كوريا الشمالية تسعى لاستئناف المحادثات النووية مع واشنطن حال انتخاب ترمب

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يقفان عند خط ترسيم الحدود في المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين في بانمونجوم بكوريا الجنوبية في 30 يونيو 2019 - Reuters
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يقفان عند خط ترسيم الحدود في المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين في بانمونجوم بكوريا الجنوبية في 30 يونيو 2019 - Reuters
دبي-الشرق

قال دبلوماسي كوري شمالي رفيع انشق مؤخراً، ويعيش في كوريا الجنوبية لوكالة "رويترز" إن بيونج يانج تريد "إعادة فتح ملف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة"، حال إعادة انتخاب دونالد ترمب رئيساً، وإنها تعمل على "وضع استراتيجية تفاوض جديدة".  

وتصدر هروب ري إل جيو من كوبا إلى كوريا الجنوبية، عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم الشهر الماضي، حيث كان أعلى دبلوماسي كوري شمالي ينشق ويذهب إلى كوريا الجنوبية منذ عام 2016.

وفي أول مقابلة له مع وسائل الإعلام العالمية، قال ري لـ"رويترز" إن كوريا الشمالية وضعت روسيا والولايات المتحدة واليابان على رأس أولويات سياستها الخارجية لهذا العام وما بعده.

وأضاف أنه بينما تعزز بيونج يانج علاقاتها مع روسيا، فإنها تحرص على إعادة فتح ملف المفاوضات النووية، حال فوز ترمب، الذي انخرط في "دبلوماسية غير مسبوقة" مع كوريا الشمالية خلال ولايته السابقة.

وتابع: "دبلوماسيو بيونج يانج يضعون استراتيجية لهذا السيناريو، بهدف رفع العقوبات عن برامج الأسلحة، وإلغاء تصنيفها كدولة راعية للإرهاب، والحصول على مساعدات اقتصادية".  

وتشير تصريحات الدبلوماسي الكوري الشمالي المنشق، وفق "رويترز"، إلى تحول محتمل عن الموقف الشمالي الحالي بعد التصريحات الأخيرة التي استبعدت إمكانية الحوار مع الولايات المتحدة وحذرت من المواجهة المسلحة.

وفي عام 2019، فشلت القمة التي عُقدت بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب، في فيتنام بسبب العقوبات. واعتبر ري أن مسؤولية قرار كيم تقع جزئياً على عاتق قادة عسكريين "غير مخضرمين وجهلة" بقواعد الدبلوماسية النووية.  

وأكد أن "كيم جونج أون لا يعرف الكثير عن العلاقات الدولية والدبلوماسية، أو عن كيفية إصدار أحكام استراتيجية".  

وأضاف الدبلوماسي الشمالي السابق أن "هذه المرة ستؤول السلطة والمسؤولية بالتأكيد إلى وزارة الخارجية، ولن يكون سهلاً على ترمب أن يقيد يدي كوريا الشمالية مرة أخرى لأربع سنوات قادمة من دون أن يقدم أي شيء".

العلاقات مع روسيا والمساعدات اليابانية 

ومن خلال إقامة علاقات أوثق مع روسيا، تلقت كوريا الشمالية مساعدات في مجال تكنولوجيا الصواريخ والاقتصاد. ولكن الفائدة الأكبر تتمثل في منع التعرض للمزيد من العقوبات وتقويض العقوبات الحالية، حسبما قال ري لـ "رويترز"، مضيفاً أن ذلك سيزيد من قدرة بيونج يانج على المساومة أمام واشنطن.

واعتبر الدبلوماسي الكوري الشمالي السابق أن "الروس لوثوا أيديهم بالانخراط في معاملات غير مشروعة، وبفضل ذلك لم تعد كوريا الشمالية بحاجة إلى الاعتماد على الولايات المتحدة لرفع العقوبات، ما يعني أنهم جردوا الولايات المتحدة من بطاقة مساومة رئيسية كانت تمتلكها".

وفي اليابان قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إنه يريد مقابلة كيم، ولكن مشكلة المواطنين اليابانيين الذين اختطفتهم كوريا الشمالية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لطالما كانت حجر عثرة.  

وبحسب ري، سيسعى كيم إلى عقد قمة مع اليابان بهدف الحصول على مساعدات اقتصادية مقابل بعض التنازلات بشأن قضية المختطفين.

وتعتقد طوكيو أن 17 من مواطنيها تم اختطافهم من قبل كوريا الشمالية، وعاد 5 منهم إلى اليابان في عام 2002. وترى بيونج يانج أن القضية قد حُسمت بعد اعترافها بخطف 13 مواطناً يابانياً وقولها إن المفقودين إما ماتوا أو أن مكان وجودهم غير معروف.  

وأكد ري أن كيم سيكون على استعداد لتغيير ذلك الموقف الذي ترسخ في عهد والده كيم جونج إل للحصول على دعم اقصادي. 

وقال: "إنهم يقولون إن القضية حُسمت، ولكن هذا فقط لتعزيز قوتهم التفاوضية حتى يقدم تنازلات في القمة".  

الاستياء والانشقاق 

وبعد دراسته في مدرسة فرنسية في الجزائر والعيش في كوبا رفقة والده الراحل الذي كان يعمل مراسلاً لوسائل الإعلام الحكومية، قال ري إنه كان يتخيل الحياة في كوريا الجنوبية منذ طفولته، ولكنه لم يعمل أبداً على الهرب حتى تعرض لمضايقات من قبل زميل دبلوماسي لرفضه طلبه بالرشوة.  

ثم جاءت اللحظة الحاسمة عندما رفضت بيونج يانج طلبه الحصول على رعاية طبية في المكسيك على نفقته الخاصة بسبب إصابته بانزلاق غضروفي في الرقبة.

وحسبما قال ري لـ "رويترز"، فقد "أدى ذلك إلى تفجير كل مشاعر الاستياء التي كنت أكنها تجاه النظام".  

وأدى الإغلاق الناجم عن تفشي وباء كوفيد - 19 إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها كوريا الشمالية وعلى هؤلاء المقيمين في الخارج، حيث تم قطع معظم خطوط الهواتف إلى بيونج يانج لمنع تسرب أي معلومة إلى العالم الخارجي.

وأجبرت المشاكل المالية كوريا الشمالية أيضاً على إغلاق 12 بعثة دبلوماسية، من إجمالي 54 بعثة، تابعة لها.

وأشار ري إلى أنه "عندما شرعوا في إعادة فتح البلاد واستدعاء العاملين في الخارج في أوائل عام 2023، طلبوا إعادة كل شيء من فرش الأسنان المستعملة إلى الملاعق إلى البلاد، قائلين إنها فارغة من كل شيء". 

وشهد ري أيضاً تدشين العلاقات الدبلوماسية، التي حاول منعها من خلال عمله في المجال الدبلوماسي، بين كوريا الجنوبية وكوبا، حليفة كوريا الشمالية في حقبة الحرب الباردة. 

وقال: "لقد فعلت كل ما بوسعي لمنع حدوث ذلك، ولكن إقامة علاقات مع كوبا كان أفضل شيء فعلته كوريا الجنوبية منذ العام الماضي"، مضيفاً أن ذلك كان "نموذجاً جيداً لتحولات مجرى التاريخ ووجهة الحضارة الطبيعية للمجتمع الدولي".  

تصنيفات

قصص قد تهمك