حمّلت الولايات المتحدة الأميركية، جماعة "حزب الله" اللبنانية، الأحد، مسؤولية الهجوم الصاروخي الذي أودى بحياة 12 طفلاً، في ملعب كرة قدم بقرية مجدل شمس في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، مما ينذر بنشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط.
كما ألقت إسرائيل بالمسؤولية على الجماعة المدعومة من إيران، وقالت إنها سترد بقوة بعد القصف الصاروخي الذي وقع، السبت، بينما ينفي "حزب الله" مسؤوليته عن الهجوم.
وأثار الهجوم، مخاوف من اتساع الصراع في المنطقة التي يزداد فيها التوتر بينما تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 9 أشهر، متسببة بمصرع عشرات الآلاف، وإحداث أزمة إنسانية في القطاع الساحلي الضيق.
وقال البيت الأبيض في بيان، الأحد: "هذا الهجوم نفّذه حزب الله اللبناني.. إنه صاروخ تابع لهم انطلق من منطقة يسيطرون عليها"، مشيراً إلى إجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، ولبنانيين منذ هجوم السبت، الذي نددت به واشطن ووصفته بأنه "مروع".
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي في طوكيو، إنه لا يريد تصعيد الصراع على حدود إسرائيل الشمالية، مؤكداً مجدداً على دعم الولايات المتحدة لها.
وأضاف بلينكن: "أشدد على حق (إسرائيل) في الدفاع عن مواطنيها، وإصرارنا على ضمان أنهم قادرون على فعل ذلك.. لكننا أيضاً لا نريد رؤية تصاعد الصراع.. لا نريد رؤيته يمتد".
وأكد البيت الأبيض، أن واشنطن تعمل على إيجاد حل دبلوماسي لإنهاء الهجمات على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وعبر بلينكن، عن حزنه لخسارة الأرواح، وذكر أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب غزة من شأنه الإسهام في تهدئة الوضع على حدود إسرائيل مع لبنان.
وأردف قائلاً: "من المهم للغاية أن نُساعد في تهدئة الصراع، ليس لتجنب تصاعده وامتداده فحسب، وإنما لتهدئته، لأنكم لديكم الكثير من الناس في البلدين، في إسرائيل ولبنان، نزحوا من ديارهم".
وعلى الرغم من جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة، وقطر، ومصر، لم تتوصل إسرائيل وحركة "حماس" بعد إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وكرر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، الأحد، ما جاء في بيان بلينكن، وفي مقابلة مع شبكة "CBS News"، قال شومر: "لإسرائيل كل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة حزب الله كما تفعل ضد حماس".
وأضاف: "لا أعتقد أن أي شخص يرغب في اتساع نطاق الحرب. لذا، آمل اتخاذ مزيد من التحركات لتهدئة التصعيد".
رد إسرائيل و"حزب الله"
وأفادت وسائل إعلام لبنانية، الأحد، بأن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، أعلن تلقي بيروت تطمينات من الدول المعنية بأن الرد الإسرائيلي على القصف الصاروخي الذي أودى بحياة 12 طفلاً بقرية مجدل شمس، السبت، سيكون محدوداً، وكذلك رد "حزب الله".
وأعرب الوزير عن أمله في ألا يقود الرد الإسرائيلي، ورد "حزب الله" إلى حرب واسعة.
السفر إلى لبنان
بدورها، حثت السفارة الأميركية في بيروت، الأحد، المواطنين الأميركيين مجدداً، وبشدة على إعادة النظر في السفر إلى لبنان.
وقالت السفارة، في بيان: "نظراً لزيادة حدة التوتر في المنطقة فإن هناك تقارير تفيد بأن شركات طيران تدرس إجراء تعديلات مؤقتة على مواعيد رحلاتها الجوية.
وأضافت: "نحث جميع المواطنين الأميركيين القادمين إلى لبنان أو المغادرين منه على متابعة مواعيد الرحلات بشكل وثيق وأن يعلموا أن المواعيد ربما تتغير دون إعلان مسبق، وأن يجهزوا خططاً بديلة".
وكانت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، أعلنت في وقت سابق الأحد، أنها قررت تأخير عودة بعض الرحلات من مساء الأحد إلى صباح الاثنين.
