الولايات المتحدة تحشد حلفاءها لاحتواء أي هجوم انتقامي من طهران على إسرائيل

رئيس إيران: لن نبقى صامتين في وجه العدوان

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال مراسم مناسبة عزاء محرم في العاصمة طهران- 12 يوليو 2024 - Reuters
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال مراسم مناسبة عزاء محرم في العاصمة طهران- 12 يوليو 2024 - Reuters
دبي-رويترز

قالت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الأربعاء، إن الرئيس مسعود بيزشكيان أكد لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن إيران "لن تبقى صامتة أبداً في وجه العدوان"، وذلك وسط تزايد التوتر الإقليمي في أعقاب اغتيال زعيم حركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، الأسبوع الماضي.

وأضاف بيزشكيان، لماكرون خلال اتصال هاتفي: "لن تبقى إيران صامتة أبداً في‭ ‬وجه العدوان على مصالحها وأمنها"، منتقداً إسرائيل بسبب حربها المستمرة منذ 10 أشهر على قطاع غزة.

وذكرت وسائل الإعلام أن بيزشكيان اعتبر أنه "إذا كانت الولايات المتحدة ودول الغرب تسعى بحق إلى تجنب اندلاع حرب في المنطقة، فلا بد أن تُجبر هذا النظام (إسرائيل) على وقف الإبادة الجماعية، والهجمات على غزة، وقبول وقف إطلاق النار".

وقال قصر الإليزيه في بيان إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أبلغ نظيره الإيراني مسعود بيزشكيان، أن عليه بذل كل ما في وسعه لتجنب التصعيد في المنطقة، وأن دائرة الانتقام يتعين أن تتوقف.

وأضاف ماكرون: على إيران أن تدعو "الأطراف المزعزعة للاستقرار الذين تدعمهم" إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب تأجيج الأوضاع.

وارتفعت حدة التوترات في الشرق الأوسط عقب اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) في طهران الأسبوع الماضي، وبعد ضربة جوية إسرائيلية في بيروت أدت إلى مقتل فؤاد شكر، القائد العسكري البارز بجماعة "حزب الله" اللبنانية.

ويُعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، في السعودية، بناء على طلب من طهران لبحث مصرع إسماعيل هنية، الرئيس السابق للمكتب السياسي في "حماس".

وتتهم إيران وجماعات متحالفة معها، ومنها "حماس"، و"حزب الله"، إسرائيل باغتيال هنية في 31 يوليو، والذي جاء في إطار سلسلة من عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات كبيرة في الحركة خلال الحرب، ولم يعلن المسؤولون الإسرائيليون مسؤوليتهم عن الحادث.

وتعهدت إيران، وجماعة "حزب الله"، بالرد على اغتيال هنية في طهران، والقائد العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر ببيروت.

وفي بيان، الاثنين الماضي، قالت حركة "حماس" إن القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، أكد خلال زيارة لمكتب الحركة في طهران، أن إيران سترد "رداً محكماً" على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" على أراضيها.

ويشعر البعض بالقلق من أن الهجوم المتوقَع قد لا يشمل مشاركة إيران و"حزب الله" فحسب، بل جماعات إقليمية أخرى مثل الحوثيين في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق أيضاً.

وتعمل وزارة الخارجية الأميركية على حشد حلفاء الولايات المتحدة وشركاءها للضغط على إيران من أجل احتواء حجم ردها الانتقامي ضد إسرائيل الذي يعتبره المسؤولون الأميركيون "أمراً لا مفر منه"، بحسب قناة ABC NEWS.

وخلال اتصال هاتفي مع وزراء خارجية مجموعة السبع، الأحد الماضي، أبلغ بلينكن نظراءه أن "رد إيران وحزب الله على الاغتيالات الأخيرة يمكن أن يبدأ خلال 24 إلى 48 ساعة القادمة"، بحسب ما ذكر مسؤولون مطلعون للقناة.

لكن المسؤولين أضافوا، أن الولايات المتحدة ليس لديها صورة واضحة عن خطة إيران، وأن الهجوم يمكن أن يحدث بطريقة غير متوقعة.

وأشار مسؤولون أميركيون لشبكة "CNN" الإخبارية، إلى أن إيران نقلت بعض الأصول العسكرية اللازمة لتنفيذ هجوم كبير على إسرائيل في أبريل الماضي، موضحين أن ذلك يجعل من الصعب على الاستخبارات الأميركية تحديد شكل الرد الإيراني.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل في 13 أبريل الماضي، فيما قالت إنه رد على الضربة التي يعتقد أن إسرائيل نفذتها على مجمع سفارتها في دمشق في الأول من أبريل، لكن جرى إسقاط كل الصواريخ والطائرات المسيرة تقريباً قبل أن تصل لأهدافها.

وتتجه "المدمرتان الأميركيتان "يو إس إس لابون" و"يو إس إس كول" صوب البحر الأحمر، مع مواصلة وزارة الدفاع الأميركية تحريك القوات لتكون أقرب إلى إسرائيل في مواجهة التهديدات الإيرانية".

وستكون السفينتان جزءاً من أسطول مكون من 12 سفينة أميركية موجودة إما في الشرق الأوسط أو في البحر المتوسط خلال الوقت الحالي، بحسب "واشنطن بوست" التي أشارت إلى أنه من بين تلك القطع البحرية حاملة الطائرات (ثيودور روزفلت)، التي تتجه صوب إسرائيل أيضاً على ما يبدو.

رد إيراني "أكثر شدة"

قي شأن ذي صلة، ذكر تقرير لـ"القناة 12" الإسرائيلية، أن هناك إشارات تدل على تحضيرات إيرانية لأكثر من جولة من الهجمات، والهجمات المضادة، عقب تهديدات الحرس الثوري الإيراني، لإسرائيل، بسيناريو "جديد ومفاجئ لا يمكن توقعه" رداً على اغتيال إسماعيل هنية، إذ شدد على أن الرد سيكون "جديداً ومفاجئاً".

وأوضح التقرير الذي نُشر الأحد، أن هناك إشارات أيضاً إلى أن الهجوم سيكون أكثر شدة من الهجوم الذي شنته طهران على إسرائيل في أبريل الماضي، حين أطلقت مئات الصواريخ والمسيرات من أراضيها على إسرائيل مباشرة، وأحبطته تل أبيب بالكامل تقريباً.

وفي وقت سابق الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب إن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، أجرى تقييماً للأوضاع، ووافق على خطط جديدة لـ"سيناريوهات مختلفة"، بشأن الهجوم الإيراني.

وذكر البيان أن هذا الاجتماع حضره نائب رئيس الأركان، ورئيس مديريتي الاستخبارات والعمليات، ورئيس القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، ورئيس سلاح الجو، ورئيس قيادة الجبهة الداخلية، وعدد من كبار الضباط.

وقال التقرير، إن اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع مسؤولي الأمن القومي في إسرائيل، الأحد، لم يخرج بصورة محددة لطبيعة الهجمات التي تواجهها إسرائيل، إلا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تبحث احتمالية اتخاذ "إجراءات أو هجمات استباقية"، تشنها إسرائيل، بما في ذلك في لبنان أو مناطق أخرى "إذا اقتضى الأمر".

تصنيفات

قصص قد تهمك