وجهت وزارة العدل الأميركية، الثلاثاء، اتهامات إلى رجل باكستاني له صلات مزعومة بالحكومة الإيرانية، بالسعي لتنفيذ اغتيالات سياسية داخل الولايات المتحدة، مشيرةً إلى إحباط السلطات تنفيذ "المؤامرة".
واتهم مدعون فيدراليون في بروكلين، آصف ميرشانت (46 عاماً) بالسفر إلى نيويورك، والعمل مع قاتل مأجور، لتنفيذ عمليات الاغتيال في أواخر أغسطس، أو أوائل سبتمبر.
وقالت العدل الأميركية في بيان: "تم رفع دعوى في بروكلين تتهم ميرشانت بالقتل مقابل أجر، كجزء من مخطط مزعوم لاغتيال سياسي، أو مسؤول حكومي أميركي على أراضي الولايات المتحدة".
وشدد المدعي العام الأميركي ميريك جارلاند، على أن "وزارة العدل لن تدخر أي جهد لوقف، ومحاسبة الأشخاص الساعين لتنفيذ مؤامرة إيران القاتلة ضد المواطنين الأميركيين، ولن تتسامح مع محاولات النظام الاستبدادي استهداف المسؤولين الأميركيين، وتعريض الأمن القومي الأميركي للخطر".
واتهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI كريستوفر راي، إيران بالوقوف خلف ما أسماه "مؤامرة القتل المأجور الخطيرة"، وقال إن "المواطن الباكستاني له علاقات وثيقة مع إيران"، معتبراً أن "المؤامرة الموجهة من الخارج لقتل مسؤول عام، أو أي مواطن أميركي، تشكل تهديداً لأمننا القومي".
من جهته، قال مسؤول أميركي مطلع لـ CNN، إن محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي يعتقدون أن الرئيس السابق دونالد ترمب، ومسؤولين آخرين حاليين، وسابقين في الحكومة الأميركية كانوا الأهداف المقصودة للمؤامرة، ووفقاً للشبكة، دفعت هذه القضية الحكومة الأميركية إلى تشديد الإجراءات الأمنية للمرشح الجمهوري، ومسؤولين آخرين.
العمل مع قاتل مأجور
واعتقل ميرشانت في 12 يوليو الماضي، في أثناء استعداده لمغادرة الولايات المتحدة، بعد فترة وجيزة من لقائه بقتلة مأجورين مزعومين كان يعتقد أنهم سينفذون عمليات الاغتيال، غير أنهم كانوا في الواقع ضباطاً في جهات إنفاذ القانون الأميركية، وفقاً لممثلي الادعاء.
وقال مسؤول في إحدى جهات إنفاذ القانون الأميركية لـ CNN، إن "المحققين لم يجدوا أدلة على أن ميرشانت كان على صلة بإطلاق النار على ترمب في بنسلفانيا الشهر الماضي".
ووفقاً لوثائق المحكمة، قال ميرشانت، إنه "أراد استهداف أشخاص في الولايات المتحدة يضرون باكستان، والعالم، والعالم الإسلامي"، مضيفاً "أنهم ليسوا مجرد أشخاصاً عاديين".
وبحسب المدعين، وصل ميرشانت إلى مدينة نيويورك في أبريل الماضي، وكان يهدف إلى توظيف قاتل مأجور لتنفيذ عمليات اغتيال ضد مسؤولين على الأراضي الأميركية، وعلى الرغم من أنه مواطن باكستاني، يشير المدعون إلى أنه عاش في إيران لفترة، ولديه عائلة هناك.
واتصل ميرشانت، بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، بشخص يعتقد أنه سيساعده في مؤامرة الاغتيال، لكن الأخير اتصل بدوره بمكتب التحقيقات الفيدرالي، وبدأ العمل مع المحققين، بحسب CNN، والتي ذكرت أن المتهم كان يعتزم مغادرة البلاد قبل الاغتيال، لكن تم القبض عليه قبل ذلك.
ويعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه أحبط مؤامرة ميرشانت قبل تنفيذ أي هجوم، لكن تهديدات الحكومة الإيرانية ضد ترمب، دفعت الـ FBI إلى نقل المعلومات الاستخباراتية إلى جهاز الخدمة السرية الأميركي الذي بدوره زاد من الحماية الأمنية للمرشح الجمهوري، بحسب مسؤولين أميركيين.
إيران ترد
ورداً على اتهامات وزارة العدل، قال متحدث باسم البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة لـ CNN: "لم نتلق أي تقرير في هذا الشأن من الحكومة الأميركية، ومع ذلك، من الواضح أن طريقة العمل تتناقض مع سياسة الحكومة الإيرانية المتمثلة في مقاضاة قاتل الجنرال سليماني قانونياً"، في إشارة إلى القائد السابق لقوات "الحرس الثوري" قاسم سليماني الذي قتل في يناير 2020 إثر ضربة جوية قرب مطار بغداد نفذتها القوات الأميركية.
وكان مجلس الأمن القومي الأميركي أفاد، في يوليو الماضي، بأن مسؤولين أخطروا جهاز الخدمة السرية، مؤخراً، بوجود تهديد متزايد ضد ترمب، وسط تصاعد المخاوف من مؤامرة إيرانية لـ"اغتيال" المرشح الجمهوري.
وقالت مصادر مطلعة لـ CNN، ووكالة "بلومبرغ"، حينها، إن السلطات الأميركية حصلت على معلومات استخباراتية خلال الأسابيع الأخيرة عن مؤامرة دبرتها إيران لـ"محاولة اغتيال" ترمب، ما دفع جهاز الخدمة السرية لتعزيز الإجراءات الأمنية حول المرشح الجمهوري للانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل.
واستبعدت المصادر أن يكون توماس ماثيو كروكس البالغ من العمر 20 عاماً، والذي أطلق، الشهر الماضي، الرصاص على الرئيس الأميركي السابق، خلال تجمع انتخابي على صلة بـ"المؤامرة الإيرانية".
وفي المقابل، قالت بعثة إيران بالأمم المتحدة، إن اتهام طهران بمؤامرة ضد ترمب "لا أساس لها وخبيثة"، معتبرة أن الرئيس الأميركي السابق "مجرم ينبغي مقاضاته، ومعاقبته أمام القضاء، لإصداره أمراً بقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني".
