قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن أجرى حديثاً مطولاً مع نظيره الصيني وانج يي السبت، تناول عدداً من القضايا مثل تايوان وإعلان بكين الذي وقعته الفصائل الفلسطينية مؤخراً، ودعم روسيا في الحرب على أوكرانيا.
وذكر المسؤول أن الوزيرين ناقشا الاتفاق المبرم في الآونة الأخيرة بين فصائل فلسطينية بوساطة من بكين، حيث أثيرت شكوك حول مدى فاعلية هذا الاتفاق في إنهاء التنافس الشديد بين حركة فتح، التي تشكل العمود الفقري للسلطة الفلسطينية، وحركة "حماس".
وقال المسؤول "لقد شهدنا عدداً مما يفترض أنها مصالحات من قبل والتي لم تؤت ثمارها".
ووقعت حركتا "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين الثلاثاء، "إعلان بكين" للمصالحة وإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية.
وحمل الإعلان جملة من التفاهمات السياسية العامة، لكنه لم يضع آليات تنفيذية وجداول زمنية، ما جعل الكثير من المراقبين والمسؤولين يرون فيه واحداً من التفاهمات السابقة التي جرى التوصل إليها بوساطة جهات خارجية دون توفر إرادة سياسية لتطبيقه.
وقال أحد المشاركين في لقاءات بكين لـ"الشرق"، إن "اللقاء في الصين كان عاصفاً، وظهرت فيه خلافات جوهرية، لكن لم يكن من اللائق العودة من تلك البلاد البعيدة دون بيان عام يرضي المضيف الصيني، ولا يثير غضب الشارع الفلسطيني".
قضية تايوان
وذكر المسؤول أن بلينكن عبر خلال اللقاء أيضاً عن قلق واشنطن إزاء أفعال بكين "الاستفزازية" في الآونة الأخيرة. وأضاف أن من بين هذه الأفعال محاكاة لعملية حصار أثناء تنصيب الرئيس التايواني الجديد لاي تشينج-ته.
وأضاف المسؤول "في كل مناقشة، تكون تايوان هي المسألة التي يوليانها أكبر اهتمام. إنهم يرونها... شأناً داخلياً للصين، لذلك يكون لديه (وانج يي) قليل من الكلام ليقوله عن تايوان، مثلما يكون لديهم دائما القليل لقوله علناً".
وتعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها، وهو ما ترفضه الجزيرة.
وتحدث الوزيران لمدة ساعة وعشرين دقيقة على هامش اجتماع لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في لاوس، في سادس اجتماع بينهما منذ يونيو 2023، حينما زار بلينكن بكين في إشارة قوية على تحسن العلاقات المتوترة بين أكبر اقتصادين في العالم.
ولم تصدر وزارة الخارجية الصينية بياناً بعد عن الاجتماع.
استقرار العلاقات الأميركية الصينية
وذكر المسؤول أن بلينكن نقل لوانج أن الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كاملا هاريس، المرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، يؤمنان بأهمية استقرار العلاقة الأميركية الصينية، وأنه لا بد من الحفاظ على النظام المستند إلى القواعد.
وأضاف المسؤول أن بلينكن ناقش أيضاً دعم الصين لقاعدة الصناعة الدفاعية الروسية، وحذره من أن واشنطن ستتخذ مزيداً من الإجراءات إذا لم تقلص الصين ذلك الدعم، لكنه لم يتلق أي التزامات من وانج، وفق المسؤول.
وفرضت واشنطن عقوبات على أهداف، من بينها شركات مقرها الصين تبيع أشباه الموصلات لموسكو، في إطار جهود رامية إلى تقويض آلة الحرب الروسية.
وقال المسؤول إن الوزيرين اتفقا على الاستمرار في إحراز تقدم في العلاقات العسكرية بين بلديهما، لكنهما لم يتطرقا إلى محادثات الحد من الأسلحة النووية التي أوقفتها بكين احتجاجاً على تزويد واشنطن تايوان بالأسلحة.
وأثار بلينكن خلال اللقاء المخاوف الأميركية بشأن حقوق الإنسان في هونج كونج وتايوان والتبت.