أدانت مصر وقطر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية إسماعيل هنية في طهران في وقت مبكر من الأربعاء، وحذرتا من مغبة ذلك على تعقيد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، واللذان يتوسطان فيها بين إسرائيل والحركة على مدار أشهر، فيما قالت واشنطن إنها لا تزال عازمة على التوصل لاتفاق لوقف النار، رغم الاغتيال.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية لصحيفة "واشنطن بوست" إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث الأربعاء، مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في محاولة لإبقاء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس "على مسارها"، بعد اغتيال هنية.
وقال المسؤول إن المكالمة الهاتفية جاءت بعد منشور رئيس الوزراء القطري على منصة "إكس" بشأن اغتيال هنية، والذي قال فيه إن "نهج الاغتيالات يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟".
وأجرى بلينكن المكالمة بعد يومين من الاجتماعات الدبلوماسية في سنغافورة، وفقاً للمسؤول الذي رفض ذكر اسمه.
مصر تحذر من عواقب وخيمة
وحذرت مصر في بيان لوزارة الخارجية من سياسة التصعيد الإسرائيلي الخطيرة خلال اليومين الماضيين، واعتبرت أنها تنذر بمخاطر إشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع في المنطقة.
وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دولياً، الاضطلاع بمسؤوليتهم في وقف هذا التصعيد الخطير في الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية في المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية.
واعتبرت مصر أن تزامن هذا التصعيد الإقليمى، مع عدم تحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، "يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوض الجهود المضنية التى تبذلها مصر وشركائها من أجل وقف الحرب في قطاع غزة ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفسطيني".
قطر: كيف يتفاوض طرف مع طرف يقتله؟
بدوره، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء، إن نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟
وأضاف في منشور على منصة "إكس"، أن السلام الإقليمي والدولي "بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة".
وفي بيان منفصل، دانت وزارة الخارجية القطرية، "بأشد العبارات" اغتيال هنية، ووصفته بأنه "جريمة شنيعة وتصعيداً خطيراً وانتهاكاً سافراً" للقانون الدولي والإنساني.
وأكدت الخارجية القطرية في بيان أن "عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام".
وجددت "موقف دولة قطر الثابت الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، مهما كانت الدوافع والأسباب".
وأعربت عن "تعازي دولة قطر قيادة وشعباً لذوي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومرافقه الشخصي ودولة فلسطين وشعبها الشقيق".
بلينكن: عازمون على التوصل لاتفاق
وفي سنغافورة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء، إن الولايات المتحدة لم تشارك أو تكن على علم باغتيال إسماعيل هنية.
وأضاف في مقابلة مع قناة "نيوز آسيا"، أثناء زيارة لسنغافورة، رداً على سؤال بخصوص التداعيات "هذا أمر لم نكن نعلم به ولم نشارك فيه. ومن الصعب للغاية التكهن".
ولكنه شدد على أن الولايات المتحدة لا تزال عازمة على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والذي كان إسماعيل هنية، جزءاً رئيسياً من مفاوضاته.
وأضاف لدى سؤاله بشأن اغتيال هنية: "كل ما يمكنني قوله لكم الآن، هو أن لا شيء يقلل من أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وتابع: "لا يمكنني التوقع بتأثير أي حدث منفرد على مسار الأحداث".
وحاولت قطر ومصر والولايات المتحدة مراراً المساعدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة. وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 39 ألف فلسطيني في القطاع منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر.
وقالت مصادر لرويترز إن التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر بات معقداً بسبب تغييرات تطالب بها إسرائيل.