بين تنصيب رئيسي وبيزشكيان.. الحضور الخليجي يعكس تطور العلاقات

حضور عدد من مسؤولي دول الخليج لمراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان. 30 يوليو 2024 - twitter/bahdiplomatic
حضور عدد من مسؤولي دول الخليج لمراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان. 30 يوليو 2024 - twitter/bahdiplomatic
دبي-خلف الدواي

ما بين حفلي تنصيب رئيس إيران الجديد عامي 2021 و2024، وتغير التوجه في سدة الرئاسة، عكس المشهد في العاصمة طهران، الثلاثاء، تغيراً في مستوى الحضور الخليجي الذي يعبر عن مستوى التقدم في مسار العلاقات بعد توترات استمرت أكثر من 4 عقود منذ قيام الثورة في إيران عام 1978.

ورفعت دول خليجية من حجم تمثيلها المشارك في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان القادم من التيار الإصلاحي، الثلاثاء، عما كان عليه في حفل تنصيب الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذي كان يمثل التيار المتشدد عام 2021.

ومنذ إعلان طهران عن فوز بيزشكان بالجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، على منافسه العضو السابق في الحرس الثوري الإيراني، المحافظ المتشدد سعيد جليلي، هنأت دول الخليج عبر البرقيات والبيانات الرسمية الرئيس الجديد بالفوز.

 كما أكدت على ضرورة تنمية وتطوير العلاقات. وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أجرى اتصالاً هاتفياً مع بيزشكان، في17 يوليو الجاري، حيث أشاد الجانبان "بما وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين من تطور على عدد من الأصعدة"، مؤكدين على "أهمية مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات".

حضور سعودي

السعودية التي لم تحضر حفل تنصيب رئيسي الذي لقي حتفه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو الماضي، أوفدت الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز مستشار الملك سلمان، وأحد أكبر أعضاء الأسرة المالكة سناً، إلى العاصمة الإيرانية لحضور حفل تنصيب بيزشكيان.

وكان التمثيل السعودي بذات المستوى الذي حضر مراسم عزاء رئيسي في مايو الماضي، ليعكس تأثير المصالحة السعودية-الإيرانية التي أعلنت في مارس 2023، وتبعتها لقاءات منتظمة بين المسؤولين الإيرانيين والخليجيين.

الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز مستشار الملك سلمان يجلس بجانب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد خلال حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان بالعاصمة طهران. 30 يوليو 2024
الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز مستشار الملك سلمان يجلس بجانب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد خلال حفل تنصيب الرئيس مسعود بيزشكيان بالعاصمة طهران. 30 يوليو 2024 - wam.ae

الزياني يمثل البحرين

ورُصد، الثلاثاء، حضور بحريني متمثلاً بوزير الخارجية عبد اللطيف الزياني، الذي لم توفد بلاده ممثلاً لها لحضور مراسم تنصيب الرئيس الراحل عام 2021.

وأعرب وزير الخارجية البحرين في بيان، عن تطلع بلاده بأن "تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تطوراً ملموساً يؤدي إلى عودة العلاقات الطبيعية، والمضي قدماً في تعزيز التعاون المشترك وخدمة المصالح المشتركة".

ويأتي هذا البيان بعد أسابيع من اتفاق الزياني مع وزير خارجية إيران المكلف علي باقري كني خلال لقاء بطهران، في يونيو الماضي، على "إنشاء الآليات اللازمة من أجل بدء المحادثات بين البلدين، لدراسة كيفية استئناف العلاقات السياسية بينهما" المنقطعة منذ عام 2016.

وزار الزياني طهران كذلك في مايو الماضي، حيث نقل "تعازي ومواساة" ملك البحرين حمد بن عيسى، وولي عهده الأمير سلمان بن حمد في وفاة رئيسي في حادثة سقوط مروحية.

مشاركة إماراتية

وجاءت المشاركة الإماراتية في مراسم تنصيب بيزشكيان، على مستوى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الذي ترأس وفد بلاده نيابة عن رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فيما ترأس عام 2021 وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك الوفد الإماراتي الذي حضر حفل تنصيب رئيسي.

الكويت وقطر وعمان

كما أوفدت الكويت وزير خارجيتها عبد الله اليحيا لحضور مراسم تنصيب بيزشكيان، كما مثلها عام 2021 سلفه وزير الخارجية السابق الشيخ أحمد ناصر المحمد.

وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا يغادر إيران بعد مشاركته في حفل مراسم تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان بطهران. 30 يوليو 2024
وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا يغادر إيران بعد مشاركته في حفل مراسم تنصيب الرئيس مسعود بيزشكيان بطهران. 30 يوليو 2024 - twitter/MOFAKuwait

أما قطر فمثلها عام 2024 وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي، فيما حضر حفل تنصيب رئيسي وزير التجارة والصناعة السابق علي الكواري.

وكلّف سلطان عمان هيثم بن طارق، وزير الخارجية بدر البوسعيدي لحضور تنصيب إبراهيم رئيسي، في حين مثلها عام 2024 وزير الاقتصاد سعيد بن محمد الصقري في تنصيب بيزشكيان.

تطور في المشهد البرتوكولي

يعكس هذا التطور في المشهد البروتوكولي بين ضفتي الخليج لمن يراقب مسار العلاقات الخليجية-الإيرانية، تطوراً ملحوظاً منذ إعلان المصالحة بين الرياض وطهران التي توالت بعدها تطورات في العلاقات بين إيران ودول المنطقة.

وتواجه هذه التطورات في العلاقات تحديات مختلفة منها ضرورة العمل على تعزيزها، وإبداء حسن النوايا على مختلف الأصعدة، خصوصاً من قبل إيران التي تدعم بشكل واضح وكثيراً ما يكون معلناً، جماعات مسلحة وغيرها في المنطقة.

وعن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران والتي أتت برئيس من التيار الإصلاحي، يرى أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود علي العنزي، أن "تأثير هذا الجانب ضعيف جداً"، مشيراً إلى أن "المصالحة السعودية-الإيرانية التي قادت قطار تطور العلاقات الخليجية-الإيرانية جاءت في عهد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي المصنف على التيار المتشدد في إيران".

وأضاف العنزي لـ"الشرق"، أن "الحضور الخليجي في حفل تنصيب بيزشكيان يؤكد مسار العلاقات الخليجية-الايرانية، فالسعودية مثلها الأمير منصور بن متعب، وهو انعكاس لمسار العلاقات بين البلدين الجارين".

وذكر أنه "يبدو أن الرئيس الإيراني وبدعم من المرشد (علي خامنئي) عازم على تطوير العلاقات مع المملكة وباقي دول الخليج، تأكيداً على الاتفاق الذي تم بين البلدين برعاية صينية عام 2023".

وخلال حفل تنصيبه، قال بيزشكيان، إن من أولوياته تطوير العلاقات مع دول الجوار، وإن بلاده ستعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم، مضيفاً أن حكومته ستحاول تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال إيجاد التوازن في العلاقات الخارجية، كما ستقوي علاقاتها مع "اللاعبين الدوليين الجدد".

وسبق أن تطرق الرئيس الإيراني في مقال نُشر في صحيفة Tehran times بعنوان "رسالتي إلى العام الجديد"، في يوليو الجاري، إلى العلاقات مع دول الخليج، قائلاً إنه سيعطي الأولوية لتعزيز العلاقات مع دول الجوار، مؤيداً "إنشاء منطقة قوية، بدلاً من منطقة يسعى فيها بلد واحد إلى الهيمنة على البلدان الأخرى".

وتابع: "أعتقد اعتقاداً راسخاً بأن الدول المجاورة والأخوية ينبغي ألا تضيع مواردها القيمة على المسابقات التآكلية، أو سباقات التسلح، أو الاحتواء غير المبرر لبعضها البعض".

وزاد: "وبدلاً من ذلك، سنهدف إلى تهيئة بيئة يمكن فيها تكريس مواردنا لتقدم المنطقة وتنميتها لصالح الجميع"، متطلعاً إلى التعاون مع تركيا والسعودية وعمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات، والمنظمات الإقليمية لتعميق، وذلك وفق قوله "لتعزيز روابطنا الاقتصادية والعلاقات التجارية والاستثمار في المشاريع المشتركة، والتصدي للتحديات، والمضي قدماً نحو إنشاء إطار إقليمي للحوار وبناء الثقة والتنمية".

تصنيفات

قصص قد تهمك