توعد الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله، الثلاثاء، برد قوي وفعال على إسرائيل، رداً على اغتيالها القائد العسكري بالجماعة، فؤاد شكر، في ضاحية بيروت الجنوبية، الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن الجماعة سوف تتحرك إما بمفردها، أو مع باقي محور المقاومة، موضحاً أن الرد سيكون "بروية ودون انفعال".
وقال نصر الله في كلمة بثها التلفزيون في ذكرى مرور أسبوع على اغتيال شكر، إن إيران ملزمة الآن بقتال إسرائيل، والرد على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في طهران، الأسبوع الماضي، لكنه قال إن "طهران ليس مطلوباً منها الدخول في قتال دائم".
وأضاف: "ردنا آت، وحدنا أو في إطار رد جامع لكامل المحور، وهذه معركة كبيرة، وهذا استهداف خطير، ولا يمكن أياً تكن العواقب أن تمر المقاومة عليه هكذا"، مشيراً إلى أن جماعة الحوثيين في اليمن سترد أيضاً على الضربة الإسرائيلية لميناء الحديدة، في يوليو الماضي.
وتابع نصر الله: "لم نذهب للتصعيد حتى بعد قتل قادة، ومدنيين، لكن العدوان على الضاحية يجب رؤيته بعين مختلفة، (حزب الله) سيرد، وإيران سترد، وأيضاً اليمن سيرد، والعدو ينتظر، ويترقب، ويحسب كل صيحة هي الرد، والأهم أن التصميم، والقرار، والقدرة موجودة ".
وأعلن أنه ينتظر اللحظة المناسبة للرد، لكنه لم يلمح إلى طبيعته، أو توقيته، لافتاً إلى أن كل المحاولات الدولية لإثناء "حزب الله" عن عدم الرد، لا جدوى منها.
وهدد نصر الله بتدمير مصانع التكنولوجيا، والغذاء، والكيماويات شمال إسرائيل "خلال ساعة أو أقل"، معتبراً أن "الانتظار الإسرائيلي الذي عاشته على مدى أسبوع هو جزءٌ من العقاب، هو جزءُ من الردّ، وجزء من المعركة".
واعتبر نصر الله أن "نتنياهو لا يريد وقف الحرب ولا وقف إطلاق النار في غزة، ويصر على ذلك في كل الصفقات، ويسعى لتهجير أهل القطاع"، مضيفاً: "الإسرائيلي لا يقبل بدولة فلسطينية حتى في قطاع غزة لأنهم يرون فيها خطراً وجودياً".
وبينما لم تؤكد إسرائيل، أو تنف مسؤوليتها عن اغتيال هنية، توعدت إيران بالانتقام، خاصة أنه اغتيل بعد حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان في طهران، الأربعاء الماضي، واتهم الحرس الثوري الإيراني، إسرائيل، باغتياله.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت حركة "حماس" اختيار يحيى السنوار، رئيس الحركة في قطاع غزة، رئيساً لمكتبها السياسي، خلفاً لهنية.
طائرات إسرائيلية تخترق حاجز الصوت فوق بيروت
وتجمع أعضاء وأنصار "حزب الله" لمتابعة كلمة نصر الله في الضاحية الجنوبية في بيروت، وقبل بدء الكلمة بقليل حلقت طائرات حربية إسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق العاصمة اللبنانية محدثة انفجارات صوتية مدوية.
ودفع دوي الانفجارات السكان إلى الإسراع لفتح النوافذ لمنع تحطم زجاجها، أو الوقوف في الشرفات لإلقاء نظرة على الطائرات وهي تحلق فوقها، وقال نصر الله في كلمته إن الهدف من الانفجارات الصوتية كان استفزاز الحاضرين.
وقال شهود لـ "رويترز" إنهم تمكنوا من رؤية الطائرات بالعين المجردة، ونتج عنها واحد من أكبر الانفجارات الصوتية التي سمع السكان دويها منذ سنوات.
وأعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الرئيس جو بايدن، بحث مع كل من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جهود تهدئة التوتر في المنطقة، ومساعي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة.
وأضاف البيت الأبيض في بيانين منفصلين، أن بايدن وجه الشكر إلى السيسي، والشيخ تميم على جهودهما في تسهيل المفاوضات "التي وصلت الآن إلى مرحلة نهائية"، مؤكداً أن الزعماء اتفقوا على "ضرورة الانتهاء من المفاوضات بشأن غزة في أقرب وقت ممكن".
في السياق ذاته، أفاد الديوان الملكي الأردني، الثلاثاء، بأن الملك عبد الله الثاني، بحث مع السيسي، جهود خفض التوتر في المنطقة، والتوصل إلى تهدئة شاملة.
وذكر بيان للديوان الملكي أن عبد الله، والسيسي، جددا خلال اتصال هاتفي، التأكيد على أهمية التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء "الكارثة الإنسانية" في القطاع.
وناقش العاهل الأردني أيضاً، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الجهود الدولية المبذولة لوقف التصعيد في الشرق الأوسط.
وحذر الملك عبد الله من خطر توسع دائرة الصراع في المنطقة، وطالب بتكثيف المساعي لوقف كل ما يهدد أمن المنطقة، واستقرارها، والتأكيد على أهمية وقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين.
