أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، الأربعاء، الوصول إلى "اتفاق ما قبل المحاكمة" مع 3 متهمين في هجمات 11 سبتمبر 2001، فيما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ممثلي الادعاء، قولهم إن المتهمين الثلاثة بالتخطيط لهذه الهجمات، وافقوا على الاعتراف بالذنب في تهم التآمر مقابل الحكم عليهم بالسجن المؤبد بدلاً من المحاكمة التي قد تؤدي لعقوبة الإعدام، في جوانتانامو بكوبا.
وقال "البنتاجون" في بيان، إن "سوزان إسكالييه، المسؤولة عن اللجان العسكرية في الجيش الأميركي، أبرمت اتفاقيات ما قبل المحاكمة، مع كل من خالد شيخ محمد، ووليد بن عطاش، ومصطفى الهوساوي، وهم 3 من المتهمين في هجوم 11 سبتمبر 2001"، مشيراً إلى أنه "لا تتوفر الشروط والأحكام المحددة لاتفاقيات ما قبل المحاكمة للعامة في الوقت الحالي".
وأضاف البيان أنه "وُجهت إلى المتهمين الثلاثة، إلى جانب علي عبد العزيز علي ورمزي بن الشيبة، اتهامات مشتركة في بادئ الأمر، وتمت محاكمتهم في 5 يونيو 2008، ثم وجهت إليهم اتهامات مشتركة مرة أخرى وتمت محاكمتهم للمرة الثانية في 5 مايو 2012، فيما يتصل بأدوارهم المزعومة في هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة".
رسالة إلى عائلات الضحايا
وظهرت تفاصيل الصفقة في رسالة المدعين في محكمة الحرب، إلى عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001، وفق "نيويورك تايمز".
وجاء في الرسالة: "في مقابل رفع عقوبة الإعدام كعقوبة محتملة، وافق المتهمون الثلاثة على الإقرار بالذنب في جميع التهم الموجهة إليهم، بما في ذلك قتل 2976 شخصاً المذكورين في ورقة الاتهام"، وكانت الرسالة موقعة من الأدميرال آرون سي روج، المدعي العام الرئيسي للجان العسكرية، وثلاثة محامين من فريقه.
وأشارت الرسالة إلى أن المتهمين قد يقدمون اعترافاتهم في جلسة علنية في المحكمة في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.
وظل المتهمون الثلاثة في سجن جوانتانامو منذ عام 2003، لكن القضية تعطلت لأكثر من عقد بسبب الإجراءات السابقة للمحاكمة، التي ركزت على مسألة ما إذا كانت أدلة التعذيب في السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قد أفسدت الأدلة ضدهم.
وسيواجه المتهمون الثلاثة محاكمة صغيرة، لكن ليس قبل العام المقبل. ويتطلب الأمر قبول القاضي للاعترافات وتشكيل هيئة محلفين عسكرية للاستماع إلى الأدلة وإصدار الحكم.
ولم يشمل الاتفاق رمزي بن الشيبة، الذي وجد غير مؤهل للمحاكمة بسبب مرض عقلي، وعمار البلوشي، الذي قد يواجه محاكمة منفردة، وفق "نيويورك تايمز".
وكان البلوشي قد طالب، مع آخرين، بضمانات حول ظروف احتجازهم وتواصلهم مع عائلاتهم ومحاميهم، لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، رفضت التدخل في الطلبات.
وظهرت هذه التطورات خلال الجولة 51 من جلسات ما قبل المحاكمة، منذ توجيه التهم في 2012.
وأوضح المدعون في رسالتهم أن قرار قبول الإقرارات بالذنب جاء بعد "12 عاماً من التقاضي قبل المحاكمة"، ويعكس الحكم الجماعي المدروس بأن هذه "هي أفضل طريقة لتحقيق العدالة".
