وزير الخارجية الأميركي يعزي في وفاة زعيم الحزب الشيوعي بفيتنام

الرئيس الفيتنامي تو لام يحضر جنازة الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي نجوين فو ترونج في دار الجنازات الوطنية في هانوي، فيتنام، 25 يوليو 2024 - Reuters
الرئيس الفيتنامي تو لام يحضر جنازة الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي نجوين فو ترونج في دار الجنازات الوطنية في هانوي، فيتنام، 25 يوليو 2024 - Reuters
هانوي (فيتنام )-رويترزالشرق

زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فيتنام، السبت، لتقديم التعازي بوفاة زعيم الحزب الشيوعي نجوين فو ترونج، الأمر الذي يشير إلى تحسن العلاقات بين البلدين، بعد نصف قرن من خوضهما حرباً دامية.

وزار بلينكن منزل عائلة ترونج، بعد أن حضر قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في لاوس.

ويعتبر زعيم الحزب الشيوعي، سياسي تبنى الأيديولوجية الماركسية اللينينية، وتمتع بنفوذ واسع في فيتنام لمدة 13 عاماً، وتوفي الأسبوع الماضي عن 80 عاماً.

ومن خلال "دبلوماسية الخيزران"، سعى ترونج إلى تحقيق توازن دقيق بين القوتين المتنافستين الولايات المتحدة، وجارة بلاده الصين، ما ساعد على تعزيز علاقات فيتنام مع أكبر شريكين تجاريين لها.

وقدم بلينكن التعازي لأسرة الزعيم الراحل، وأبلغها كذلك بتعازي الرئيس الأميركي جو بايدن.

وذكرت وسائل إعلام فيتنامية، أن جنازة ترونج الرسمية التي استمرت يومين وانتهت، الجمعة الماضي، اجتذبت أكثر من 250 ألف فيتنامي.

وجاءت زيارة بلينكن في وقت حساس للعلاقات بين بلاده وفيتنام، والتي شهدت تحسناً في الآونة الأخيرة في ضوء مخاوف مشتركة من النفوذ الإقليمي المتزايد للصين، بالإضافة إلى تزايد الاهتمام من مستثمرين أميركيين بدولة نما اقتصادها بمعدل 5.8% سنوياً في المتوسط خلال عهد ترونج.

وخلال زيارة بايدن إلى هانوي العام الماضي، رفعت الولايات المتحدة وفيتنام العلاقات إلى "شراكة استراتيجية شاملة"، كما روجت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، لفيتنام كوجهة "لدعم الصداقة" لتحويل سلاسل التوريد الأميركية بعيداً عن الصين.

وبعد زيارة منزل ترونج، التقى بلينكن أيضاً بالرئيس الفيتنامي تو لام، الذي تولى مهام ترونج، وأيضاً رئيس الوزراء فام مينه تشينه.

الشيخوخة والمرض 

وأفاد بيان رسمي، الجمعة الماضي، بأن وفاة ترونج كانت بأسباب "الشيخوخة" ومرض خطير لم تفصح عنه، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الحكومة الفيتنامية المفاجئ، بأن ترونج يحتاج إلى الوقت "للتركيز على العلاج النشط" لحالة طبية غير محددة.

وأضاف البيان أن "الرئيس سيتولى مهام ترونج في إدارة اللجنة المركزية للحزب، والمكتب السياسي والأمانة العامة". وفي نفس اليوم، منحت الحكومة النجمة الذهبية، وهي أعلى وسام يُمنح في فيتنام، لمساهماته في الحزب والبلاد. وفقاً لما ذكرت BBC البريطانية.

وفي عام 2019 وردت أنباء عن إصابة ترونج بسكتة دماغية، وذلك بعد أن شهدت مناسبات عديدة، غيابه عن الأنظار.

ولم يعلق المسؤولون الحكوميون على هذه الغيابات، رغم أن ترونج صرح في أوقات مختلفة أنه يعاني من مشاكل صحية. 

ويقول المراقبون إن سلطة الدولة في التعامل مع صحة زعماء الحزب والمسؤولين الحكوميين، هي إحدى الطرق لتصوير فيتنام كدولة "مستقرة تحت حكم الحزب الواحد".

وفي عام 2018، أقرت البلاد قانوناً يصنف صحة كبار المسؤولين على أنها "سر من أسرار الدولة"، ما دفع وسائل الإعلام المحلية الخاضعة لسيطرة مشددة بالفعل إلى توخي المزيد من الحذر. ونشطت التكهنات بشكل مكثف بشأن صحة ترونج لفترة طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً لما ذكرت BBC.

وأشارت BBC إلى أن مراقبين يرون ترونج، خلّف وراءه إرثاً عميقاً، ولكنه غير مكتمل، فبعد صعوده إلى السلطة في عام 2011، ظل أميناً عاماً لـ3 فترات نادرة. وخلال هذه الفترة، عمل أيضاً رئيساً من عام 2018 إلى عام 2021.

وكان ترونج يرى بأن هناك حاجة إلى فتح اقتصاد فيتنام، الأمر الذي ساهم في مضاعفة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد بأكثر من الضعف.

ووقعت فيتنام سلسلة من اتفاقيات التجارة الحرة مع الغرب والجيران الآسيويين، إذ يُنظر إلى ترونج أنه كان أكثر حرصاً على الانخراط في العالم من أسلافه، وساهم في بناء علاقات مع قادة الولايات المتحدة، والرئيس الصيني شي جين بينج.

تصنيفات

قصص قد تهمك