بعد انسحاب بايدن.. أنظار العالم تتجه صوب كامالا هاريس فماذا نعرف عنها؟

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي تلقي كلمة افتتاحية في اجتماع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في فندق إنتركونتيننتال بلوساكا، زامبيا. 1 أبريل 2023 - REUTERS
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي تلقي كلمة افتتاحية في اجتماع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في فندق إنتركونتيننتال بلوساكا، زامبيا. 1 أبريل 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

تتجه أنظار العالم تجاه كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، والذي أعلن دعمه لها لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، وذلك بعد إعلانه الانسحاب من السباق.

ولا يعني دعم بايدن لهاريس أنها ستكون هي مرشحة الحزب، فهي مطالبة بالحصول على تزكية ودعم من الديمقراطيين من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية.

وفي سبعينات القرن الماضي، وعندما كان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن عضواً بمجلس الشيوخ، يعارض قراراً يقضي بنقل التلاميذ الأميركيين من أصول إفريقية مع أقرانهم البيض في حافلة واحدة، للقضاء على الفصل العنصري في المدارس، حسب زعم معارضيه، كانت نائبته الحالية كامالا هاريس، "فتاة صغيرة" ضمن الصف الثاني الذي شمله الاختلاط في مدرستها، وكانت تُنقل بالحافلة إلى المدرسة في كاليفورنيا كل يوم. 

وعندما كانت هاريس منافسة لبايدن في سباق الحزب الديمقراطي التمهيدي نحو الانتخابات الرئاسية 2020، وصفها بايدن بأنها "منافسة حقيقية ومرشحة من الطراز الأول".

وقبل أكثر من عام على وصول هاريس، إلى البيت الأبيض على بطاقة واحدة مع بايدن. في يناير من عام 2019 تحديداً، أطلقت المدعية العامة السابقة لولاية كاليفورنيا حملتها للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة خلال تجمع حضره أكثر من 20 ألف شخص في أوكلاند.

اشتبكت هاريس مع بايدن في مناظرة الديمقراطيين الأولى، وأحرزت تقدماً في الاستطلاعات، لكن لفترة قصيرة، ثم انسحبت من السباق في ديسمبر من عام 2019 معلنة تأييدها للمرشح الديمقراطي.

على الرغم من حدة المناظرة، في حينها إلا أن بايدن أوضح أنه لا يكنّ أي ضغينة لهاريس، ووصفها بأنها "ذكية من الطراز الأول، ومرشحة من الصف الأول، ومنافسة حقيقية".

وتجاهل بايدن بعض كلمات هاريس القاسية التي نعتته بها، واختارها لتكون رفيقته على البطاقة الانتخابية في أغسطس الماضي.

في المقابل، أثبتت هاريس جدارتها، خاصة في ما يتعلق باستمالة النساء والتقدميين والناخبين الملونين، الذين كانت لهم أهمية بالغة في فوز الحزب الديمقراطي بالانتخابات.

تطلعات عائلة هاريس

هاريس، المولودة في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، والتي تخرجت من "كلية هيستينجز للقانون" في "جامعة هوارد" في الولاية ذاتها، قالت في حديثها عن طفولتها: "كانت والدتي تقول لي على الدوام، قد تكونين الأولى في القيام بالكثير من الأمور، لكن احرصي على ألا تكوني الأخيرة".

بدأت نائبة الرئيس الأميركي السادس والأربعين، حياتها المهنية في مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا، قبل تعيينها في مكتب المدعي العام لمقاطعة سان فرانسيسكو، وبعد ذلك في مكتب المدعي العام لمدينة سان فرانسيسكو.

وفي عام 2003، انتخبت هاريس مدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو، وبعدها بـ7 أعوام اختيرت لمنصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا في عام 2010، وأُعيد انتخابها للمنصب مجدداً في عام 2014.

وسعياً لإلحاق الهزيمة بترمب في انتخابات 2020، أكدت هاريس حينها الحاجة لإعادة تشكيل "تحالف أوباما" الذي يضم أميركيين من أصول إفريقية وإسبانية، ونساء، ومستقلين، بالإضافة إلى "جيل الألفية".

وإضافة إلى خبرتها في الفروع القضائية والتنفيذية والتشريعية للحكومة، منحت هاريس زخماً كبيراً للسباق نحو البيت الأبيض عام 2020، الذي طغت عليه جائحة فيروس كورونا المستجد، والأزمة الاقتصادية.

الطريق إلى البيت الأبيض

وبعد أن أصبحت هاريس نائبة لرئيس الولايات المتحدة الأميركية، باتت في وضع قوي يتيح لها السعي للترشح للرئاسة، لتصبح أول امرأة وأول أميركية سمراء البشرة، وأول أميركية من أصل آسيوي، تشغل أعلى المناصب في الدولة.

وتطلعت هاريس، المولودة لأم وأب هاجرا إلى الولايات المتحدة من الهند وجامايكا على التوالي، لأن تصبح أول إمرأة تشغل مقعد الرئاسة في البلاد، عندما نافست بايدن وغيره على ترشيح الحزب الديمقراطي في 2020.

عند إعلان هاريس اعتزامها الحصول على ترشيح حزبها للانتخابات الرئاسية في يناير 2020، أدت اتهامات وجّهت إليها بأنها "لم تبذل جهداً كافياً للتحقيق في حوادث إطلاق الشرطة للنار، وقضايا أدين فيها متهمون بالخطأ عندما كانت مدعية عامة في كاليفورنيا"، إلى الحكم بالفشل على سعيها للفوز بالرئاسة، لكن هذه الاتهامات لم تظهر تقريباً خلال الفترة التي قضتها المرشحة لمنصب نائب الرئيس في حينه، على بطاقة بايدن الانتخابية.

وسعى الرئيس السابق دونالد ترمب وحملة الدعاية الجمهورية في الانتخابات الرئاسية 2020، إلى تصوير هاريس كـ"أداة في يد اليسار الديمقراطي الذي سيمارس السلطة، والتأثير من وراء الكواليس في رئاسة بايدن".

جاهزية هاريس للرئاسة 

وكانت هاريس، أبدت في فبراير الماضي، استعدادها لتولي رئاسة الولايات المتحدة، إذا حالت الاعتبارات الصحية المرتبطة بعمر الرئيس جو بايدن دون مواصلة سعيه لولاية ثانية.

وردت هاريس صراحة على سؤال عما إذا كانت مخاوف الناخبين بشأن عمر بايدن يجب أن تقنعهم بأنها مستعدة للخدمة، قائلة: "أنا مستعدة للخدمة. ليس هناك شك في ذلك"مضيفة : "كل من يراني في العمل يعي تماماً قدرتي على القيادة".

وهو الرد الذي جاء خلال مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، بعد يومين من تقرير المستشار الخاص بشأن تعامل بايدن مع الوثائق السرية، ما زاد المخاوف بشأن الصحة العقلية للرئيس البالغ من العمر 81 عاماً.

وذكر التقرير حينها أن بايدن أظهر "قدرات متضائلة" في المقابلات، ووصفه بأنه "رجل مسن يعاني ضعف الذاكرة".

وكثفت النتائج التدقيق على هاريس (59 عاماً)، أول امرأة ونائبة رئيس من أصول ملونة، اتسمت فترة ولايتها بانتقادات لمهاراتها السياسية.

وفي الأشهر الماضية، تولت هاريس مسؤوليات عامة أكبر وأكثر. فقد أصبحت المبعوث الرئيسي للإدارة بشأن حقوق الإجهاض، وعُينت مسؤولة عن مكتب البيت الأبيض الجديد لمنع العنف المسلح، وتلعب دوراً بارزاً في تعامل الإدارة مع الحرب في غزة.

بايدن لم يستغل قدرات هاريس

ويقول حلفاء هاريس إن البيت الأبيض لم يستغلها بشكل جيد في وقت مبكر من ولايتها، وهي الآن في وضع يمكنها من إظهار قيمتها لبطاقة الاقتراع، خاصة في جذب الناخبين الديمقراطيين الرئيسيين بشأن حقوق الإجهاض.

وفي الظهور العام، أثارت نائبة الرئيس قضايا النساء اللائي يتعرضن للإجهاض في المراحيض، وشرحت التحديات الدقيقة لقوانين الولاية التي تحتوي على استثناءات للاغتصاب وسفاح القربى، لأنها تريد أن يفهم الناخبون تماماً ما تواجهه العديد من النساء.

وعلى النقيض من ذلك، عارض بايدن، وهو كاثوليكي متدين، في السابق التمويل الفيدرالي للإجهاض، وصوت ضد منح النساء إمكانية الوصول إلى عمليات الإجهاض المتأخرة. ولا يزال نادراً ما يستخدم كلمة "إجهاض"، وقد أحبط الديمقراطيين مؤخراً؛ عندما قال إنه لا يدعم "عمليات الإجهاض عند الطلب".

وبدأت هاريس التي تعرف بأنها شديدة الخصوصية، في مشاركة المزيد من جوانب قصتها الشخصية في الأشهر الأخيرة. وفي جولتها لدعم حقوق الإجهاض، قالت هاريس إنها أصبحت حقوقية بعدما قالت لها صديقتها المقربة في المدرسة الثانوية إنها تتعرض للاعتداء الجنسي من قبل زوج والدتها.

وفور علمها، رتبت هاريس لصديقتها أن تعيش مع عائلتها لعدة أشهر. وكانت تناضل من أجل الحقوق منذ ذلك الحين.

وشاركت هاريس، كمدعية عامة سابقة لمدينة سان فرانسيسكو ومدعية عامة لكاليفورنيا، في العديد من المعارك القانونية بشأن الإجهاض والصحة الإنجابية.

تصنيفات

قصص قد تهمك