أعلنت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، الجمعة، حصول كامالا هاريس رسمياً على العدد اللازم من أصوات المندوبين للترشح عن الحزب، كأول امرأة ملونة تمثله في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل، فيما أشارت نائبة الرئيس الأميركي إلى أنها ستقبل الترشيح بشكل رسمي، الأسبوع المقبل.
وقال رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية جيمي هاريسون عبر فيديو: "أنا فخور جداً بتأكيد أن نائبة الرئيس هاريس حصلت على أغلبية أصوات مندوبي المؤتمر الوطني، وستكون مرشحة الحزب الديمقراطي بعد إغلاق التصويت (الافتراضي)" في 5 أغسطس المقبل.
من جهتها، قالت هاريس إنها ستقبل الترشح بشكل رسمي الأسبوع المقبل، وذلك بمجرد إنتهاء عملية التصويت الافتراضي، مضيفةً: "يسعدني معرفة أن لدينا عدداً كافياً من أصوات المندوبين المطلوبة لتأمين الترشيح".
وتابعت: "في وقت لاحق من الشهر الجاري، سنجتمع في ولاية شيكاغو، متحدين كحزب واحد، وستتاح لنا الفرصة للاحتفال بهذه اللحظة التاريخية معاً"، في إِشارة إلى المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاجو والذي سيعقد بين 19، و22 أغسطس الجاري.
وجاء الإعلان بعدما بدأ مندوبو الحزب، الخميس، الإدلاء بأصواتهم عبر تصويت افتراضي للترشيح في الانتخابات المقبلة، وهي عملية ستستمر حتى مساء الاثنين، بحسب شبكة CNN الأميركية.
ويحق لما يقرب من 4000 مندوب التصويت في الجولة الأولى من المؤتمر، ويحتاج المرشح إلى دعم الأغلبية للفوز المباشر، ويعتبر أكثر من 700 من أعضاء الحزب، العديد منهم مسؤولون منتخبون، مندوبون تلقائيون، أو مندوبون كبار، ولن يكونوا مؤهلين للتصويت إلا إذا انتقلت عملية الترشيح إلى جولة ثانية.
الحزب الديمقراطي.. تبرعات تاريخية
ونجحت هاريس في جمع تبرعات هائلة لحملتها التي أعلنت، الجمعة، جمع مليار دولار منذ بدء حملة الديمقراطيين للفوز بالرئاسة، مضيفةً أنها جمعت 310 ملايين دولار في يوليو الماضي.
وذكرت الحملة أن الرقم المسجل في يوليو، وهو أكثر من ضعف المبلغ الذي جمعته حملة المنافس الجمهوري دونالد ترمب في نفس الشهر، وهو 138.7 مليون دولار، ما يرفع إجمالي الأموال التي جمعتها هاريس، والرئيس جو بايدن من قبلها إلى أكثر من مليار دولار، لتصبح أسرع حملة رئاسية تتجاوز هذه العتبة في التاريخ.
وكان من المتوقع أن يكون يوليو شهراً مخيباً للآمال بالنسبة للديمقراطيين إذ حجب كبار المانحين التبرعات في محاولة لإجبار بايدن على الانسحاب من السباق الرئاسي، لكن ظهور هاريس كمرشحة من الحزب للرئاسة أشعل حماس المانحين، والناخبين، بحسب وكالة "رويترز".
ومنذ إعلان ترشحها للرئاسة بعد انسحاب بايدن، اصطف خلف هاريس جميع الديمقراطيين البارزين تقريباً الذين كان يُنظر إليهم على أنهم منافسين محتملين لها، بما في ذلك جريتشن ويتمر حاكم ولاية ميشيجان، وجافين نيوسوم حاكم كاليفورنيا، وآندي بشير حاكم كنتاكي.
وأصبحت هاريس، وهي من أصول آسيوية، أول امرأة، وشخص ملون يتولى منصب نائب الرئيس بعد أن اختارها بايدن لتكون نائبته في انتخابات 2020، وستصبح أول امرأة تتولى منصب الرئيس في تاريخ البلاد الممتد 248 عاماً إذا فازت في نوفمبر أمام ترمب.
وركزت هاريس مؤخراً خطاباتها على إدانات ترمب الجنائية في محاكمة تتعلق بدفع رشوة لنجمة أفلام إباحية وغيرها من الاتهامات، كما صوّرته على أنه مسؤول عن موجة من الإجراءات المناهضة للإجهاض في الولايات التي يحكمها جمهوريون.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز/إبسوس" ونشر، الثلاثاء الماضي، أن هاريس تخوض سباقاً متقارباً مع ترمب، حيث حصلت على 43% من تأييد الناخبين المسجلين متقدمة على الرئيس السابق الذي حصل على 42%، وهو فارق طفيف يقع في نطاق هامش الخطأ.
توجهات هاريس
وكانت هاريس، واجهة حملة بايدن في قضية الإجهاض، في وقت أصبحت فيه المسألة قضية رئيسية بعد أن ألغت المحكمة العليا الأميركية عام 2022 قرار "رو ضد وايد" التاريخي عام 1973.
كما كُلفت ببحث قضايا كثيرة تبدو مستعصية على الحل، تضمنت الأسباب الجذرية للهجرة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، والقيود المفروضة على حقوق التصويت.
وكمرشحة رئاسية، من المتوقع أن تلتزم إلى حد كبير بقواعد اللعبة التي يتبعها بايدن في السياسة الخارجية بشأن القضايا الرئيسية مثل أوكرانيا، والصين، وإيران، لكنها قد تتبنى لهجة أكثر صرامة مع إسرائيل بشأن حرب غزة.
ومواقفها تجاه المناخ، والطاقة تماثل تلك التي يتبناها بايدن الذي جعل مكافحة تغير المناخ أولوية قصوى، أما في مجال الأعمال والاقتصاد، يُنظر إلى هاريس على أنها صديقة للتكنولوجيا حتى حين تناولت قضايا مزعومة تتعلق بمنع المنافسة، والخصوصية، وسعت إلى طمأنة المانحين بأنها تدعم الرأسمالية.