كشفت مصادر قريبة من "مباحثات روما" بشأن تبادل الأسرى، ومفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، الاثنين، لـ"الشرق"، أن ممثل إسرائيل، رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع، حمل للوسطاء، ورقة تتضمن شروطاً إسرائيلية جديدة تتعلق بنوعية الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حركة "حماس" بإطلاق سراحهم، مقابل المحتجزين الإسرائيليين في المرحلة الأولى من المسار التفاوضي.
وقالت المصادر، إن الممثل الإسرائيلي أبلغ الوسطاء المشاركين في اللقاء، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرفض وبصورة قاطعة إطلاق سراح 100 من الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد، ويصر على إبعاد عدد آخر ممن سيطلق سراحهم إلى خارج البلاد، ويرفض أيضاً إطلاق سراح عدد من الأسرى المحكومين بالسجن لفترات طويلة بقي منها أكثر من 15 عاماً.
ومن الشروط الجديدة، بقاء القوات الإسرائيلية في عدد من المواقع الحيوية بقطاع غزة في المرحلة الأولى، مثل محور فيلادلفيا، الفاصل بين قطاع غزة ومصر والمحور الفاصل بين شمال ووسط القطاع، والتدقيق في بطاقات العائدين من النازحين إلى الشمال وفحص أمتعتهم لضمان عدم حملهم السلاح.
كما شملت الشروط الإسرائيلية أيضاً، المطالبة بقائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات لدى "حماس" قبل بدء تطبيق الصفقة.
ونصت الورقة الأخيرة التي وافقت عليها كل من "حماس" وإسرائيل، قبل أسابيع، على أن تستمر المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، 42 يوماً، تطلق فيها "حماس"، سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً (أحياء أو جثامين) من نساء (مدنيات ومجندات) وأطفال (دون سن الـ19من غير الجنود) وكبار السن (فوق سن الـ50) والمرضى والجرحى المدنيين، في المقابل تطلق إسرائيل سراح 30 من الأطفال والنساء مقابل كل محتجز(ة) إسرائيلي(ة) يتم إطلاق سراحهم، بناء على قوائم تقدمها "حماس" حسب الأقدم اعتقالاً.
ونصت أيضاً على أن تطلق "حماس" في المرحلة الأولى من الاتفاق، سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين كبار السن (فوق سن الـ50 عاماً) والمرضى والجرحى المدنيين، بالمقابل تطلق إسرائيل سراح 30 أسيراً من كبار السن (فوق 50 عاماً)، والمرضى مقابل كل محتجز(ة) إسرائيلي(ة)، بناء على قوائم تقدمها "حماس" حسب الأقدم اعتقالاً.
ونصت الورقة أيضاً، على أن "تطلق حماس سراح جميع المجندات الإسرائيليات اللواتي على قيد الحياة، في المقابل تطلق إسرائيل سراح 50 أسيراً من سجونها مقابل كل مجندة إسرائيلية يتم إطلاق سراحها (30 محكوماً بالسجن المؤبد و20 من ذوي الأحكام العالية)، بناءً على قوائم تقدمها حماس".
"مصلحة نتنياهو"
وقال مسؤولون في "حماس" لـ"الشرق"، تعقيباً على الشروط الإسرائيلية الجديدة، إن "نتنياهو يغلق باب المفاوضات". وقال أحد المسؤولين: "حتى لو وافقنا على هذه الشروط سيأتي نتنياهو بشروط جديدة".
وأضاف المسؤولون: "من الواضح أن نتنياهو أراد إفشال المفاوضات، وهذا ما يقوله الإسرائيليون، وليس فقط نحن، والسبب هو أن لا مصلحة له في هذه الصفقة، وأن مصلحته في مواصلة الحرب لأنها تحافظ على بقائه السياسي، وتضمن عدم مساءلته على الفشل في السابع من أكتوبر".
وقال مسؤول آخر، إن الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة) يتفهمون موقف حركة "حماس"، و"يعرفون تماماً أن نتنياهو هو الذي يفشل المفاوضات".
وعبر مسؤولون في "حماس"، خلال تصريحات لـ"الشرق"، عن تمسك الحركة بالورقة الأخيرة التي قدمت لها والتي ترافقت مع ضمانات أمريكية بوقف الحرب، وترابط مراحل وقف إطلاق النار الثلاث.
تحفظات إسرائيلية
ونصت المرحلة الثانية من الاتفاق الذي كانت "حماس" وافقت عليه، على أن يستمر وقف إطلاق النار 42 يوماً أخرى، على أن يتم "الإعلان عن عودة الهدوء المستدام (وقف العمليات العسكرية والعدائية)، وبدء سريانه قبل البدء بتبادل المحتجزين والأسرى بين الطرفين - جميع من تبقى من الرجال الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة (المدنيين والجنود) - مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى في السجون الإسرائيلية، ومن المعتقلين في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل خارج قطاع غزة"، إلى أن إسرائيل رفضت تعبير "وقف العمليات العسكرية والعدائية".
وفي المرحلة الثالثة من مشروع الاتفاق، والتي 42 يوماً أيضاً على "تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول لهم والتعرف عليهم، والبدء في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات بما يشمل البيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية، وتعويض المتضررين كافة، بإشراف عدد من الدول والمنظمات منها مصر وقطر والأمم المتحدة، وإنهاء الحصار الكامل على قطاع غزة".
وانتهت في العاصمة الإيطالية روما، الأحد، جولة جديدة من مفاوضات غزة، إذ اجتمع رئيس المخابرات الإسرائيلية ديفيد برنياع، مع نظيره المصري عباس كامل، والأميركي وليام بيرنز، ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الأحد، بعودة برنياع إلى تل أبيب، بعد انتهاء "مباحثات روما"، مشيراً إلى توقعات باستمرار المفاوضات خلال الأيام المقبلة.