حكومة السودان: لا مفاوضات مع الدعم السريع قبل تنفيذ "إعلان جدة"

مبنى وزارة الخارجية في العاصمة السودانية الخرطوم. 23 يونيو 2020 - AFP
مبنى وزارة الخارجية في العاصمة السودانية الخرطوم. 23 يونيو 2020 - AFP
دبي-الشرق

قالت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، إن حكومة السودان ردت على دعوة أميركية لعقد مفاوضات في جنيف للتوصل إلى وقف إطلاق نار في البلاد، مشيرة إلى أن أي مفاوضات قبل تنفيذ "إعلان جدة" الذي ينص على انسحاب شامل  لقوات الدعم السريع ووقف التوسع "لن تكون مقبولة".

وأضافت الوزارة في بيان أنها أشارت في ردها على مبادرة واشنطن إلى ضرورة التشاور المسبق مع الحكومة السودانية بشأن شكل وأجندة أي مفاوضات والأطراف التي تشارك فيها أو تحضرها، مع التأكيد على أن يكون منبر جدة وما تم فيه من اتفاق هو الأساس.

وطلبت الحكومة السودانية في ردها عقد اجتماع مع حكومة الولايات المتحدة لـ"التمهيد الجيد لمفاوضات السلام بما يحقق الفائدة التي يتوقعها الشعب السوداني منها"، وفقاً للبيان الذي ذكر أن "أطراف المبادرة هم نفس أطراف منبر جدة والموضوعات مطابقة لما تم الاتفاق عليه ".

واستضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أميركية العام الماضي، توصل من خلالها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لاتفاق يقضي بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإعلان أكثر من هدنة، إلا أن حدوث خروقات متعددة لوقف النار دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق مفاوضات جدة في ديسمبر الماضي.

واعتبرت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، أن "أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة، الذي ينص على الانسحاب الشامل ووقف التوسع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني الذي يتعرض للتشريد والتقتيل والاغتصاب والتطهير العرقي ونهب ممتلكاته".

استفسارات الخارجية السودانية

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال وزير الخارجية السوداني حسين عوض لـ"الشرق "، إن "الحكومة السودانية رحبت بمفاوضات سويسرا وبجميع المبادرات التي تحقن الدماء وتسهل وقف الحرب".

وشدد الوزير على "تمسك الخرطوم بمنبر جدة لأنه وضع الإطار الصحيح"، متهماً قوات الدعم السريع بـ"السعي لفتح منبر جديد لتقويض ما تم التوصل إليه في منبر جدة".

ورحب وزير الخارجية السوداني، بـ"الجهود الخارجية التي تنصب في منبر جدة وتساهم في حدوث اختراق والتوصل لرؤية واضحة لإنهاء الحرب".

 واعتبر عوض أن "تشتيت منبر جدة بمبادرات جديدة لن يساهم في إيجاد أرضية للحل".

كما ذكرت مصادر دبلوماسية لـ"الشرق"، أن "الخارجية السودانية استفسرت نظيرتها الأميركية بشأن مصير ما تم الاتفاق عليه بمنبر جدة مع الدعم السريع"، وعن "وجود منبرين للتفاوض جدة – جنيف".

ووفقاً للمصادر، استفسرت الخارجية السودانية كذلك عن "مخاطبة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بقائد الجيش دون رئيس مجلس السيادة"، وعن " عدم مشاوراتها في وجود بعض الدول كمراقبين".

رفض عودة الدعم السريع

وفي سياق متصل، أعلنت حركات سودانية مسلحة موقعة على اتفاق جوبا للسلام، الثلاثاء، رفضها لأي عملية سلمية تنتهي بعودة قوات الدعم السريع إلى الحياة السياسية أو وضعها السابق قبل اندلاع الحرب مع الجيش السوداني في أبريل 2023.

وأكد بيان يحمل توقيع 8 حركات مسلحة، على أن أي مفاوضات جادة تهدف للتوصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي لابد أن تأخذ في الحسبان "جرائم مليشيا الدعم السريع المتعلقة بمنع وصول الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية الملحة إلى المواطنين في دارفور وكردفان وجبال النوبة والخرطوم والجزيرة".

والجماعات الموقعة على البيان هي "العدل و المساواة" السودانية بقيادة وزير المالية جبريل إبراهيم، و"حركة تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي، وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة صلاح رصاص، و"الحركة الشعبية- الجبهة الثورية"، و"حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي" وحزب "التحالف السوداني" و"حركة تحرير السودان" بقيادة مصطفى تمبور و"حركة تحرير السودان - المجلس القيادي".

وأكد البيان أن "أي مبادرة لإنهاء الحرب أو لوقف إطلاق النار، وتهدف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى فرض أمر واقع أن لهذه الحرب طرفين فقط، وتقوم بالتالي على هيكلة العملية السلمية والسياسية على أساس ذلك، ستكون مرفوضة تماماً ولا يمكن قبولها ولا قبول نتائجها".

كما لفت البيان، إلى أن "مساعي وقف إطلاق النار يجب أن تأخذ في الحسبان جميع جبهات القتال، ذلك لضمان نجاح وقف الأعمال العدائية".

وكانت الولايات المتحدة دعت، الأسبوع الماضي، كلاً من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى محادثات لوقف إطلاق النار تستضيفها السعودية وسويسرا، وقالت الخارجية الأميركية في بيان إنه من المقرر أن يشارك في المحادثات الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقبين.

وتهدف محادثات سويسرا لـ"التوصل إلى اتفاق لوقف العنف في السودان، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، وتطوير آلية مُحكمة للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق"، بحسب البيان الأميركي الذي أكد أن "المحادثات لا تهدف لمعالجة القضايا السياسية الأوسع".

من جهته، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، قبوله دعوة الولايات المتحدة للمشاركة في المحادثات المقرر عقدها في 14 أغسطس المقبل في جنيف.

وجاءت الدعوة الأميركية بعد أيام من اجتماعات غير المباشرة في جنيف بين وفدي الحكومة السودانية، وقوات الدعم السريع، والتي شهدت "توافقاً" على بعض بنود أجندة المفاوضات المتعلقة بالأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب التي تمزق البلاد منذ 15 أبريل 2023، بحسب ما ذكرته مصادر لـ"الشرق"، الخميس الماضي.

تصنيفات

قصص قد تهمك