سلطت المواجهات الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الضوء على القدرات العسكرية لهذه الفصائل، خصوصاً بعد إطلاقها صواريخ جديدة فاقت قدرات سابقاتها، سواء من حيث الكمية أو المدى.
وغالباً ما يجري تصنيع هذه الصواريخ محلياً أو تهريبها إلى القطاع، حيث تستخدمها حركة "حماس" وجناحها العسكري "كتائب القسام"، وحركة "الجهاد الإسلامي" وذراعها العسكري "سرايا القدس"، بالإضافة إلى فصائل أخرى تملك قدرات صاروخية أكثر تواضعاً.
كما انضمت إلى الصواريخ خلال المواجهات الأخيرة طائرات مسيرة مفخخة.
وتتوفر أغلب المعلومات المتاحة عن هذه الصواريخ في أرشيف المواجهات خلال السنوات الماضية، والإعلانات الصادرة عن الحركتين في بيانات رسمية أو على ألسنة قادتهما، وعادة ما تطلق حماس على صواريخها أسماء قادة من الحركة قتلتهم إسرائيل.
صواريخ "حماس"
صاروخ عياش 250: هو أحدث الصواريخ التي أدخلتها "كتائب القسام" إلى الخدمة (بتاريخ 13 مايو 2021)، يصل مداه إلى أكثر من 250 كيلومتراً، و"بقوة تدميرية هي الكبرى"، وفق إعلانها.
صاروخ SH85: استخدمته "كتائب القسام" للمرة الأولى خلال المواجهات الأخيرة أيضاً، ويبلغ مداه 85 كيلومتراً. وقالت كتائب القسام في بيان، إن عمليات القصف الأخيرة استخدمت فيها صواريخ "SH -85" للمرة الأولى.
صاروخ القسام: أطلقته "القسام" للمرة الأولى في عام 2001، وكان حينها يقطع كيلومتراً ونصف الكيلومتر فقط، وطورته مراراً ليصبح الجيل الرابع منه قادراً على تحقيق مدى يبلغ بين 15 و17 كيلومتراً.
صاروخ M75 أو مقادمة 75: صاروخ متوسط المدى، يصل مداه إلى ما يقرب من 75 كيلومتراً.
صاروخ A120: استخدم لأول مرة في 2021، ويصل مداه إلى 120 كيلو متراً.
صاروخ R160 أو رنتيسي 160: يستطيع ضرب مناطق تبعد أكثر من 160 كيلومتراً عن قطاع غزة.
صاروخ J80 أو جعبري 80: يبلغ وزن رأسه الحربي 125 كيلوغراماً، وهو مزود بتقنية لتضليل القبة الحديدية الإسرائيلية، كونه لا يسير بانتظام بعد إطلاقه حتى وصوله إلى الهدف.
صاروخ S55 (أو سجيل 55)، وصاروخ شمالة، وصاروخ عطار: صواريخ محلية الصنع.
صاروخ فجر-5: يصل مداه إلى 75 كيلومتراً لكن دقته منخفضة.
صاروخ خيبر 1 أو M-302: يصل مداه إلى 160 كيلومتراً، ودقّته أقل انخفاضاً من فجر-5.
قذيفة الياسين: قذيفة مضادة للدروع، يبلغ مداها الأقصى 250 متراً، سهلة الحمل والنقل، خفيفة الوزن، دقيقة الإصابة خاصة للأهداف الثابتة. أعلنت "كتائب القسام" تطويرها بتاريخ 3 أغسطس 2004.
صواريخ مضادة للدروع: روسية الصنع مثل صواريخ كورنيت وفاغوت RPJ7 ومالوتكا، وأخرى إيرانية الصنع مثل رعد ونادر وطوفان وتوسان والصاعقة.
صواريخ مضادة للطائرات: روسية الصنع، كصواريخ "سام7" التي تُحمل على الكتف.
طائرات بدون طيار: تحمل اسم "أبابيل 1"، ولها 3 نماذج: طائرة ذات مهمات استطلاعية، وطائرة ذات مهمات هجومية- إلقائية، وطائرة ذات مهمات هجومية- انتحارية.
طائرات بدون طيار انتحارية: آخرها من طراز "شهاب" محلي الصنع الذي أعلنت "القسام" إدخاله إلى الخدمة في 13 مايو 2021 عبر استهداف منصة الغاز قبالة ساحل غزة.
صواريخ "الجهاد الإسلامي"
صاروخ بدر 3: يبلغ طوله 3 أمتار ويزن رأسه المتفجر 350 كيلوغراماً.
صاروخ قدس: نسخة مطورة عن صاروخ "كاتيوشا" الروسي، يصل مداه إلى 18 كيلومتراً.
صاروخ "قدس متوسط المدى".
صواريخ "غراد" الروسية.
صواريخ مضادة للدروع.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن حركة حماس بدأت في تصنيع صواريخها خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2001. ولم يكن مدى صواريخ حركة حماس يتجاوز آنذاك ثلاثة أميال (4.8 كيلومتر)، ثم طورت حماس بعد ذلك صواريخ قادرة على ضرب أهداف على بعد 40 ميلاً (64 كيلومتراً)، بمساعدة خبراء من إيران.
وأفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" بأن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن حماس لديها عشرات الصواريخ بمدى يتراوح بين 100 و160 كيلومتراً، والتي يمكن أن تضرب أهدافاً في معظم المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل، ضمنها مدينة حيفا ومناطق الشمال الإسرائيلي. وتشمل هذه الصواريخ، وفقاً لـ"جيروزاليم بوست"، صواريخ R-160 وM-302D وM302-B.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن حماس تملك مئات الصواريخ التي يتراوح مداها بين 70 و80 كيلومتراً، والتي يمكنها ضرب ثلاثة أهداف مهمة في إسرائيل، هي تل أبيب، مطار بن غوريون والقدس. وستشمل هذه الصواريخ J-80 وM-75 و Fajr-5 والجيل الثاني من صواريخ M-75.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس تملك أيضاً ترسانة جديدة من صواريخ فجر 3 وسجيل-55، والتي يمكنها الوصول إلى المدن الكبيرة على الساحل الإسرائيلي وفي وسط البلاد، بما في ذلك ريشون لتسيون ورحوفوت وبيت شيمش.
اختبار القبة الحديدية
وتعتمد إسرائيل بشكل كبيرة على نظام القبة الحديدية الدفاعي للتصدي للصواريخ التي تطلقها الفصائل باتجاه أهداف في إسرائيل.
وتعتمد القبة الحديدية على نظام رادار وتحليل لتحديد ما إذا كان الصاروخ القادم يشكل تهديداً أم لا، ولا يطلق النظام أي صاروخ اعتراضي إلا إذا كان يهدد الصاروخ القادم بضرب منطقة مأهولة بالسكان أو بنية تحتية مهمة.
وعلى الرغم من استخدام القبة الحديدية منذ عقد من الزمان، لا تزال بعض الصواريخ التي تُطلق على إسرائيل في أوقات التوتر مع الفصائل الفلسطينية، تنجح في الوصول إلى المناطق المأهولة بالسكان.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه على الرغم من أن الصواريخ الفلسطينية "غالباً ما تكون بدائية ويفتقر الكثير منها إلى أنظمة التوجيه، إلا أن أعدادها الهائلة وتكلفتها المنخفضة تعد ميزة ضد القبة الحديدية، ففي حين أن الصاروخ قد يكلف أقل من بضع مئات من الدولارات، فإن كل صاروخ معترض يكلف إسرائيل حوالي 80 ألف دولار، وذلك كما نقلت تقارير صحف إسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، هيداي زيلبرمان، إن نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي لديه معدل اعتراض يتراوح بين 85 و90% من الصواريخ المتجهة إلى المناطق المأهولة بالسكان.
"تهديد متطور"
ونقلت "واشنطن بوست" عن مايكل أرمسترونغ، الأستاذ المساعد في جامعة بروك الذي أنجز دراسة حول فعالية نظام القبة الحديدية عام 2019، القول إنه "لا يوجد نظام دفاع صاروخي يمكن الاعتماد عليه تماماً، خاصةً ضد تهديد متطور"، في إشارة إلى تطور صواريخ حماس والجهاد.
وأكد مسؤولون دفاعيون في إسرائيل لصحيفة "Israel Hayom"، هذا الأسبوع، أن المكونات الميدانية لنظام القبة الحديدية لم تتغير منذ نشر النظام لأول مرة عام 2011، لكنهم أشاروا إلى تحديثات شملت البرامج والتكنولوجيا التي تستخدمها، جعلت النظام أكثر قدرة وفعالية على اعتراض الصواريخ.
ونقلت الصحيفة عن موشيه باتيل، وهو مسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية القول إن القبة الحديدية لديها "القدرة على مواجهة صواريخ كروز والطائرات بدون طيار وغيرها"، بما في ذلك "التهديدات التي لم تكن موجودة حين تم تطوير النظام".