الذين هرعوا على الفور لمساعدته ونقلوه إلى مكان آمن.

ورفض متحدث باسم حملة ترمب الانتخابية التعليق على المعلومات التي كُشف عنها مؤخراً، واكتفى بالإشارة إلى منشور كتبه ترمب على منصة "تروث سوشيال" بعد محاولة الاغتيال، والذي أشاد فيه الرئيس السابق بفريق جهاز الخدمة السرية لحمايته.

وكتب ترمب: "أود أن أشكر جهاز الخدمة السرية الأميركي، وجميع أجهزة إنفاذ القانون، على استجابتهم السريعة لإطلاق النار الذي وقع للتو في بتلر ببنسلفانيا".

وأشار أحد مسؤولي الحملة، الذي تحدَّث بشرط عدم كشف هويته، إلى عدم وجود عدد كافٍ من أجهزة كشف المعادن لفحص الحاضرين، الأمر الذي تسبب في ازدحام الأشخاص الذين ينتظرون دخول تجمع انتخابي بنيويورك في مايو الماضي.

تصنيفات

قصص قد تهمك