خطر الحرب الإقليمية.. معضلة تؤرق إيران في خطط "الرد المؤلم" على إسرائيل

مسيرات "شاهد 129" الإيرانية خلال عرض عسكري في طهران - AFP
مسيرات "شاهد 129" الإيرانية خلال عرض عسكري في طهران - AFP
دبي -الشرق

تواجه إيران منذ أيام معضلة كيفية توجيه ضربة لإسرائيل، دون إثارة حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، بعد أن توعّدت بـ"الثأر" لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة طهران، الأسبوع الماضي، وفق ما ذكرت "بلومبرغ".

وتتهم إيران، و"حماس"، إسرائيل، باغتيال إسماعيل هنية في 31 يوليو الماضي، والذي جاء في إطار سلسلة من عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات كبيرة في الحركة خلال الحرب، فيما لم يعلن المسؤولون الإسرائيليون مسؤوليتهم عن الحادث.

وتعهدت إيران مراراً بمعاقبة إسرائيل على اغتيال هنية، لكن ليس إلى حد بدء حرب على مستوى المنطقة، بحسب "بلومبرغ" التي أشارت إلى أن طهران شددت على ضرورة إعادة تأسيس "الردع" ضد عدوها اللدود.

وقالت دينا إسفندياري، كبيرة مستشاري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجموعة الدولية للأزمات، إن "إيران عالقة بين المطرقة والسندان، إذ ترغب في الانتقام بطريقة كبيرة بما يكفي لردع إسرائيل عن زيادة التصعيد، لكنها لا ترغب في القيام بشيء يثير حرباً إقليمية من شأنها أن تجر الولايات المتحدة".

وأعلنت "حماس"، الثلاثاء، اختيار يحيى السنوار، رئيس الحركة في قطاع غزة، رئيساً للمكتب السياسي خلفاً لإسماعيل هنية، في خطوة وصفتها "بلومبرغ" بأنها "رسالة تحدي".

وتضع إسرائيل منذ سنوات، السنوار هدفاً استراتيجياً لعملياتها الأمنية والاستخباراتية، بالنظر إلى وزنه ونفوذه الكبير داخل غزة، لا سيما بعد هجمات 7 أكتوبر التي شنتها الحركة على بلدات ومدن إسرائيلية، ليصبح على رأس قائمة المطلوبين لديها.

خيارات إيران في الرد على إسرائيل

وأمام إيران خيارات عدة للرد، منها استهداف مواقع عسكرية في إسرائيل، بطريقة مشابهة للهجوم الصاروخي، والطائرات المسيرة الذي نفذته في أبريل الماضي.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل في 13 أبريل الماضي، فيما قالت إنه الرد على الضربة التي يعتقد أن إسرائيل نفذتها على مجمع سفارتها في دمشق في الأول من أبريل، لكن جرى إسقاط كل الصواريخ والطائرات المسيرة تقريباً قبل أن تصل لأهدافها.

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، لم يسبب هجوم أبريل ضرراً كبيراً، لأنه تم التلميح إليه مسبقاً، مما ساعد القوات الإسرائيلية على إسقاط غالبية المقذوفات بمساعدة عدة دول أبرزهم: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا.

وتحت ضغط من واشنطن، ردت تل أبيب بضربة محدودة على قاعدة جوية إيرانية، مما أدى إلى تهدئة التوترات بسرعة.

كما أن أمام إيران خيار آخر، وهو استخدام أذرعها بالمنطقة منها الجماعات المسلحة في العراق، و"حزب الله" في لبنان، والحوثيين في اليمن، لضرب إسرائيل بالصواريخ، والطائرات المسيرة.

وسيكون الهدف من الهجمات "إرباك قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وتعطيل البنية التحتية العسكرية، وربما المدنية"، بحسب ما ذكرته بوركو أوزجيليك، زميلة أبحاث أولى في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، والتي أضافت: "يمكن أن يستمر الهجوم على مدار عدة أيام".

وقد يكون من الصعب تنفيذ مثل هذه العمليات بشكل مفاجئ، حيث تستغرق الصواريخ الباليستية أكثر من 10 دقائق لتغطي مسافة 750 ميلاً (1200 كيلومتر) من إيران، فيما تحتاج صواريخ كروز والطائرات المسيرة عدة ساعات، لذلك من المحتمل أن يكون لدى إسرائيل وحلفائها الوقت الكافي لاكتشاف هذه التهديدات، وشن ضربات اعتراض.

تحركات عسكرية ودبلوماسية

ودفعت المخاوف من رد فعل إيراني انتقامي، الولايات المتحدة إلى إرسال المزيد من الطائرات المقاتلة والسفن الحربية والصواريخ إلى المنطقة من أجل دعم إسرائيل، في حين يقوم، في الوقت نفسه، مسؤولون غربيون، وعرب بنشاط دبلوماسي مكثف لخفض التصعيد.

وذكرت "بلومبرغ"، الاثنين الماضي، أن مجموعة الدول السبع، وقطر تواصلوا مع إيران في محاولة لتخفيف تحركاتها القادمة، كما قام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بزيارة نادرة إلى طهران لذات الهدف. 

ورجحت أوزجيليك، أن تؤدي هذه الجهود الدبلوماسية لـ"رد إيراني أكثر حساباً ومحدودية"، فيما ترى "بلومبرغ"، أن الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط تغيرت منذ هجوم 7 أكتوبر، حيث تتصاعد حصيلة الهجمات المتفرقة في المنطقة.

وبينما تدرس إيران خطوتها التالية، يظل الخطر أن يؤدي "سوء التقدير" على الأرجح من الوكلاء الذين يتجاوزون الحدود في هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيرة، إلى رد إسرائيلي أقوى بكثير، بحسب "بلومبرغ" التي لفتت إلى أن ذلك قد يكون مكلفاً للغاية للقيادة الإيرانية التي تواجه معارضة كبيرة في الداخل.

تصنيفات

قصص قد تهمك