تراهن مرشحة الحزب الديمقراطي المحتملة لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة كامالا هاريس، باختيارها حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز ليكون المرشح لمنصب نائب الرئيس، على أن يساعدها في كسب تأييد الناخبين في مناطق الريف التي كانت تشير التوقعات بأن تؤدي فيها بشكل أسوأ من الرئيس الأميركي جو بايدن.
وبدأت هاريس عملية اختيار النائب، قبل حوالي أسبوعين فقط، بعد إعلان بايدن انسحابه من السباق في 21 يوليو الماضي، وتأييده لها على رأس تذكرة الحزب الديمقراطي للرئاسة.
وبرغم أن نائبة الرئيس تؤدي بشكل أفضل من بايدن في مناطق رئيسية، إلا أن الديمقراطيين في المناطق الريفية التنافسية يتوقعون أن تؤدي هاريس بشكل أسوأ من الرئيس في ولايات أعالي الغرب الأوسط، خاصة الولايات المتأرجحة، وهو ما يمكن معالجته باختيار شخص مثل تيم والز.
ويمكن لتيم والز الذي خدم 12 عاماً في الكونجرس ممثلاً عن مقاطعة جنوبية ريفية حمراء (جمهورية)، أن يساعدها في كسب تأييد الناخبين في تلك الولايات التي قد تؤدي فيها بشكل أسوأ من بايدن، إذ إنه يجلب إلى الحملة شعور "الرجل الذي يمكنك أن تقابله في الساحة الخلفية لمنزلك خلال حفل شواء"، وفق وصف مجلة "بوليتيكو".
ويرى البعض أن والز، وهو معلم سابق، يمكنه أن يمنع حدوث سقوط حر للديمقراطيين في المناطق الريفية بالبلاد، وسط توقعات بأن يساعد حاكم ولاية مينيسوتا الذي خاض سباقات تنافسية صعبة، هاريس التي خاضت حملات انتخابية ناجحة ولكنها في كاليفورنيا، الولاية الديمقراطية "الزرقاء"، وتحتاج إلى مقاتل مثله.
وفاز الرئيس السابق دونالد ترمب في انتخابات عام 2016 بنسبة 59% من أصوات الناخبين الريفيين، أما في عام 2020 ارتفعت هذه نسبة إلى 65% على الرغم من خسارة الرئيس السابق للانتخابات أمام بايدن، بحسب مركز "بيو" للأبحاث.
من هو تيم والز؟
ويعد تيم والز حاكم مينيسوتا الذي كان مدافعاً عن بايدن رغم أدائه "الضعيف" في المناظرة، وجهاً جديداً إلى حد ما، حتى بالنسبة لمعظم الديمقراطيين، لكنه أصبح مؤخراً، الوجه المفضل بين التقدميين الذين يستمتعون بهجومه على المرشح الجمهوري دونالد ترمب في القنوات التلفزيونية الإخبارية، لكنه من غير المرجح أن تكون ولاية مينيسوتا حاسمة في مسار هاريس إلى البيت الأبيض.
وفي الساعات التي تلت انسحاب بايدن، أجرى والز اتصالاً هاتفياً مع هاريس، ورغم أنه لم يكشف عن تفاصيل المحادثة، إلا أنه أشاد بحماسة بنائبة الرئيس، خاصةً بسبب زيارتها التاريخية إلى عيادة للإجهاض في سانت بول، حيث أصبحت أول نائب رئيس، أو رئيس يجري زيارة من هذا النوع.
ورغم أن تيم والز كان يُنظر إليه كـ"حصان أسود" في البداية، إلا أنه حصل على دعم من وسائل التواصل الاجتماعي، وخلق حالة من الحماس بعد سلسلة من المقابلات على شبكات مختلفة، من بينها FOX News، كما حصل على دعم الديمقراطيين بعد تصدره عناوين الأخبار، وحقق شهرة واسعة بفضل تصريحاته.
ويدعم والز الذي كان مدرباً لفريق كرة قدم أميركية في مدرسة ثانوية، أجندة تقدمية تتضمن وجبات مدرسية مجانية، وأهدافاً لمعالجة تغير المناخ، وتخفيضات ضريبية للطبقة المتوسطة، وزيادة مدد الإجازات المدفوعة الأجر لعمال ولاية مينيسوتا.
حاكم مينيسوتا ودعم هاريس
كما دافع عن حقوق المرأة الإنجابية، لكنه أظهر أيضاً ميولاً وأفكاراً أقرب للمحافظين خلال تمثيله منطقة ريفية في مجلس النواب الأميركي، والدفاع عن المصالح الزراعية، ودعم حقوق الأسلحة.
وخلال دعمه لحملة هاريس، مرتدياً في بعض الأحيان قبعة بيسبول وقميصاً مموهاً، هاجم والز ترمب ونائبه جيه دي فانس، ووصفهما بـ"الغريبان"، وهو مصطلح لقي انتشاراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووُلد تيم والز في ولاية نبراسكا، وانضم إلى الحرس الوطني بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، وحصل على درجة في العلوم الاجتماعية من كلية تشادرون ستيت عام 1989.
ثم قضى عاماً في تدريس العلوم الاجتماعية بالخارج قبل أن يعود إلى وطنه ليخدم كضابط نظامي في الحرس الوطني، ويعمل مدرساً بالمرحلة الثانوية، بالإضافة إلى تدريبه فريق كرة القدم في مدرسة مانكاتو الغربية، بحسب قناة FOX9.
محطات انتخابية في مسيرة تيم والز
وبدأ والز الذي حظي بدعم قوي من رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، مسيرته الانتخابية في ظل ردود فعل عنيفة ضد رئيس جمهوري آخر، إذ فاز بمقعد في الكونجرس عام 2006، إبان رئاسة جورج دبليو بوش (2001- 2009)، واحتفظ بمقعده في مجلس النواب بفارق أقل من نقطة واحدة في عام 2016، وبعد عامين، ركب "موجة زرقاء" من المشاعر المناهضة لترمب ليصبح حاكماً للولاية.
وانتُخب والز ليكون نائباً في مجلس النواب الأميركي عام 2006، حيث مثل الدائرة الأولى في مينيسوتا، وأعيد انتخابه لـ5 فترات أخرى قبل أن يترشح لمنصب حاكم الولاية.
وانتخب والز لمنصب حاكم مينيسوتا عام 2018، وأُعيد انتخابه عام 2022 حيث فاز حينها بنسبة 52.27% مقابل 44.61% لمنافسه الجمهوري، على الرغم من أن أعداداً كبيرة من سكان المناطق الريفية بالولاية صوتت لصالح الأخير.
وفي ذات العام، فاز "حزب العمال والمزارعين"، وهو اسم الحزب الديمقراطي في الولاية، بالسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، مما منح حزب والز سيطرة بسيطة على السلطة التشريعية، وهذه السيطرة، مكّنت الديمقراطيين في مينيسوتا من تقنين حقوق الإجهاض، وتعزيز حقوق المتحولين جنسياً، وتمرير مشروع قانون تقنين الماريجوانا، وتثبيت قوانين جديدة بشأن الأسلحة.
ويفخر والز بالإنجازات التي حققها كحاكم، والتي تشمل تقديم وجبات مدرسية مجانية لجميع الطلاب في مينيسوتا، وحماية الحرية الإنجابية، وخفض الضرائب على الطبقة الوسطى، وزيادة الإجازات المدفوعة الأجر للعمال، بالإضافة إلى سياسات أخرى.
وبالإضافة إلى دوره كحاكم، يشغل والز أيضاً منصب الرئيس المشارك للجنة القواعد التابعة للمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.