أدلى الرئيس الأميركي جو بايدن بأهم تصريح في مسيرته السياسية عبر منصات التواصل الاجتماعي، الأحد، ما جعل وسائل الإعلام التقليدية في "حالة فوضى"، وهي تسعى لتأكيد وتوسيع نطاق خبر انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وفاجأ إعلان الانسحاب الذي نُشر على منصات التواصل الاجتماعي في حوالي الساعة 1:46 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة، الأحد، حتى كبار موظفي حملته والبيت الأبيض، إذ كانت دائرة بايدن المقربة حريصة في الحفاظ على سرية الخبر، لتفادي التسريبات، بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي.
وفي الساعات التي سبقت انسحاب بايدن، كان كبار المسؤولين والصحافيين، لا يزالون يعارضون التقارير التي تفيد بأنه يفكر في التنحي، وطمأنة الجمهور بأنه "يعتزم أن يواصل حملته الانتخابية".
وذكرت مصادر لـ"أكسيوس" أن كبار الموظفين خارج الدائرة الداخلية لبايدن، تلقوا خبر الانسحاب في الساعة 1:45مساء بالتوقيت الشرقي، قبل دقيقة من نشر بيان رسمي على الإنترنت، حيث جاءت توقيت النشر الداخلي والخارجي بشكل متزامن تقريباً، من أجل تفادي التسريبات.
ونشر بايدن نسخة من الرسالة التاريخية بشأن انسحابه من السباق على "إكس" وفيسبوك وإنستجرام وثريدز.
وجاء توقيت نشر الرسالة على "إكس" عند الساعة 1:46 مساء بالتوقيت الشرقي، كما ظهرت على منصات اجتماعية أخرى في نفس الوقت تقريباً، وتبعتها شبكات الأخبار التقليدية بعد عدة دقائق.
وقطعت برامج الرياضة بثها في وقت قريب من الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة لتبث الخبر، وبدأت شبكات الأخبار الرقمية في تسليط الضوء على هذا الخبر حوالي الساعة الثانية مساء بالتوقيت الشرقي.
"إكس المكان الذي يحدث فيه التاريخ"
واستشهدت معظم وسائل الإعلام بمنشور بايدن على "إكس" كمصدر للإعلان الرسمي، إذ حاولت منصات مثل "فيسبوك" و"ثريدز" و"إنستجرام" عمداً تقليل أولوية المحتوى السياسي في خلايا الأخبار الخاصة بها، بينما اعتمدت منصة "إكس" نهجاً مختلفاً، إذ زادت من التركيز على هذا النوع من المحتوى.
ونشرت رئيسة "إكس"، ليندا ياكارينو، رداً على منشور بايدن: "إكس هو المكان الذي يحدث فيه التاريخ"، وبينما يمكن أن يكون من الأسهل التحكم في توقيت الإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هذا يمكن أن يثير الشكوك بشأن مصداقيته.
وكان آخر رئيس في السلطة اختار عدم الترشح لإعادة انتخابه هو ليندون جونسون، وأدلى بإعلانه عبر خطاب رسمي في المكتب البيضاوي، بينما اختار بايدن عدم إجراء أي مقابلات صحافية أو الإدلاء بتصريحات رسمية، الأحد، معتمداً فقط على بيانه المنشور على الإنترنت.
وقال إنه يعتزم الإدلاء بتصريحات رسمية في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وتم تشخيص إصابة الرئيس بـ"كوفيد 19" الأسبوع الماضي، وكان يتعافى في عزلة، ما قد يكون أثر على استراتيجيته الإعلامية.
وبحسب "أكسيوس" مثل بيان بايدن على وسائل التواصل الاجتماعي مفارقة بالنظر إلى مدى اعتماد الرجل البالغ من العمر 81 عاماً على وسائل الإعلام التلفزيونية في تلقي الأخبار.
