حملة ترمب تُعيد صياغة خططها وأساليب هجومها على هاريس

المرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولينا. 24 يوليو 2024 - REUTERS
المرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولينا. 24 يوليو 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

تعمل حملة المرشح الجمهوري دونالد ترمب على إعادة صياغة استراتيجيتها الانتخابية، بعد أن تخلت عن خططها المثيرة للجدل، لتصوير منافسه السابق الرئيس الأميركي جو بايدن كشخص ضعيف، وتختبر، بدلاً من ذلك، أساليب هجومية جديدة ضد نائبته كامالا هاريس.

وقالت وكالة "بلومبرغ"، إنه مع تبقي قرابة 100 يوم على الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، وأقل من شهرين على بدء التصويت في بعض الولايات، فإنه ليس لدى ترمب (78 عاماً) سوى القليل من الوقت، لتحديد نهجه في التعامل مع منافسته الديمقراطية الأقرب.

وهذا الأسبوع، يختبر ترمب توجيه رسائل جديدة في مكالمة مع الصحافيين عن ملف الحدود بين الولايات المتحدة، والمكسيك، وفي ظهوره على التلفزيون، ومنصته Truth Social على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي كانت لها نتائج متباينة، وفقاً للوكالة.

وهاجم المرشح الجمهوري خلال حملته الانتخابية، هاريس (59 عاماً) بشدة عدة مرات، ووصفها بأنها "أسوأ من تعامل مع الأزمة الحدودية في التاريخ".

ووصفها بأنها "غبية كالصخرة"، و"مدعية عامة ضعيفة"، وذكر أيضاً أنها "دمرت مدينة سان فرانسيسكو"، كما سخر من ضحكتها، ولقبها بـ"كامالا الضاحكة"، و"كامالا الكاذبة".

كما أطلق حلفاء ترمب على هاريس اسم "DEI" وهو اختصار لـ "التنوع، والمساواة، والشمول"، مشيرين ضمناً إلى أنها أصبحت نائبة الرئيس لأنها امرأة ملونة.

"نوعية ترمب"

وفي المقابل، ركزت هاريس على منصبها السابق كمدعية عامة، قائلة إنها "تعرف نوعية ترمب جيداً"، في إشارة إلى إدانته بجرائم جنائية، والمشاكل القانونية الأخرى.

ورأت "بلومبرغ"، أن قائمة ترمب الطويلة من الهجمات على نائبة الرئيس، تخاطر بتنفير الناخبين الذين يحتاج إلى اجتذابهم وهم الشباب، ونساء الضواحي، والأميركيين من أصول إفريقية، والأشخاص ذوي الأصول الإسبانية.

واعتبرت الوكالة، أن هذه الهجمات التي "تميل إلى العنصرية، والتحيز" يمكن أن تؤدي لتقويض "رسالة الوحدة" التي سعى الجمهوريون إلى إبرازها في مؤتمرهم الوطني، الأسبوع الماضي.

ويرى آلان أبراموفيتز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة إيموري، أن "الخطر الكامن في الرسائل الجمهورية الأخيرة، هو أنها يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، إذ يُنظر إليها على أنها غير عادلة، ومُتحيزة جنسياً".

ويظهر النقد اللاذع ضد هاريس مدى الاضطراب الذي أحدثه ظهورها المفاجئ كمرشحة ديمقراطية محتملة على السباق الرئاسي لعام 2024.

وخلال عدة أشهر، استعدت حملة ترمب لخوض الانتخابات ضد بايدن، وذلك من خلال التشكيك في قدراته المعرفية بالنظر إلى تقدم عُمره، وسجله فيما يتعلق بالهجرة، والاقتصاد، لكن هذا التغيير فاجأ حملة المرشح الجمهوري، مما أجبرها على إعادة صياغة رسائلها.

ووفقاً للوكالة، حذر كبار الجمهوريين في مجلس النواب، بما في ذلك رئيس مجلس النواب مايك جونسون، زملائهم داخل الحزب من هذا الأمر، ودعوهم للتخلي عن توجيه الهجمات على أساس العرق أو الجنس، وهو ما يمثل اعترافاً ضمنياً بالمخاطر السياسية التي تنطوي عليها مثل هذه الهجمات. 

وقال جونسون إن "هذه الانتخابات ستدور حول السياسات، وليس الأشخاص". 

ولدى ترمب تاريخ ممتد في الهجوم على السياسيين الملونين بسبب خلفياتهم، إذ ادعى بشكل خاطئ، أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مسلم، وأنه لم يُولد في الولايات المتحدة.

كما تساءل ترمب عما إذا كانت منافسته الجمهورية في الانتخابات التمهيدية نيكي هيلي، التي وصفها بـ"عقل العصفور"، مؤهلة لتولي منصب الرئيس لأنها ابنة مهاجرين.

وعلى الرغم من أن هجمات المرشح الجمهوري المختلفة تؤكد على الطبيعة المتغيرة للسباق، فإن كبير مستشاري حملته بريان هيوز، ذكر أن "أسس السباق تظل كما هي"، مضيفاً: "لقد تصرف بايدن كشخص ليبرالي من ولاية كاليفورنيا، كما أن كامالا هاريس هي أيضاً ليبرالية من كاليفورنيا". 

وأشارت الوكالة إلى أنه بالإضافة إلى الاستقرار على تبني رسالة مناهضة لهاريس، فإنه يتعين على حملة ترمب أيضاً أن تتعامل مع من ستختاره نائباً لها، فمن المتوقع أيضاً أن تتغير الخريطة الانتخابية مع وجود هاريس على رأس قائمة الحزب الديمقراطي.

وتوقع أبراموفيتز، أن تميل ولاية جورجيا لصالح الديمقراطيين، حيث عبر الناخبون من أصول إفريقية هناك عن حماسهم لنائبة الرئيس، وسبق أن فاز بايدن بأصوات الولاية عام 2020، فيما كان يُنظر إليها على أنها ستكون في متناوله في حال استمر في السباق.

ومن بين المرشحين المحتملين من داخل الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس حاكم ولاية كارولينا الشمالية روي كوبر، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وسيناتور أريزونا مارك كيلي، الذين يمكن أن يساعدوا بجذب المزيد من الأصوات في ولاياتهم الأصلية التي تعد من الولايات المتأرجحة.

وقال نك أحمد، نائب المدير التنفيذي لمجموعة "Priorities USA"، وهي مجموعة تدعم الديمقراطيين: "مع وجود هاريس على رأس القائمة الآن، أصبح من السهل علينا تقديم الحجة القائلة إن هذه الانتخابات تتعلق بالمستقبل".

تعادل هاريس وترمب إحصائياً

وأظهر استطلاع جديد للرأي أجرته الإذاعة الوطنية العامة NPR، وشبكة PBS News الأميركية، وجامعة Marist، تعادل هاريس وترمب إحصائياً، لكنها وجدت كذلك علامات على أن الأولى قد تحصل على دعم جديد.

وقال 1 من كل 5 ناخبين مستقلين إنهم لم يقرروا بعد لمن سيكون صوتهم، مقارنةً بـ 4 % قبل انسحاب بايدن، الذي قال الناخبون من أصول إفريقية إنهم باتوا أكثر احتمالاً للتصويت بعد انسحابه.

وتوقعت "بلومبرغ" أن تؤدي هذه النتائج إلى تغيير حسابات كلتا الحملتين، أثناء محاولتهما كسب الأصوات الحاسمة للناخبين في الولايات المتأرجحة.

وتخطط حملة ترمب لبناء تحالف من خلال مناشدة قاعدتها الجمهورية، وتوسيع الدعم بين الرجال من أصول إفريقية، والمجتمعات ذات الأصول الإسبانية، وسط آمال بأن يعاني الديمقراطيون من انخفاض نسبة الإقبال على التصويت نظراً لقلة الحماس تجاه بايدن، لكن تحقيق هذه الأهداف أصبح أصعب حالياً.

وقالت رئيسة حملة هاريس، جينيفر أومالي ديلون، في مذكرة جديدة للحملة، إن 7 % من جميع الناخبين لم يتخذوا قرارهم بعد، مشيرةً إلى إمكانية إقناعهم بدعم نائبة الرئيس.

وأضافت: "هؤلاء الناخبين هم الأميركيين من أصول إفريقية، واللاتينيين، والأشخاص الأقل من 30 عاماً، والذين من المرجح أن يكونوا قد دعموا بايدن وهاريس عام 2020، ومن المرجح كذلك أن يكونوا ديمقراطيين، وهذه ميزة واضحة".

تصنيفات

قصص قد تهمك