بعد اغتيال هنية.. واشنطن "قلقة" من نشوب حرب إقليمية وعرقلة مفاوضات غزة

إيرانيات يرفعن صوراً لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية خلال مظاهرات في العاصمة طهران. 31 يوليو 2024 - REUTERS
إيرانيات يرفعن صوراً لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية خلال مظاهرات في العاصمة طهران. 31 يوليو 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

قال مسؤولون أميركيون، الأربعاء، إن إدارة الرئيس جو بايدن "تشعر بقلق كبير" من إمكانية أن تعرقل عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، المفاوضات المستمرة منذ أشهر بين تل أبيب والحركة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وذكر 3 مسؤولين لموقع "أكسيوس" الإخباري، أن الإدارة الأميركية قلقه كذلك من "تصاعد خطر نشوب حرب إقليمية"، فيما أوضح مسؤولون أميركيون مطلعون على المفاوضات لشبكة ABCNEWS، أن العملية "ليست جيدة بالتأكيد لآفاق التوصل لاتفاق" من أجل وقف لإطلاق النار في غزة.

وأبلغ مسؤول أميركي آخر "أكسيوس"، أن "هناك اعترافاً داخل إدارة بايدن بأن هنية كان رجلاً سيئاً، ولكن في الوقت نفسه هناك قلق كبير من إمكانية أن يؤدي الاغتيال لعرقلة المحادثات".

وكان هنية الذي يقيم بشكل أساسي في قطر، هو الوجه الدبلوماسي للحركة الفلسطينية على الساحة الدولية منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي. كما شارك في المفاوضات التي جرت بوساطة دولية بهدف التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب وكالة "رويترز".

واتهمت حركة "حماس" وإيران إسرائيل بقتل هنية، فيما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزارة الدفاع التعليق على العملية، بحسب "أكسيوس" الذي نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن تل أبيب كانت وراء عملية الاغتيال.

ونفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في سنغافورة، مشاركة الولايات المتحدة في عملية الاغتيال، وقال إنها "لم تشارك أو تكن على علم باغتيال إسماعيل هنية".

تعقيد المفاوضات

وحذرت مصر وقطر من مغبة اغتيال هنية على تعقيد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، واللذان يتوسطان فيها بين إسرائيل والحركة على مدار أشهر.

واعتبرت مصر في بيان لوزارة الخارجية، أن تزامن هذا التصعيد الإقليمي، مع عدم تحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، "يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوض الجهود المضنية التي تبذلها مصر وشركائها من أجل وقف الحرب في قطاع غزة".

بدوره كتب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على منصة "إكس"، الأربعاء، أن "نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟".

وتلقى الشيخ محمد بن عبد الرحمن، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، اتصالاً هاتفياً في وقت لاحق من نظيره الأميركي بحثا خلاله مواصلة العمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

تعليق المحادثات

وتوقع مسؤولون إسرائيليون تحدثوا لـ"أكسيوس"، أن تتسبب عملية الاغتيال بتعليق المفاوضات بشأن غزة قريباً.

واعتبرت مصادر لوكالة "رويترز"، أن التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب المتواصلة منذ نحو 10 أشهر، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين "بات معقداً بسبب تعديلات تطالب بها إسرائيل". 

ولم تكشف أحدث جولة من المحادثات التي جرت في روما، الأحد الماضي، عن أي علامة على إحراز تقدم، حيث اتهمت "حماس" رئيس الوزراء الإسرائيلي بإضافة شروط ومطالب جديدة إلى اقتراح هدنة تدعمه الولايات المتحدة، وذلك بعد أحدث جولة من المفاوضات التي أجريت عبر وسطاء.

لكن نتنياهو نفى إجراء أي تغييرات، وقال إن "حماس" هي التي تصر على إجراء تعديلات كثيرة على الاقتراح الأصلي.

وذكر مصدر مطلع لـ"رويترز"، أن إسرائيل طلبت في روما "توضيحاً" لاقتراحها المتعلق بوقف إطلاق النار الذي أقرته الولايات المتحدة في مايو الماضي.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، واتهم الإسرائيليين بمحاولة كسب الوقت "بعد التوصل إلى توافق عام حول الاقتراح في السابق، يتعين علينا العودة إلى المربع صفر".

تصنيفات

قصص قد تهمك