التقى الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، لإجراء محادثات مهمة بشأن إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ حوالي 9 أشهر، والتي تسببت في توتر العلاقات بين الجانبين.
وشكر نتنياهو، بايدن على دعمه لبلاده على مدى 50 عاماً، قائلاً: "أريد أن أشكركم على الـ50 عاماً من الخدمة العامة، و50 عاماً من الدعم لدولة إسرائيل، وأتطلع إلى مناقشتك اليوم، والعمل معك خلال الأشهر المقبلة بشأن القضايا الكبرى التي تنتظرنا".
من جهته، قال بايدن أثناء ترحيبه بنتنياهو في المكتب البيضاوي: "أتطلع إلى ذلك أيضاً، ولدينا الكثير لنتحدث عنه".
ومن المقرر أن يلتقي بايدن، ونتنياهو بعائلات المحتجزين الأميركيين في غزة، وذلك بعد أشهر من توترت علاقة الجانبين بسبب نهج إسرائيل في الحرب على القطاع، حيث تشير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة أودت حتى الآن بحياة 39 ألف فلسطيني على الأقل، كما تسببت في أزمة إنسانية.
ويعد هذا أول اجتماع وجهاً لوجه بينهما منذ أن زار بايدن إسرائيل، بعد أيام من هجوم السابع أكتوبر الماضي، وعانق حينها الرئيس الأميركي رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتعهد بتقديم الدعم.
نتنياهو وهاريس
وسيجتمع نتنياهو في وقت لاحق الأربعاء، مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، إذ سيحظى بمتابعة وثيقة لاستجلاء مؤشرات بشأن تغييرات محتملة في السياسة الأميركية حيال إسرائيل، إذا فازت هاريس بالرئاسة.
وأصبحت هاريس المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، ضد المرشح الجمهوري دونالد ترمب، بعد أن قرر بايدن عدم المضي في مسعاه لإعادة انتخابه مرة أخرى، تحت ضغط من الديمقراطيين القلقين بشأن قدراته الذهنية.
وكانت نائبة الرئيس أول مسؤولة أميركية كبيرة تدعو لوقف إطلاق النار في غزة، لكن ليس من المعروف أن هاريس التي تظهر استطلاعات الرأي أنها في سباق متقارب مع ترمب الذي سيلتقي، الجمعة، رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيتمكنان من التأثير على قرارات الأخير.
وتوقع مسؤول أميركي لـ"رويترز"، أن تتبع هاريس خط الإدارة الأميركية الحالية المتبع خلال اجتماعها مع نتنياهو، بالتركيز على محنة الفلسطينيين، وإبداء الدعم في ذات الوقت لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وسبق أن ذكر مساعد لهاريس أن نائبة الرئيس ستؤكد لنتنياهو أن الوقت قد حان لكي ينتهي الصراع في غزة بطريقة تكون فيها "إسرائيل آمنة،، ويجري إطلاق سراح جميع المحتجزين، وتنتهي معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة، وينعم الشعب الفلسطيني بحقه في الكرامة، والحرية، وتقرير المصير".
من جهته، أشار مسؤول أميركي كبير للصحافيين، الثلاثاء، إلى أن بايدن وهاريس "متفقان تماماً" بشأن السياسة الأميركية تجاه إسرائيل وغزة، مضيفاً أن الإسرائيليين سيستمعون لما يؤكد "الاصطفاف الكامل".
وأوضح المسؤول، أن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقابل الإفراج عن المحتجزين "في مراحلها الختامية على ما يبدو".
وذكر المسؤول، أن "العقبات المتبقية قابلة للتذليل"، وسيكون هناك المزيد من الاجتماعات التي تهدف للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" خلال الأسبوع المقبل.
وأضاف أن لدى كل من إسرائيل و"حماس" بعض القضايا التي يتعين حلها، لكن الأمور تقترب من اتفاق لوقف إطلاق النار لستة أسابيع مقابل الإفراج عن المحتجزين من النساء وكبار السن والمصابين على مدار 42 يوماً.
وبيّن المسؤول، أن "المفاوضات الآن مختلفة تماماً عما كانت عليه قبل شهر واحد فقط عندما كانت لدينا بعض القضايا التي لا يمكن تجاوزها من الأساس".
من جهتها، قالت "القناة 12" الإسرائيلية، الأربعاء، إن نتنياهو طالب إدارة بايدن بالتوقيع على وثيقة تعترف "بحق إسرائيل في استئناف" حملتها العسكرية ضد حركة "حماس" في قطاع غزة، وذلك بعد المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوماً من الاتفاق المحتمل.
وقدم بايدن في أواخر مايو الماضي مقترحاً من 3 مراحل يهدف إلى تحقيق وقف لإطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين في غزة، وفلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإعادة إعمار القطاع.
وسبق أن أبدت "حماس" موافقتها على المقترح لكن اشترطت تلقيها "ضمانات أميركية" بأن يؤدي الاتفاق إلى "وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي في نهاية المرحلة الثالثة".