اتهامات جمهورية للديمقراطيين بـ "الانقلاب" على بايدن

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطابه الأول من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بعد إعلان انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية. 24 يوليو 2024 - Bloomberg
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطابه الأول من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بعد إعلان انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية. 24 يوليو 2024 - Bloomberg
دبي-الشرق

أبدى عدد من كبار حلفاء المرشح الجمهوري دونالد ترمب غضبهم من الدفع السريع بنائبة الرئيس كامالا هاريس بعد انسحاب جو بايدن من السباق الانتخابي، وذلك بعد أن حصلت هاريس على عدد كاف من تأييد المندوبين لتصبح المرشحة الديمقراطية الأقرب.

وأبدى أشخاص من اليمين السياسي غضبهم تجاه ما وصفوه بـ "الخداع" الذي ارتكبته هاريس، وهو ما تحول إلى فيضان من نظريات المؤامرة المرتبطة بالرواية التي تفيد بأن المؤسسة الديمقراطية قامت بـ"انقلاب" ضد بايدن، وفقا لموقع أكسيوس الأميركي.

وقدمت الحملة الانتخابية لترمب شكوى، يوم الثلاثاء، بشأن تحويل الحملة الانتخابية لبايدن لمبالغ ضخمة إلى هاريس، متهمةً إياها بـ"استحواذ فاحش على الأموال" الذي ينتهك قوانين تمويل الحملات الانتخابية الفيدرالية.

وحتى قبل انسحاب بايدن، كانت الحملة الانتخابية لترمب تضع الأسس للطعن في شرعية أي مرشح ديمقراطي جديد، وقال كبير مستشاري ترمب، كريس لاسيفيتا، لـ"بوليتيكو" على هامش مؤتمر الحزب الجمهوري الأسبوع الماضي: "هذه ليست أكثر من محاولة انقلاب من قبل الحزب الديمقراطي".

وأضاف: "إنهم يشاركون بنشاط في محاولة- في رأيي والكثير من الناس يشاركون هذا الرأي- في الإطاحة برئيس الولايات المتحدة"، مدعياً أن بايدن لا يمكنه التنحي بسبب قضايا "معرفية" بينما لا يزال يقضي فترة ولايته.

وردد جمهوريون آخرون- بدءاً من المؤثرين المحافظين إلى أعضاء الكونجرس المنتخبين هذه التصريحات خلال اليومين الماضيين، وقال السيناتور توم كوتون (جمهوري من ولاية أركنساس): "استسلم جو بايدن لانقلاب نانسي بيلوسي، وباراك أوباما، ومانحي هوليوود، متجاهلاً ملايين الأصوات التمهيدية الديمقراطية".

وكتب المذيع المحافظ إريك إريكسون: "يمكنكم جميعاً أن تتجادلوا حول كلمة انقلاب"، لكن تنحي بايدن هو المكافئ الأمريكي لكل أولئك الأشخاص الذين يسقطون عن طريق الخطأ من النوافذ داخل روسيا، في إشارة إلى وجود مؤامرات خلف الكواليس.

وبحسب "أكسيوس"، لا يمكن إنكار أن بايدن تم دفعه للخروج من السباق بشكل رئيسي من قبل النخب، والمتبرعين الديمقراطيين، وأن هاريس لم تفز بأي صوت في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، لكن الحسابات الحزبية القاسية لا تضاهي "الانقلاب".

وأضاف الموقع: لا يزال بايدن الرئيس، ويخطط للبقاء في منصبه حتى 20 يناير 2025، عندما وعد بانتقال منظم للسلطة إلى من يفوز في الانتخابات، وحتى قبل أن ينسحب من السباق، كان هو المرشح الديمقراطي المفترض، ولا يوجد مبدأ قانوني ينص على أن المرشح الذي يفوز في الانتخابات التمهيدية يجب أن يتم ترشيحه، وهذه هي فقط الطريقة التي اختارت الأحزاب بها إدارة الأمور منذ السبعينيات.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر استطلاع أجرته وكالة "أسوشيتد برس" بالتعاون مع المركز الوطني لأبحاث الرأي العام (إن أو آر سي) بعد أداء بايدن في المناظرة أمام ترمب أن 65% من الديمقراطيين أرادوا أن ينسحب، ووفقاً لاستطلاع جديد لشبكة CNN، فإن 90% من الديمقراطيين يوافقون على قرار بايدن بإنهاء حملته.

وهناك أكثر من 2800 مندوب وهم ديمقراطيون من القواعد الشعبية يمثلون الناخبين في الانتخابات التمهيدية، أعربوا الآن عن دعمهم لهاريس، وسيقومون بجعل هذا الأمر رسمياً خلال مؤتمر الحزب في أغسطس، وسيقوم الناخبون الأميركيون بالتصويت في نوفمبر.

وربط بعض الجمهوريين الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة وحسابات كبيرة على منصة "إكس"، ترشيح هاريس السريع بادعاءات لا أساس لها حول صحة بايدن، حتى أنهم بالغوا بأن الديمقراطيين يخفون وفاته.

وقالت النائبة لورين بويبرت (جمهورية من كولورادو) يوم الاثنين: "أطالب بإثبات حياة جو بايدن اليوم بحلول الساعة 5:00 مساء.. يحتاج إلى الظهور أمام الكاميرات والتحدث عما إذا كان يعلم أنه انسحب".

كما أن رائد الأعمال ديفيد ساكس، الذي خاطب المؤتمر الوطني الجمهوري الأسبوع الماضي، نشر مقطع فيديو، يوم الثلاثاء، يشير إلى أن مكالمة بايدن في أول اجتماع لهاريس مع فريق الحملة قد تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وقال المتحدث باسم حملة هاريس جيمس سينجر في بيان: "يدفع الحزب الجمهوري لدونالد ترمب بنظريات المؤامرة لأنه لا يمتلك حلولاً، ومرشحهم هو مجرم متقدم في العمر حاول تنفيذ انقلاب، وهم يروجون لأجندة مشروع 2025 الخطيرة، وغير الشعبية".

وبحسب "أكسيوس"، يسعى الجمهوريون لقلب الطاولة على الديمقراطيين بعد ثلاث سنوات من مهاجمتهم، باعتبارهم حزباً معادياً للديمقراطية، لإنكارهم نتائج انتخابات 2020.

وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون: "بعد إبطال أصوات أكثر من 14 مليون أميركي اختاروا جو بايدن، ليكون مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة، أثبت الحزب الذي يدعي الديمقراطية عكس ذلك تماماً".

بايدن و"خطاب الانسحاب"

وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء الأربعاء، عزمه التركيز، خلال الشهور الستة المقبلة، على عمله كرئيس للولايات المتحدة، والاستمرار في تخفيف التكلفة على الأسر الأميركية، والعمل على إبقاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) أقوى من أي وقت في التاريخ.

وأضاف بايدن، في خطاب من المكتب البيضاوي لشرح الأسباب وراء قراره الانسحاب من خوض الانتخابات الرئاسية لعام 2024: "سأواصل العمل من أجل إنهاء الحرب في غزة، وإرساء الأمن والسلام في الشرق الأوسط".

وتابع: "قيادتنا للعالم يجب أن تكون متوائمة مع رؤيتنا للمستقبل.. الآن هو وقت الأصوات الجديدة، الأصوات الأكثر شباباً.. إصلاح المحكمة العليا هو أمر أساسي من أجل ديمقراطيتنا".

ووصف بايدن نفسه، بأنه "الرئيس الأول في هذا القرن الذي يستطيع القول إن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب بأي مكان في العالم".

وقال الرئيس الأميركي، إن نائبته كامالا هاريس "يمكنها أن تقود أميركا وتمتلك القدرة على ذلك"، مضيفاً: "أشكر هاريس القوية القادرة الكفء وأدعمها في مسار الرئاسة.. وهناك وقت ومكان للأصوات الشابة وعلينا منحها ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك