أفاد مسؤولون أميركيون بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشعر "بقلق بالغ" من أن يؤدي الهجوم الصاروخي على بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، السبت، إلى حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، وفق ما أورد موقع "أكسيوس" الأميركي.
وقال مسؤول أميركي: "ما حدث اليوم قد يكون الشرارة التي كنا قلقين بشأنها، وحاولنا تجنبها لمدة 10 أشهر".
وعبرّت الإدارة الأميركية منذ أشهر عن قلقها من أن إسرائيل و"حزب الله" يخطئان في تقدير الأوضاع، بسبب تصعيدهما العسكري.
ويشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من أنه دون وقف لإطلاق النار في غزة، فإن الحرب بين إسرائيل وحزب الله "أصبحت أكثر احتمالية"، ما من شأنه أن يؤدي إلى "تفاقم الأزمة الإقليمية، وجر الولايات المتحدة إلى صراع أعمق".
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لـ"الشرق"، إن الولايات المتحدة تدين "الهجوم المروع الذي أودى بحياة عدد من المراهقين والأطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم في قرية مجدل شمس". وأضاف: "لا تزال إسرائيل تواجه تهديدات خطيرة لأمنها، كما رأى العالم اليوم، وستواصل الولايات المتحدة دعم الجهود الرامية إلى إنهاء هذه الهجمات الرهيبة على طول الخط الأزرق، والتي يجب أن تكون على رأس الأولويات".
واعتبر المتحدث الأميركي أن "الدعم الأميركي لأمن إسرائيل قوي لا يتزعزع ضد جميع الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني".
واتهم الجيش الإسرائيلي في بيان "حزب الله" بـ"الوقوف خلف الهجوم" الذي ضرب ملعباً لكرة القدم، وقتل 10 أشخاص على الأقل، وأصاب نحو 30 آخرين.
ونفى مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله "محمد عفيف، في حديث لوكالة "رويترز"، مسؤولية الحزب عن الهجوم.
وكان "حزب الله" قد أعلن في وقت سابق، السبت، أنه ضرب قاعدة عسكرية في مرتفعات الجولان، رداً على هجمات إسرائيلية على قرية في لبنان.
الاقتراب من "حرب شاملة"
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لـ"أكسيوس"، إن "هجوم حزب الله تجاوز كل الخطوط الحمراء، والرد سيكون على هذا الأساس"، مضيفاً: "نحن نقترب من لحظة حرب شاملة ضد حزب الله ولبنان".
واعتبر كاتس أن إسرائيل "ستدفع ثمناً" في هذه الحرب، ولكنه زعم أنه في نهايتها "سيتم تدمير نصر الله وحزب الله، وستتضرر دولة لبنان بشكل كبير، وسيعود السلام والأمن لسكان شمال إسرائيل".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري إن "هذا الهجوم هو الاستهداف الأكثر خطورة" منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، معلناً أن الجيش "يجهز رداً كبيراً" على هذا الهجوم.
وذكر موقع "والا" الإسرائيلي، أن مقاتلات ومروحيات عسكرية يتم تجهيزها في شمال إسرائيل حالياً، استعداداً لعمية عسكرية داخل لبنان.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله، السبت، إن الهجوم الصاروخي الذي وقع على بلدة مجدل شمس سيكون نقطة تحول في التصعيد مع "حزب الله"، بينما قال مسؤول أمني إن رد إسرائيل سيكون عنيفاً.
وقال المسؤول الذي لم تكشف الهيئة عن اسمه، إن "كارثة مجدل شمس ستكون تكون نقطة تحول فيما يحدث في الحرب، وتستعد إسرائيل للرد على إطلاق النار".
"صاروخ إسرائيلي"
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله، إن "حزب الله" أبلغ الأمم المتحدة أن الحادث الذي تعرضت له بلدة مجدل شمس، كان نتيجة سقوط صاروخ إسرائيلي مضاد للصواريخ، على ملعب كرة القدم.
وقالت الحكومة اللبنانية في بيان، إنها تدين "كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين"، ودعت إلى "وقف فوري للأعمال العدائية على كل الجبهات".
وشدد البيان على أن "استهداف المدنيين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية".
وجاء سقوط الصاروخ على مجدل شمس، في أعقاب ضربة إسرائيلية على لبنان، قتلت 4.
وقال مصدران أمنيان في لبنان لـ"رويترز"، إن "المقاتلين الأربعة الذين سقطوا في الهجوم الإسرائيلي على بلدة كفركلا بجنوب البلاد، أعضاء في جماعات مسلحة مختلفة"، وإن "واحداً منهم على الأقل ينتمي إلى حزب الله".
ويتبادل "حزب الله" وإسرائيل إطلاق النار في مناطق الحدودية أو بالقرب منها منذ أكتوبر الماضي، مما أجج المخاوف من نشوب حرب شاملة بين الطرفين.
