هاريس تواجه أسبوعاً حاسماً يتطلب اختيار نائبها في سباق الرئاسة

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث من مطار جورج بوش الدولي في هيوستن بولاية تكساس. 1 أغسطس 2024 - Reuters
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث من مطار جورج بوش الدولي في هيوستن بولاية تكساس. 1 أغسطس 2024 - Reuters
دبي-الشرق

تواجه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، أسبوعاً حاسماً يتطلب منها اتخاذ أهم قرار حتى الآن، وهو اختيار نائبها في السباق الرئاسي، مع الحفاظ على الزخم السياسي الذي اكتسبته مبكراً بعد انطلاقة ناجحة لحملتها استمرت لأسبوعين، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

وذكرت الوكالة أن هاريس، وهي مدعية عامة سابقة معروف عنها التروّي، أمامها حتى الثلاثاء، لاختيار نائبها من قائمة تضم 4 حكام وسيناتور ومسؤول في الإدارة كان من منافسيها في انتخابات 2020.

وعادة ما يستغرق اتخاذ هذا القرار "المليء بالضغوطات" عدة أشهر، ولكن في هذه الحالة يجب اتخاذه في أسابيع قليلة.

وبعد ذلك، ستنطلق هاريس ونائبها في جولة "شرسة" تشمل 7 ولايات حاسمة تبدأ في فيلادلفيا، الثلاثاء، ثم ويسكونسن، وميشيجان، ونورث كارولاينا، وجورجيا، وأريزونا، ونيفادا، وجذبت التجمعات الأولى لهاريس الآلاف من المؤيدين المتحمسين.

وأضافت "أسوشيتد برس" أن مسؤولي حملة هاريس يدركون أن الزخم يمكن أن يتلاشى بسرعة، لذا يعملون على استغلال الطاقة الحالية مع إدارة التوقعات بالتأكيد على أن السباق مع المرشح الجمهوري دونالد ترمب لا يزال متقارباً.

كامالا هاريس تواجه اختبارات جديدة

وأعادت البداية القوية لحملة هاريس عدداً من الولايات إلى ساحة المنافسة، بعد مخاوف من أن تكون بعيدة المنال عندما كان الرئيس الأميركي جو بايدن هو المرشح الديمقراطي.

وتواجه هاريس اختبارات جديدة في الأيام المقبلة بينما تعمل على اتخاذ قرارات مهمة، من بينها اختيار نائب الرئيس، ولكن هذه القرارات قد تخيّب آمال بعض الأطراف.

وأوضحت "أسوشيتد برس" أن هاريس لم تتعرض لمستوى التدقيق الذي يواجهه عادة المرشحون للرئاسة، ورغم ظهورها المستمر في المناسبات العامة، نادراً ما أجابت هاريس عن أسئلة الصحافة، ولم تجرِ مقابلات متعمقة.

وبعد نحو 4 سنوات من الدفاع عن مواقف بايدن، سيتعيّن على هاريس اتخاذ مواقفها الخاصة بشأن القضايا السياسية التي تقسم الديمقراطيين.

مرشحة "جريئة"

وذكرت الوكالة أن رسالة هاريس تزداد وضوحاً يوماً بعد يوم، إذ وصفها أول إعلان تلفزيوني لها بأنها "جريئة"، ورفعت شعار "لن نتراجع" الذي أصبح "صرخة حاشدة" لحملتها.

كما تؤكد هاريس مراراً على مفهوم الحرية، ليس فقط من خلال التركيز على ترمب كتهديد للديمقراطية، ولكن أيضاً الحرية في الإجهاض والأمان من العنف المسلح.

وفي الوقت ذاته، تبرز خلفيتها كمدّعية عامة كخط فاصل بينها وبين ترمب، ففي التجمعات والإعلانات، تقارن هاريس سجلها في ملاحقة المجرمين العتاة ومخالفات الشركات بالاتهامات الموجهة لترمب والأحكام الصادرة بحقه.

ومن جانبه، يعمل ترمب على وصْف هاريس بأنها ليبرالية من سان فرانسيسكو تتعامل بتساهل مع الجريمة، ويتهمها بالفشل في مهمة تأمين الحدود التي كُلّفت بها كنائبة للرئيس.

ويُحمّل الرئيس السابق هاريس وبايدن مسؤولية التضخم الذي شهدته الولايات المتحدة خلال فترة إدارتهما، كما هاجم هاريس شخصياً، مشككاً في ذكائها وهويتها ثنائية العرق.

وتخطط هاريس لتنظيم فعاليات انتخابية جديدة في ولايات أريزونا، ونيفادا، ونورث كارولاينا، وجورجيا هذا الأسبوع.

وكانت حملة بايدن تضع هذه الولايات منذ فترة طويلة ضمن أهدافها الرئيسية، لكنها بدأت تفقد الأمل في الفوز بأصواتها، وركزت على الولايات المعروفة باسم "الجدار الأزرق" مثل ميشيجان، وويسكونسن، وبنسلفانيا.

وفي الوقت الحالي، تركز مديرة الحملة جولي تشافيز رودريجيز أكثر على أريزونا ونيفادا بسبب زيادة تنافسية هاريس ضد ترمب في هاتين الولايتين اللتين فاز بهما بايدن قبل نحو 4 سنوات.

وقال المسؤول عن الولايات الحاسمة في حملة هاريس، دان كانينن، للصحافيين الأسبوع الماضي: "نحن الطرف الأضعف في هذا السباق"، وهي العبارة التي أكدتها هاريس في قت سابق.

وأضاف كانينن: "لكن الدعم الجارف المحيط بنائبة الرئيس حقيقي وله مغزى. مهمتنا الآن هي تحويل هذا الحماس إلى أفعال".

الوصول للناخبين

وتقول حملة هاريس إن المتطوعين أجْروا 2.3 مليون مكالمة هاتفية، وطرقوا 172 ألف باب، وأرسلوا ما يقرب من 2.9 مليون رسالة نصية للناخبين في الولايات الحاسمة خلال 12 يوماً.

وسجّل أكثر من 130 ألف شخص حضوره في حدث انتخابي لهاريس عبر الإنترنت، كما سجّل 750 ألف شخص لأول مرة لحضور فعالية انتخابية، بحسب كانينن.

وتستعد هاريس لإجراء مقابلات مع المرشحين المحتملين لشغل منصب نائب الرئيس هذا الأسبوع.

وقال أشخاص مطلعون على الأمر لـ"أسوشيتد برس"، إن قائمة المرشحين تضم حاكم كنتاكي آندي بشير، وحاكم إلينوي جي.بي. بريتزكر، وحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم مينيسوتا تيم والز، بالإضافة إلى السيناتور مارك كيلي (من أريزونا) ووزير النقل بيت بوتيجيج.

ولم تكشف هاريس الكثير عن مشاوراتها، لكنها بلا شك ستعتمد على التجربة التي مرت بها أثناء اختيارها كنائبة لبايدن قبل نحو 4 سنوات، حسبما ذكرت الوكالة.

وتمارس مختلف الدوائر الانتخابية الديمقراطية ضغوطاً شديدة لصالح بعض الأسماء المرشحة لمنصب نائب الرئيس، وفي بعض الحالات ضدها، استناداً إلى اعتبارات جغرافية ومواقف سياسية سابقة ومشاعر الناخبين.

ومن المقرر أن تصبح هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي رسمياً، الاثنين المقبل، عندما ينتهي التصويت الإلكتروني للمندوبين.

وقال رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي جيمي هاريسون، في اجتماع افتراضي مع المؤيدين، الجمعة، إن هاريس حصلت بالفعل على عدد كافٍ من المندوبين لتصبح المرشحة.

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى الخلافات التي درات بين هاريس وترمب بشأن تفاصيل المناظرة الرئاسية.

وقبل أن ينهي بايدن حملته لإعادة انتخابه، كان من المفترض أن يظهر هو وترمب على قناة ABC News في المناظرة الثانية في 10 سبتمبر المقبل.

إلا أن الرئيس السابق يرغب في إجراء المناظرة مع هاريس في 4 سبتمبر المقبل على قناة Fox News، فيما تقول حملة هاريس إنها ملتزمة بالموعد الأصلي.

وكتب ترمب على منصته "تروث سوشيال": "سأراها في 4 سبتمبر أو لن أراها على الإطلاق".

تصنيفات

قصص قد تهمك