الخارجية الفلسطينية تطالب المحكمة الجنائية بإصدار مذكرة اعتقال بحق بتسلئيل سموتريتش

إدانات دولية لـ"تبرير تجويع غزة".. وفلسطين: جريمة حرب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء. تل أبيب، إسرائيل. 7 يناير 2024 - Reuters
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء. تل أبيب، إسرائيل. 7 يناير 2024 - Reuters
دبي-الشرق

أدان الاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بعدما اعتبر أن تجويع سكان قطاع غزة المحاصر، قد يكون "مبرراً، وأخلاقياً"، كما ندد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، معتبراً أنها "جريمة حرب".

وخلال كلمة في مؤتمر "قطيف للمسؤولية الوطنية" استضافته صحيفة "إسرائيل اليوم"، الاثنين الماضي، قال سموتريتش: "لا نستطيع في ظل الواقع العالمي الحالي التحكم في الحرب.. لن يسمح لنا أحد بالتسبب في موت مليوني مدني جوعاً، مع أن الأمر قد يكون مبرراً، وأخلاقياً، حتى نستعيد رهائننا".

وأكد الوزير اليميني المتطرف معارضته لأي صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"، مدعياً أن مقترحات وقف إطلاق النار الحالية "غير عادلة وغير أخلاقية"، لأنها لن تعيد سوى عدد قليل من الرهائن، وتعرض أمن الدولة للخطر.

كما أعرب عن معارضته لإطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل رهائن إسرائيليين، مؤكداً أنهم "سيعودون لقتل اليهود"، وعلاوة على ذلك، كرر سموتريتش موقفه المثير للجدل بشأن إعادة احتلال قطاع غزة، وأثارت تصريحاته رفضاً وانتقادات دولية.

تنديد فلسطيني

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الخميس، قوله "هذه التصريحات هي بمثابة جريمة حرب يجب أن يحاسب عليها قادة الاحتلال، الذين يرتكبون المجازر الدموية بحق المدنيين من الأطفال، والنساء، والشيوخ، بدعم الولايات المتحدة الأميركية التي تتفاخر بدعم هذا الاحتلال، وحمايته من العقاب والمحاسبة".
          
واعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية أن إسرائيل "دخلت مرحلة العزلة، والرفض الدولي جراء سياساتها العدوانية، وتجاهلها لجميع قرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي".

إدانات دولية 

وقادت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، حملة إدانة دولية واسعة لتعليقات وزير المالية الإسرائيلي، وفي بيان لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية: "نحن مذهولون من هذه التعليقات، ونؤكد أن هذا الخطاب ضار، ومزعج".

وأضاف البيان أن الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن أكدا مراراً، وتكراراً على "ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة، وإزالة أي عقبات أمام تدفق المساعدات، واستعادة الخدمات الأساسية للمحتاجين".

وأكد الاتحاد الأوروبي أن تجويع المدنيين عمداً يشكل "جريمة حرب"، وأنه يتوقع من الحكومة الإسرائيلية أن "تنأى بنفسها بشكل لا لبس فيه" عن كلمات الوزير اليميني المتطرف.

كما انتقدت فرنسا سموتريتش قائلة، إن تقديم المساعدات الإنسانية لشعب غزة هو "التزام بموجب القانون الإنساني الدولي لإسرائيل"، لأنها تسيطر على كل سبل الوصول إلى المنطقة.

ودعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي "الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن هذه التصريحات وإدانتها"، حسب ما نقلت صحيفة "جارديان".

وأضاف لامي، عبر منصة "إكس"، أنّه بالنسبة للمملكة المتحدة "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لتعليقات وزير (المالية الإسرائيلي بتسلئيل) سموتريتش"، مؤكداً أن تجويع الفلسطينيين عمداً داخل قطاع غزة "يُعتبر جريمة حرب".

الحرب الإسرائيلية على غزة

وتواجه إسرائيل، بشكل متزايد، عزلة دولية وسط استمرار حربها على غزة منذ أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين، لقي أكثر من 39 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء، والأطفال حتفهم، وأصيب أكثر من 91 ألف آخرين، وفقاً للسلطات الصحية الفلسطينية.

وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الخميس، المحكمة الجنائية الدولية، بإصدار مذكرة اعتقال بحق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، على خلفية تصريحاته

واعتبرت الوزارة، في بيان، أن هذا "اعتراف صريح، وواضح بدعم وتبني سياسة الإبادة الجماعية، وفرض المزيد من العقوبات الجماعية على المدنيين الفلسطينيين".

وطالبت الخارجية الفلسطينية، دول العالم، بإدانة هذا الموقف و"إعلان مقاطعتها لسموتريتش وأمثاله، ومنعه من دخول أراضيها".

وبعد نحو 10 أشهر من الحرب الإسرائيلية، أصبحت مساحات شاسعة من غزة في حالة خراب وسط انقطاع شبه تام للغذاء، والمياه النظيفة، والأدوية.

وتتهم محكمة العدل الدولية إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، وأمرتها بوقف عمليتها العسكرية على الفور في مدينة رفح الجنوبية، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني من الحرب قبل اقتحامها في 6 مايو.

ويوم الأربعاء، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن إسرائيل يجب أن تحقق بشكل كامل في مزاعم الاعتداء الجنسي على المعتقلين الفلسطينيين من قبل جنودها.

وعندما سُئل عن مقطع فيديو بثته القناة 12 الإسرائيلية والذي يبدو أنه يظهر جنوداً يأخذون معتقلاً بعيداً عن أنظار كاميرات المراقبة لارتكاب الانتهاكات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن المسؤولين الأميركيين راجعوا الفيديو.

وقال ميلر: "لقد شاهدنا الفيديو، والتقارير عن الاعتداء الجنسي على المعتقلين مروعة"، وأضاف: "يجب ألا يكون هناك تسامح مطلقاً مع الاعتداء الجنسي، واغتصاب أي معتقل، نقطة... إذا كان هناك معتقلون تعرضوا للاعتداء الجنسي أو الاغتصاب، فيجب على حكومة إسرائيل، جيش الدفاع الإسرائيلي، التحقيق بشكل كامل في هذه الأفعال".

انتهاكات في السجون الإسرائيلية

كما وصف البيت الأبيض التقارير عن اغتصاب، وتعذيب، وإساءة معاملة السجناء الفلسطينيين بأنها "مقلقة للغاية".

ولم يستجب المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن على الفور لطلب التعليق من رويترز. وقال الجيش الإسرائيلي، الذي يدير بعض مرافق الاحتجاز حيث تم احتجاز السجناء الفلسطينيين، رداً على اتهامات سابقة، إنه يعمل وفقاً لسيادة القانون وأن أي مزاعم محددة بالإساءة يتم التحقيق فيها.

وظهر الفيديو وسط تحقيق تجريه السلطات الإسرائيلية في مزاعم إساءة معاملة السجناء الفلسطينيين من قبل الجنود.

وأثار التحقيق احتجاجات من قبل الإسرائيليين اليمينيين، الذين اقتحموا منشأتين عسكريتين بعد أن اعتقلت الشرطة العسكرية تسعة جنود بسبب اتهامات بإساءة معاملة شديدة لمعتقل تم القبض عليه في غزة من قبل جنود احتياط إسرائيليين في منشأة احتجاز سدي تيمان في جنوب إسرائيل.

وقال ميلر: "من المناسب أن يعلن جيش الدفاع الإسرائيلي في هذه الحالة عن تحقيق أسفر عن اعتقال عدد من الأشخاص الذين يُزعم أنهم متورطون".

وتابع: "لن أتحدث عن نتائج هذا التحقيق، ولكن ينبغي أن يتم ذلك بسرعة، وإذا ثبت أنهم انتهكوا القوانين الجنائية أو انتهكوا قواعد سلوك جيش الدفاع الإسرائيلي، فبالطبع يجب محاسبتهم".

وأفادت صحيفة "جارديان"، يوم الاثنين، أن المقابلات مع السجناء المفرج عنهم أظهرت أن العنف، والجوع الشديد، والإذلال وغير ذلك من الانتهاكات التي يتعرض لها السجناء الفلسطينيون، أصبحت أمراً طبيعياً في نظام السجون الإسرائيلي.

وقالت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان في تقرير لها إن سوء المعاملة أصبح الآن منهجياً لدرجة أنه يجب اعتباره سياسة "إساءة معاملة مؤسسية".

تصنيفات

قصص قد تهمك