معظم النساء الأميركيات تعتقد أن هاريس ستُمثل مصالحهن أكثر من ترمب

حماسة الديمقراطيين تعزز موقف هاريس وتعيد تشكيل السباق الانتخابي ضد ترمب

المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال تجمّع انتخابي مع أنصارها في جورجيا- 30 يوليو 2024 - Reuters
المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال تجمّع انتخابي مع أنصارها في جورجيا- 30 يوليو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

يشهد الناخبون الشباب والأميركيون من أصول إفريقية زيادة ملحوظة في الانخراط السياسي، مدفوعين بدعم قوي من الحزب الديمقراطي، ويتوقع أن يكونوا أكثر إقبالاً على التصويت في الانتخابات المقبلة في 5 نوفمبر.

وإضافة إلى ذلك، تعتقد الكثير من النساء أن نائبة الرئيس، كامالا هاريس، ستُدافع عن مصالحهن بشكل أفضل، مما أعطى المرشحة الديمقراطية دفعة قوية في سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

ويُشير أحدث استطلاع للرأي إلى أن هاريس تتمتع بتقدم طفيف بنقطة واحدة على المستوى الوطني على المرشح الجمهوري دونالد ترمب، وهو إنجاز لم يتمكن الرئيس الحالي جو بايدن من تحقيقه خلال حملته (حيث كان متأخراً بـ5 نقاط عندما انسحب من السباق). كما أظهر الاستطلاع تعادلاً بين هاريس والرئيس السابق في الولايات الرئيسية.

وشمل الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "YouGov" لصالح قناة CBS News الأميركية عينة من 3 آلاف و102 ناخب مسجل في أنحاء البلاد، وأجري خلال الفترة من 30 يوليو إلى 2 أغسطس بهامش خطأ ±2.1 نقطة.

ومع اقتراب الانتخابات، يُجمع الناخبون والمحللون على أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ملامح السباق إلى البيت الأبيض ومستقبل البلاد، وفقاً لقناة "CBS News".

عوامل لصالح ترمب

وتتمتع كامالا هاريس بميزات إضافية لدى الناخبين الأوسع لم تكن متوفرة للرئيس جو بايدن، إذ تتفوق على ترمب في ما يتعلق برؤية الناخبين لصحتها العقلية وقدرتها على الخدمة، وهو مقياس كان محورياً في الحملة قبل تنحي الرئيس الديمقراطي عن السباق الانتخابي.

وعلى صعيد السياسة العامة، تُعتبر هاريس مختلفة قليلاً عن بايدن، مما يفتح بعض الاحتمالات لتعريف مواقفها للناخبين في الوقت الحالي، سواءً كانت إيجابية أو سلبية.

لكن هناك بعض العوامل التي تعمل لصالح ترمب ولم تتغير، إذ لا يزال يحتفظ بتفوق كبير بين الناخبين الذين يقولون إنهم سيكونون في وضع مالي أفضل معه، وأن سياساته ستقلل من أعداد المهاجرين على الحدود.

وارتفعت نسبة الديمقراطيين الذين يقولون إنهم "سيصوتون بالتأكيد" إلى أعلى مستوى لها هذا العام. وهو ما قد يُضيق الفجوة الحزبية في نسبة الإقبال التي شهدتها البلاد طوال الحملة.

وتُظهر الأرقام الحالية أن عدداً أكبر بكثير من الناخبين من أصول إفريقية يقولون إنهم سيصوتون الآن مقارنة بشهر يوليو عندما كان بايدن هو المرشح.

وبشكل عام، يشير كل هذا إلى أن الانتخابات ربما تعتمد بشكل كبير على نسبة الإقبال على التصويت، وخصوصاً الناخبين الذين لا يظهرون دائماً في الانتخابات، مثل أولئك الذين يصفون أنفسهم عموماً بأنهم "يصوتون أحياناً" أو "نادراً"، لكنهم يقولون الآن إنهم سيصوتون بالتأكيد.

أصوات النساء

تتقدم شعبية كامالا هاريس بين الناخبات، وهي ميزة حافظ عليها الديمقراطيون في السنوات الأخيرة، ويعود ذلك لسبب رئيسي، إذ تعتقد الناخبات بشكل كبير أن هاريس ستُدافع عن مصالح النساء إذا تم انتخابها، في مقابل عدد أقل بكثير من النساء ممن يقلن نفس الشيء عن ترمب.

وبشكل عام، يميل الناخبون إلى الاعتقاد بأن دونالد ترمب سيساعد في تعزيز مصالح الرجال أكثر من مصالح النساء.

وفي هذا السياق، اتسعت فجوة الجنسين منذ بداية الحملة. وتتقدم هاريس على منافسها الجمهوري بين النساء بفارق أكبر مما حققه بايدن، بينما تحتفظ تقريباً بنفس مستوى الدعم الذي كان لدى بايدن بين الرجال.

حماس للتصويت لهاريس

تُظهر بيانات الاستطلاع الذي أجرته "YouGov"، أن غالبية الناخبين الديمقراطيين، وما يقارب نصف الناخبين بشكل عام، يشعرون بحماس أكبر للتصويت بوجود كامالا هاريس كمرشحة ديمقراطية.

والأمر لا يتعلق فقط بزيادة حماس الديمقراطيين، بل أيضاً بعدد من الصفات التي يرون أن هاريس تتفوق فيها على ترمب، لا سيما ما يتعلق بصحتها العقلية والذهنية، وهو ما كان يمثل نقطة ضعف كبيرة لدى بايدن.

وعلى صعيد أوسع من الناخبين، تتفوق هاريس على ترمب في صفتي الحيوية والتركيز (وهما صفتان تراجع فيهما بايدن بشدة أمام الرئيس السابق). وتتساوى مع ترمب في الكفاءة المتصورة، وتقترب أكثر من بايدن في صفة الحزم والفعالية.

"الناخبون السود"

تشهد كامالا هاريس مستويات دعم بين الناخبين من أصل إفريقي قريبة مما حققه جو بايدن عام 2020، وأعلى مما كان يحصل عليه بايدن في استطلاعات هذا العام.

ويعتقد الأميركيون من أصل إفريقي أن هاريس ستهتم بمصلحة الجميع، بينما يرى الجمهوريون والناخبون المؤيدون لترمب أن هاريس ستساعد في تعزيز مصالح ذوي الأصول الإفريقية، أكثر من البيض، في حين يميل الناخبون المؤيدون لهاريس إلى الاعتقاد بأنها ستعمل لصالح الجميع عبر خطوط الجنس والعرق.

كما يعتقد الناخبون المؤيدون لترمب أيضاً أنه سيساعد في تعزيز مصالح الجميع، رغم أن الناخبين بشكل عام يميلون إلى الاعتقاد بأنه سيساعد في تعزيز مصالح الرجال والبيض أكثر من غيرهم.

ويعتقد معظم الناخبين على نطاق أوسع، أن البلاد جاهزة لانتخاب امرأة سمراء كرئيسة، وهذا يشمل الذين يصوتون لهاريس والعديد من الذين لن يصوتوا لها. ويشمل ذلك حوالي ثلاثة أرباع المستقلين وما يقارب نصف الجمهوريين.

وضمن السياق التاريخي، شهد القرن الـ21 تغيراً في هذه النظرات، ففي عام 2000 كان أكثر قليلاً من ثلث الناخبين يعتقدون أن الأمة جاهزة لانتخاب رئيس من أصل إفريقي، وتغيّر ذلك في استطلاعات CBS News عام 2008، عندما كان باراك أوباما مرشحاً، حيث قال معظم الناخبين حينها إن البلاد جاهزة لذلك.

ما الذي تغير؟

تُعتبر آراء كامالا هاريس السياسية مماثلة في الغالب، ولكن ليست بالكامل، لتلك الخاصة بجو بايدن، مما يفتح المجال لتحديد تلك الاختلافات في الأسابيع المقبلة في أذهان الجمهور.

ويرى الناخبون أن هاريس ليبرالية إلى حد ما أو ليبرالية جداً. وكلما كان الناخب محافظا أكثر، زادت احتمالية رؤيته لهاريس كليبرالية جداً.

وعلى الجانب الآخر، يُنظر إلى ترمب على أنه محافظ جداً أو إلى حد ما، مما يجعل هذا الخيار أكثر استقطاباً من الناخبين بشكل عام.

وبالنسبة لوجود سياسات من شأنها تحسين الأوضاع المالية للناس، تحتل هاريس نفس الموقف الذي كان عليه بايدن في يوليو، متأخرة بشكل كبير عن ترمب.

ويعتقد نصف الناخبين أن سياسات المرشحة الديمقراطية ستزيد من عدد المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود، وهذا يشبه توقعاتهم لبايدن، بينما يعتقدون أن سياسات ترمب ستقلل من ذلك.

أما في ما يتعلق بحماية حق الإجهاض، تعتقد الأغلبية أن هاريس ستحاول تمرير قانون وطني يجعل الإجهاض قانونياً.

وتجادل هاريس بأن ترمب سيحظر الإجهاض على الصعيد الوطني إذا عاد إلى المنصب، لكنها قد تحتاج إلى المزيد من الجهود لإقناع الناخبين بذلك. حيث قال ترمب إنه سيترك الأمر للولايات، ويميل الناخبون إلى الاعتقاد بأنه سيفعل ذلك بالفعل.

وبشكل عام، لا يدعو معظم الديمقراطيين صراحة كامالا هاريس لاختيار رجل أو امرأة كمرشحها لمنصب نائب الرئيس، حيث يفكر البعض بشكل استراتيجي بأن الاختيار يجب أن يأتي من ولاية رئيسية متأرجحة.

تصنيفات

قصص قد تهمك