مسؤول استخباراتي أميركي: روسيا تدعم ترمب ضد هاريس.. والكرملين: اتهامات سخيفة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. 28 يونيو 2019 - REUTERS
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. 28 يونيو 2019 - REUTERS
دبي-الشرق

يعتقد مجتمع الاستخبارات الأميركي أن روسيا ستوجه جهودها الدعائية لدعم الرئيس السابق دونالد ترمب على حساب نائبة الرئيس كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة الأميركية، بحسب مسؤول استخباراتي أميركي في مكالمة هاتفية مع وسائل إعلامية، وهو ما وصفه الكرملين بأنه "اتهامات سخيفة".

وتم إجراء المكالمة من قبل  مركز Foreign Malign Influence Center، وهو أحد الأذرع القليلة في الحكومة الأميركية المكرسة لمكافحة حملات الدعاية الأجنبية، بحسب شبكة NBC News.

ويقع مركزForeign Malign Influence Center  تحت إشراف مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية، وهو مركز المقاصة الرئيسي للمعلومات التي تجمعها أجهزة الاستخبارات الأميركية.

واعتبرت الشبكة تصريحات المسؤول أوضح علامة حتى الآن على أن الولايات المتحدة تعتقد أن ترمب لا يزال المرشح المفضل لروسيا، حتى بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من انتخابات الرئاسة الأميركية، المقررة في نوفمبر، وترشيح هاريس بدلاً منه.

وخلص مكتب مديرة الاستخبارات، في وقت سابق، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أذن بعملية دعائية واسعة النطاق تهدف إلى "تشويه ترشيح الرئيس بايدن والحزب الديمقراطي" و "دعم الرئيس السابق ترمب" في انتخابات 2020. ووجد التقرير أن روسيا كرست تدخلها في الانتخابات بالكامل تقريباً من العمليات السيبرانية في عام 2016 إلى الدعاية في عام 2020.

وتجنبت الوكالة ذكر اسم ترمب أو هاريس أو أي أميركيين آخرين يخوضون الانتخابات الحالية في تعليقاتها. لكن في مكالمة أخرى هذا الشهر ، عندما كان بايدن لا يزال المرشح الديمقراطي المفترض ، قال مسؤولون من مكتب مديرة الاستخبارات إن روسيا لا تزال التهديد الأجنبي الرئيسي للانتخابات الأميركية وإن تفضيلات مرشحيها تظل كما كانت في عام 2020.

ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا ستواصل دعم ترمب على هاريس، أشار مسؤول من مكتب مديرة الاستخبارات إلى أن موسكو تنظر إلى هاريس على أنها ستواصل نهج إدارة بايدن بحيث لا تغير موسكو بشكل كبير نهجها في العمل لدعم ترمب.

وقال المسؤول إنه يمكن أن تتغير الرسائل والأفكار المحددة التي يتم الترويج لها، لكن الأهداف والاستراتيجيات الرئيسية التي تقف وراء هذه الحملات ستظل على الأرجح ثابتة.

وفي تنبيه عام نشر بعد ظهر الاثنين، قالت الوكالة إن روسيا هي "التهديد السائد للانتخابات الأميركية" وإن "الجهات الفاعلة الروسية ذات النفوذ بذلت جهوداً متميزة خلال هذه الدورة الانتخابية لبناء واستخدام شبكات من الشخصيات الأميركية والغربية الأخرى لخلق ونشر روايات صديقة لروسيا".

وقال المسؤول في المكالمة إن قضية الكرملين الدافعة في الانتخابات هي إنهاء المساعدات الأميركية لأوكرانيا، وهي قضية يختلف فيها ترمب وهاريس على نطاق واسع.

وأوضح المسؤول: "الاهتمام الأساسي لروسيا في هذه الانتخابات هو معارضة المرشحين الذين يرغبون في تقديم المزيد من المساعدات لكييف، ونتوقع أن يظل تركيز روسيا على ذلك".

ولم تقدم السلطات في المكالمة تفاصيل كثيرة، قائلة إن معظم جوانب تقريرها تأتي من مصادر سرية.

روسيا: اتهامات سخيفة

في المقابل، أبدى الكرملين، الثلاثاء، رفضه لما صدر من عن أجهزة الاستخبارات الأميركية، ووصف ذلك بأنه "اتهامات سخيفة"، قائلاً إن "جواسيس الولايات المتحدة عازمون على تصوير روسيا بوصفها عدواً".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "بالنسبة لهذه الاتهامات فهي سخيفة، ونرفضها بشدة".

وأضاف بيسكوف: "سيكون هناك الكثير من مثل هذه التصريحات مع اقتراب الانتخابات الأميركية، لأن روسيا ورئيس الدولة الروسية شخصياً هما عاملان مهمان يستغلهما كل من الجمهوريين والديمقراطيين خلال نضالهم السياسي، لا سيما في الحملة الانتخابية".

ولم يعلق الرئيس فلاديمير بوتين علناً حتى الآن على انسحاب نظيره الأميركي جو بايدن من السباق الانتخابي.

وكان بوتين قد أشار، في وقت سابق، إلى أن بلاده تفضل بايدن على دونالد ترمب لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان جاداً أم ساخراً.

وعبر الكرملين عن قلقه إزاء نائبة الرئيس كامالا هاريس قائلا إنها لم تقدم أي مساهمة ملحوظة في العلاقات مع موسكو.

دعم أوكرانيا

والولايات المتحدة هي أكبر مانح لأوكرانيا بفارق كبير منذ أن غزت روسيا البلاد في عام 2022. وتقدم الولايات المتحدة مساعدات لأوكرانيا أكثر من أي دولة أخرى، وتحصل أوكرانيا على الجزء الأكبر من تمويلها العسكري الأجنبي من الولايات المتحدة.

واجتمعت هاريس كـنائبة للرئيس مرارا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقدمت إدارة بايدن للبلاد نحو 53.7 مليار دولار كمساعدات عسكرية، وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية.

بالمقابل، لم يلتزم ترمب بمواصلة تقديم مساعدات كبيرة لأوكرانيا. وقد اقترح بعض مسؤولي ترمب السابقين خطة سلام تتضمن تنازلات كبيرة من البلاد. وانتقد نائبه في الانتخابات الرئاسية، السيناتور جي دي فانس من أوهايو، مراراً المساعدات العسكرية الأميركية للحلفاء، وقال سابقاً: "لا أهتم حقاً بما يحدث لأوكرانيا سواء بهذا الاتجاه أو ذاك."

وقال مسؤولون في مكتب الاستخبارات خلال المكالمة إن جزءا كبيرا من الدعاية الروسية عبر الإنترنت يأتي من شركات طرف ثالث تدعي أنها شركات تسويق.

وأشاروا إلى حادثة في مارس، عندما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على شركتين من هذا النوع، متهمة إياهما بتشغيل العشرات من مواقع الأخبار الزائفة التي تستهدف أساساً القراء الغربيين، وإنشاء جيوش من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة للترويج لها.

ولا يزال غير واضح مدى تأثير هذه الحسابات أو فعاليتها في التأثير على الرأي العام. وقد أعلنت شركة ميتا، في العام 2023، أنها أزالت هذه الشبكات من منصتها، وقالت إن الشبكات أنفقت حوالي 105 آلاف دولار على الإعلانات.

ويرى بعض النقاد أن الحكومة الأميركية قد تكون بالغت أحياناً في تهديدات الدعاية الأجنبية.

وقال جافين وايلد، زميل أول في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "بدون تفاصيل أكثر دقة عن التهديدات المحددة، سيتعين على الحكومة أن تتجنب بعناية خلق شعور بالخوف الغامض من التدخل الأجنبي"، مشيراً إلى أن الحديث عن نوايا الخصوم السيئة يمكن أن يصبح لا نهاية له. 

تصنيفات

قصص قد تهمك