تحركات دبلوماسية حثيثة لخفض التوتر ومنع "حرب شاملة"

لبنان يحذر من "تطورات مقلقة" في المنطقة: مستعدون للدفاع عن أرضنا بكل السبل

دخان يتصاعد جرّاء قصف إسرائيلي على قضاء مرجعيون بجنوب لبنان. 31 يوليو 2024 - Reuters
دخان يتصاعد جرّاء قصف إسرائيلي على قضاء مرجعيون بجنوب لبنان. 31 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الجمعة، إن التطورات الإقليمية "مُقلقة" وتنذر بارتفاع منسوب الخطر واتّساعه، وذلك في أعقاب قصف إسرائيل ضاحية بيروت الجنوبية واغتيال القائد العسكري في جماعة "حزب الله" فؤاد شكر، واغتيال رئيس المكتب السياسي لمكتب حركة "حماس" الفلسطينية، إسماعيل هنية، في طهران.

من جانبه، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط تور وينسلاند، الجمعة، إنه ناقش مع الأطراف المعنية وبلدان منها لبنان ومصر وقطر سبل منع توسع الصراع بالمنطقة واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تدهور الموقف.

وأضاف وينسلاند، أنه أكد خلال مناقشاته على "الحاجة الملحة إلى معالجة الخطر المتزايد المتمثل في التصعيد الخطير، والذي يشكل تهديداً كبيراً للاستقرار الإقليمي".

وأضاف ميقاتي، خلال كلمة بمناسبة عيد الجيش من مقر القيادة في اليرزة، أن لبنان يعاني "جرّاء الظروف الأمنية، من جنوبه إلى بقاعه، وصولاً إلى (قصف) الضاحية الجنوبية للعاصمة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، فضلاً عن الضائقة الاقتصادية والاجتماعية عموماً، تضاف إلى كل ذلك، تطورات إقليمية مقلقة تنذر بارتفاع منسوب الخطر واتساعه من منطقة إلى أخرى".

وأكد أن "الرهان على الجيش، لأنه الضمانة الأكيدة لوحدة لبنان، أرضاً وشعباً ومؤسسات، ما يجعل الالتفاف حول مؤسستكم واجباً وطنياً جامعاً تسقط أمامه كل الرهانات والمصالح، سياسية كانت أم شخصية، لأن الشهادات التي قدمتموها على مذبح الوطن، لم تكن يوماً إلا في سبيل رفعته وسيادته وسلامته".

وأشار ميقاتي إلى أن "اللبنانيين في الجنوب والبقاع، يواجهون اعتداءات إسرائيلية أوقعت مئات الضحايا، وهجرت عائلات خسرت منازلها وأحرقت ممتلكاتها، ولا شيء يدل على أن الغطرسة الإسرائيلية ستتوقف".

وشدد على أنه "في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الممنهج والخطير خلال الساعات الماضية، نؤكد على حقنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا وكرامتنا بكل الوسائل المتاحة، ولا تردد في هذا الخيار مهما غلت التضحيات، لأننا نسعى إلى استقرار دائم من خلال استرجاع الأجزاء المحتلة من الجنوب".

وكانت وزارة الخارجية اللبنانية أعلنت، الخميس، تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، بشأن "عدوان إسرائيل الأخير على ضاحية بيروت الجنوبية".

وتصاعدت حدة التوتر على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب خاصة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، الأربعاء الماضي، في أثناء وجوده في إيران، واغتيال القيادي البارز بجماعة "حزب الله" فؤاد شكر، في قصف على الضاحية الجنوبية لبيروت في اليوم السابق.

تصعيد مستمر بين "حزب الله" وإسرائيل

والخميس، تعهد الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، بأن الحزب سيرد على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر على يد إسرائيل.

وقال في كلمة متلفزة خلال جنازة شكر: "لا نقاش في هذا. وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان"، وقال: "نحن نبحث عن رد حقيقي وليس عن رد شكلي".

وأضاف أن المعركة "دخلت مرحلة جديدة"، مشدداً على أن "إسرائيل "لا تعرف أي خطوط حمراء تجاوزت وأي عدوان ارتكبت".

وقال نصر الله إن تصاعد الحرب "يتوقف على سلوك العدو وعلى ردود فعله"، وجاءت كلمة الأمين العام للحزب خلال جنازة القيادي بالحزب فؤاد شكر.

وقبيل كلمة نصر الله، ذكر رئيس الوزراء  الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال تقييمه للوضع الأمني مع قيادات للجيش، إن إسرائيل "في حالة استعداد عالية جداً لأي سيناريو".

وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان، أن نتنياهو أجرى تقييماً معمقاً لنشاط قيادة الجبهة الداخلية في الجيش، بالتعاون مع وزارة الداخلية.

وأضاف نتنياهو: "مستعدون للدفاع أو الهجوم، وأي عدوان علينا سيكون ثمنه باهظاً للغاية، من أي جهة كانت".

جهود دبلوماسية لخفض التوتر

وعلى صعيد الجهود الدولية في محاولة لخفض التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بأن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي وصل إلى تل أبيب، بعد زيارته لبنان في محاولة لمنع التصعيد مع جماعة "حزب الله".

وزار وفد بريطاني، الخميس، ضم هيلي، ووزير الخارجية ديفيد لامي، بيروت، حيث أكدا ضرورة الوصول إلى التهدئة ووقف إطلاق النار في كل من لبنان وقطاع غزة.

والخميس، حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، جميع الأطراف في الشرق الأوسط على عدم اتخاذ "إجراءات تصعيدية"، غداة إعلان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، خلال وجوده في إيران، فيما يقوم دبلوماسيون أوروبيون وأميركيون بتحركات "عاجلة" بالمنطقة، لتجنب "حرب شاملة".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن بلينكن قوله، إن المسار الذي يتجه إليه الشرق الأوسط هو نحو المزيد من الصراع، والعنف، والمعاناة، وانعدام الأمن، مشدداً على أنه من الضروري "كسر هذه الحلقة"، معتبراً أن هذا يبدأ بوقف إطلاق النار في غزة.

وتابع: "لحدوث هذا، يستلزم الأمر من جميع الأطراف التوقف عن اتخاذ أي إجراءات تصعيدية". وأكد بلينكن، من دون أن يذكر إسرائيل، أنه من الضروري أن تقوم كل الأطراف باتخاذ القرارات الصحيحة في الأيام المقبلة.

تصنيفات

قصص قد تهمك