كيف ستختار كامالا هاريس نائباً في أسبوعين؟

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال مناقشة في الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في مدينة أتلانتيك سيتي بولاية نيو جيرسي. 18 يوليو 2022 - REUTERS
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال مناقشة في الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في مدينة أتلانتيك سيتي بولاية نيو جيرسي. 18 يوليو 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

تدرس نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، المرشحة الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة، مجموعة كبيرة من المرشحين المؤهلين لمنصب النائب، لكنها "لا تملك الكثير من الوقت"، وفق شبكة NBC News.

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن الرئيس جو بايدن أعلن انسحابه من السباق الرئاسي وترك حملته، ولم يسلّمها فعلياً إلى نائبته هاريس، إلا الأحد الماضي، تاركاً بذلك "أسبوعين فقط" أمام الديمقراطيين لترشيح هاريس مع مرشح لمنصب نائب الرئيس، إذا كانوا يأملون في إنجاز المهمة قبل الموعد النهائي في 7 أغسطس المقبل، لضمان ظهور بطاقة ترشيحهما في صناديق الاقتراع في جميع الولايات.

ولفتت إلى أنه عادة ما يكون لدى المرشحين الجدد عدة أشهر لاتخاذ مثل هذا القرار، على غرار ما فعل بايدن، عندما اختار هاريس "على مهل" في عام 2020، وعلى غرار ما فعل المرشح الجمهوري دونالد ترمب هذا العام قبل أن يدرج اسم السيناتور من ولاية أوهايو جيه دي فانس في بطاقة ترشيحه. 

ولكن هاريس لا تمتلك هذه الرفاهية، فهي تدرس قائمة المرشحين سريعاً، بسبب "جدول زمني مضغوط" من جانب، و"انسحاب العديد من المرشحين المحتملين"، ومن بينهم حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكمة ولاية ميشيجان وجريتشين ويتمر، من السباق.

وفي مقابلات أجرتها NBC News مع أكثر من 6 مصادر مطلعة داخل الحزب الديمقراطي، برزت أسماء مجموعة من المرشحين المحتملين باعتبارهم متنافسين رئيسيين، وهم: السيناتور من ولاية أريزونا مارك كيلي، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم ولاية نورث كارولاينا روي كوبر.
 
وأضافت المصادر أن أسماء مثل وزير النقل بيت بوتيجيج، وحاكم ولاية كنتاكي آندي باشير، وحاكم ولاية مينيسوتا تيم فالز "برزت أيضاً ضمن القائمة".

ورغم أن كل هؤلاء المرشحين من الأميركيين البيض، لكن أحد المصادر ذكر اسم المرشح من أصل إفريقي سيدريك ريتشموند، وهو أحد كبار مستشاري بايدن والعضو السابق في الكونجرس عن ولاية لويزيانا.

المرشح "الأوفر حظاً"

في هذا السياق، قالت آشلي إتيان، التي شغلت في السابق منصب مدير اتصالات نائبة الرئيس: "أنت بحاجة إلى شخص معتدل، ورجل أبيض بالطبع، وينتمي إلى ولاية حدودية"، مضيفة: "أعتقد أن مارك كيلي هو الأوفر حظاً، إذا كان علي أن أراهن".

ويمتلك كيلي العديد من المقومات، فهو إلى جانب كونه عضواً في مجلس الشيوخ من ولاية أريزونا، عسكري مخضرم ورائد فضاء سابق ومتزوج من النائبة الديمقراطية السابقة عن ولاية أريزونا جابي جيفوردز، التي نجت من حادثة اغتيال برصاصة في الرأس خلال هجوم تعرضت له أثناء فعالية انتخابية عام 2011 في مدينة توكسون.

وقال مؤديون كيلي إنه "لا يغطي فقط العديد من المساحات السياسية المهمة، وإنما يمتلك أيضاً خلفية جذابة" للعديد من الناخبين، ما يمنحه مصداقية في تناول العديد من القضايا الرئيسية على شاكلة السيطرة على حيازة الأسلحة والأمن القومي وقضايا الحدود.

كما قال أحد المانحين الرئيسيين للحزب الديمقراطي، الذي ضغط من أجل إبقاء بايدن في السباق، ولكنه الآن "سعيد للغاية"، لأن هاريس تقترب من صدارة قائمة الترشيح الديمقراطية، إن المانحين الكبار الآخرين يتحدثون في الغالب عن كيلي، وشابيرو، وبيشار، وكوبر.

ووصف هذا المانح "شابيرو"، بأنه "موهبة سياسية على مستوى (الرئيس السابق باراك) أوباما"، ولديه "سمعة ذائعة في بنسلفانيا تجعله جديراً بالاختيار".

مرشح ذو "جاذبية"

وتهتم حملة هاريس بشكل خاص بالشخص الذي ستكون له جاذبية لدى الفئات السكانية المختلفة، ولدى الناخبين الذين كان يسعى بايدن إلى جلبهم إلى طاولته، ومن بينهم: الناخبين البيض كبار السن، ونساء الضواحي، وفقاً لما نقلته NBC News عن مصدر وصفته بأنه "مطلع على تفكير حملة هاريس".

وأضاف المصدر أن فريق هاريس يسعى إلى أن يتمتع رفيق دربها الانتخابي بجاذبية في دوائر الرجال البيض الذين لا يحبون ترمب، ولكنهم يتساءلون ما إذا كان عليهم أن يصوتوا لامرأة سمراء جنوب آسيوية.

وقال شخص آخر مطلع على تفكير حملة هاريس: "دعونا فقط نواجه الأمر على حقيقته.. هناك الكثير من الرجال البيض المتحيزين جنسياً والعنصريين في الولايات المتحدة الذين لا يحبون ترمب، ولكنهم يحتاجون فقط إلى المزيد من التثبت والمصداقية"، متوقعاً أن إدراج اسم أحد هؤلاء الأشخاص السابق ذكرهم في بطاقة الترشيح "سيساعد في منح هاريس المزيد من المصداقية في هذه الدوائر الانتخابية".

وربما يكون الأمر الأكثر أهمية من قبول المرشح الأبيض المحتمل لدى فئته السكانية، هو قبوله في دوائر نساء الضواحي من جميع الأعراق، بحسب NBC News.

في هذا الإطار، قال مصدر آخر مطلع على تفكير حملة هاريس: "إنهم يشعرون أنهم بحاجة إلى شخص يذهب إلى نساء الضواحي، ويتحدث إليهن"، مضيفاً أن "التصويت الداخلي يظهر الشريحة التي تستهدفها.. فأنت تستهدف هؤلاء النساء على أساس حقوق الإنجاب، وعلى أساس الديمقراطية، وعلى أساس القانون والنظام، ولكنك لا تحاول إقناعهن على أساس الحكم أو التسجيل أو ما شابه، لأن هذه القضايا أكثر مرونة".

واعتبرت NBC News أن اختيار نائب الرئيس هو "أحد القرارات الرئيسية القليلة التي يمكن أن يستخدمها المرشح، ليمنح الناخبين مؤشراً على أنه يمتلك القدرة على أن يصبح رئيساً".

ومن ثم، فإنه بينما تستطيع هاريس دائماً الاختيار خارج الصندوق، يتوقع أشخاص مقربون منها أن تمنح الأولوية لتلك المعايير التقليدية، من قبيل خبرة الحملة الانتخابية، وتوازن بطاقة الترشيح، والعلاقات الشخصية، التي ساعدتها على الفوز بمنصبها قبل 4 سنوات.

شخص يمكن "الوثوق به"

من جهتها، قالت الناشطة الديمقراطية المقربة من حملة هاريس، كارين فيني، إن نائبة الرئيس تريد "شخصا يمكنها الوثوق به"، مضيفة أن أحد الدروس التي تعلمتها هاريس كنائبة رئيس هي "أنك تحتاج إلى ذلك.. أنت بحاجة إلى أن يكون لديك تلك الأصوات لهؤلاء الأشخاص الذين تثق في أنهم سيخبرونك ما لا تريد سماعه".

أو كما قال ناشط، ومانح ديمقراطي آخر لـNBC News: "إنها (هاريس) لا تريد أن تكون عالقة مع شخص ما، لأن ذلك مفيد سياسياً"، ومع ذلك، يبقى أول عمل بالنسبة لهاريس، والحزب الذي وضع ثقته فيها، هو "هزيمة ترمب".

لكن كيفين مونوز، المتحدث باسم حملة هاريس قلل في بيان، الثلاثاء، من أهمية "أي تقارير تتعلق بتطورات عملية اختيار نائب الرئيس"، ووصفها بأنها "تخمينية وسابقة لأوانها".

وقال إن "نائبة الرئيس هاريس تفكر في مجموعة كبيرة من المرشحين المؤهلين، وستختار شخصاً يشاركها التزامها بالنضال من أجل الطبقة الوسطى، وحماية حريات الأميركيين، وحماية ديمقراطيتنا".

وأضاف أنه "عندما يجري اختيار ذلك المرشح، فإنهما سيتمكنان معا من هزيمة بطاقة ترمب- فانس في نوفمبر". 

وبينما تتطلع إلى اتخاذ قرارها، أحاطت هاريس نفسها بدائرة مُحكمة من المساعدين والمستشارين، إذ يقوم النائب العام السابق إريك هولدر بعملية الفحص، فيما تسافر كامالا مع توني ويست، الملازم السابق لدى هولدر في وزارة العدل، وصهرها في الوقت نفسه.

كما تتشاور نائبة الرئيس مع كبيرة موظفيها لوراين فولز، ومديرة حملتها شيلا نيكس، والمتحدث بريان فاولون، وهو أحد العاملين السابقين في وزارة العدل أيضاً، وفق ما نقلته NBC News عن مصادرها.

شخص مثل "بايدن"

وقال مايكل بليك، عضو اللجنة المالية في حملة هاريس ومؤسس والمدير التنفيذي لـ"مشروع كيروس للديمقراطية"، إنه يتعين على هاريس أن تجد رفيقاً انتخابياً يمتلك مزيجاً من السمات، مضيفاً أنه يجب أن يكون "شخصاً تثق به ومهاجماً قوياً لهراء جي دي فانس".

وفي حال انتخاب هاريس، فستكون أول امرأة وأول أميركية سمراء وأول أميركية آسيوية تشغل منصب الرئيس، ويعني هذا أن خلفية الشخص الذي ستضعه في قائمة الترشيح، وقدرته على الحديث عن خلفيتها، ستكون معياراً بالغ الأهمية، وفق ما قاله العديد من الأشخاص الذين تحدثوا مع NBC News.

وفي تعليق على هذا الأمر، أضاف بليك: "إن العرق (الذي ينتمي إليه رفيق انتخابات نوفمبر 2024 المرتقب) بالغ الأهمية بالتأكيد.. فعليك أن تختار شخصاً يمكنه تغطية هذه المساحة، وأن يكون مباشراً إذ إن هذه المرأة السمراء مستعدة لتولي منصب الرئيس".

وأضاف: "إنني أربط هذا الأمر من طرق عديدة ببايدن.. لقد كنت معهم في عام 2008 في ميشيجان، عندما ذهب السيناتور بايدن إلى مقاطعة ماكومب وألقى خطاباً قال فيه (لقد كنت مع باراك أوباما في المؤتمر.. إنه رجل طيب، وأب صالح".

وفي الوقت الذي توشك فيه هاريس أن تحل محل بايدن في الحصول على ترشيح الديمقراطيين لخوض الانتخابات لرئاسية، فعليها أن تختار "بايدن خاص بها"، بحسب NBC News.

تصنيفات

قصص قد تهمك