قال ثلاثة مسؤولين بارزين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن منطقة المحيطين الهندي، والهادئ تشهد تحديات أمنية خطيرة، بما في ذلك تهديدات كوريا الشمالية النووية، وأنشطة الصين الخطيرة والاستفزازية في البحر، ولها تأثيرات تتجاوز المنطقة.
وذكر وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في مقال مشترك نشرته "واشنطن بوست"، أن "دبلوماسية بايدن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ جعلت مستقبل أميركا أكثر أماناً"، مشددين على أنه "لا يوجد مكان على وجه الأرض أكثر أهمية لسبل العيش ومستقبل الأميركيين من منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وأضاف المسؤولون الأميركيون أن هذه المنطقة، التي تمتد من ساحل المحيط الهادئ إلى المحيط الهندي، تنتج ما يقرب من 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، كما تدعم تجارتها أكثر من 3 ملايين وظيفة أميركية، بالإضافة إلى أن الكثير من التصنيع المتقدم في العالم، والذي يساعد على دفع الاقتصاد الأميركي، يحدث في مصانعها".
تحول في نهج أميركا
وشدد بلينكن، وأوستن، وسوليفان على أن موقف الولايات المتحدة في هذا الجزء الحيوي من العالم، كان، خلال بداية ولاية بايدن، في أدنى مستوياته منذ عقود، وكانت المنطقة لا تزال تعاني من آثار جائحة كورونا، وهو ما أدى إلى مخاوف وسط حلفائنا، وشركائنا، فيما كانت الصين تتصرف بشكل متزايد عدوانية، مستغلة انعزال أميركا.
وقال المسؤولون الأميركيون إنهم وجهوا بايدن لتحويل نهج الولايات المتحدة تجاه المنطقة، مضيفين أن هذا التحول، والنتائج الهائلة التي حققها الرئيس هو أحد "أهم القصص غير المروية في استراتيجية السياسة الخارجية التي قادها بايدن ونائبته كاملا هاريس".
وتابعوا: "عملنا ليس فقط على تعزيز علاقاتنا الثنائية القائمة في آسيا، ولكن أيضاً لجمع تلك الشراكات بطرق جديدة ومبتكرة، كما أطلقنا شراكة أمنية جديدة بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة".
وشدد المقال المشترك على أن الرئيس بايدن جمع بين اليابان، وكوريا الجنوبية، وهما دولتان لهما تاريخ صعب، للانضمام إلى الولايات المتحدة في قمة ثلاثية في كامب ديفيد، مما أثار تعاوناً دفاعياً، واقتصادياً غير مسبوق بين بلداننا، كما استضاف أول قمة على الإطلاق بين اليابان، والفلبين، مما أسس شراكة ثلاثية أخرى مع حلفاء الولايات المتحدة.
وقال بلينكن، وأوستن، وسوليفان: "قمنا بترقية المجموعة الإقليمية المعروفة باسم "الرباعية"، والتي تضم أستراليا، والهند، واليابان، والولايات المتحدة، لتقديم مئات الملايين من لقاحات فيروس كورونا المنقذة للحياة، وتعبئة ملايين الدولارات في استثمارات البنية التحتية الرقمية، وتعزيز الانتقال إلى الطاقة النظيفة عالمياً.
كما قامت الولايات المتحدة، في عهد بايدن، بإنشاء إطار العمل الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي، والهادئ من أجل الرخاء مع 13 شريكاً آخرين لـ"ضمان تلبية التحديات الاقتصادية الحالية، وليس تلك التي كانت قبل عشرين عاماً، مثل بناء سلاسل توريد آمنة وحماية تقنياتنا الحيوية"، على حد تعبيرهم.
أميركا.. تحالفات وشراكات
وقال المسؤولون ذاتهم "لا توجد دولة في العالم لديها تحالفات وشراكات مثل أميركا.. فهي تضخم قوتنا وتنشر نفوذنا، وتحقق النتائج. اليوم، هذا واضح بشكل صارخ في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.. على سبيل المثال، تقوم اليابان باستثمارات تاريخية في الدفاع، مما سيسمح لها بالمساهمة بشكل أكبر في تحالفنا وفي الأمن في المنطقة".
تبنت كوريا الجنوبية استراتيجية جديدة لتعزيز الاستثمارات الاقتصادية في الصناعات الرئيسية في جنوب شرق آسيا، مما يعزز سلاسل التوريد التي يعتمد عليها الاقتصاد الأمريكي.
كما نشرت أستراليا موارد جديدة لمساعدة دول جزر المحيط الهادئ على أن تصبح أكثر مرونة، سواء تجاه تغير المناخ أو الإكراه الاقتصادي من الصين، كما تقوم الفلبين بتحديث قدراتها العسكرية، ودمجها بشكل متزايد مع القوات الأميركية، مما يجعلها أكثر قدرة على مواجهة تهديدات الصين في بحر الصين الجنوبي، وفق المقال المشترك.
وذكر المسؤولون أن "الرئيس بايدن بنى أيضاً جسوراً بين حلفائنا في منطقة المحيطين الهندي، والهادئ وأوروبا.. فقد تقدمت اليابان وشركاء آسيويون آخرون بدعم قوي لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، وفي الوقت نفسه، يقف شركاؤنا الأوروبيون معاً لمحاسبة الصين على دعمها لآلة الحرب الخاصة بفلاديمير بوتين، وتقويض النظام الدولي القائم على القواعد".