حذرت الولايات المتحدة، إيران من أن حكومة طهران الجديدة، واقتصادها قد يتعرضان لـ"ضربة مدمرة" في حال شنت "هجوماً كبيراً" على إسرائيل، على ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الخميس، نقلاً عن مسؤول أميركي.
وقال المسؤول، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، إنه "تم نقل التحذير الأميركي إلى طهران بشكل مباشر، وكذلك من خلال وسطاء"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة أرسلت رسالة واضحة إلى إيران مفادها أن مخاطر حدوث تصعيد كبير، ستكون مرتفعة جداً حال شنت هجوماً انتقامياً كبيراً ضد إسرائيل".
وأشار المسؤول، إلى أنه "تم إبلاغ طهران أيضاً بأنه في حال سلكت هذا المسار، فإنه سيكون هناك خطر جدي من عواقب ذلك على اقتصاد البلاد، واستقرار حكومتها المنتخبة حديثاً".
وتكثّف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أيام حملتها الدبلوماسية لثني إيران، ووكلائها، وإسرائيل عن اتخاذ أي إجراءات عسكرية قد تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، بينما تسعى واشنطن لإنقاذ احتمالات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
ولفت مسؤولون أميركيون آخرون للصحيفة، إلى أن رسالة واشنطن لطهران لا تهدف إلى التهديد بتنفيذ عمل عسكري أميركي ضد أهداف في إيران، بل كانت تهدف إلى تحذير الأخيرة من مخاطر استفزاز إسرائيل لشن رد عسكري قوي من جانبها.
لكن الولايات المتحدة أوضحت أيضاً، في رسالتها، أنها مستعدة لاستخدام القوة للدفاع عن إسرائيل، كما فعلت في أبريل الماضي.
وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل في 13 أبريل الماضي، فيما قالت إنه الرد على الضربة التي يعتقد أن إسرائيل نفذتها على مجمع سفارتها في دمشق في الأول من أبريل، لكن جرى إسقاط كل الصواريخ والطائرات المسيرة تقريباً قبل أن تصل لأهدافها.
وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت، الأربعاء، نشر مقاتلات من طراز F-22 الشبح في الشرق الأوسط.
كما أرسلت الولايات المتحدة المزيد من المدمرات القادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية إلى المنطقة، في حين لا تزال تبحر حاملة طائرات أميركية في الشرق الأوسط.
ونقلت البحرية الأميركية سرب مقاتلات من طراز F/A-18 على حاملة الطائرات USS Theodore Roosevelt إلى قاعدة في إحدى دول الشرق الأوسط، بحسب ما نقلته شبكة CNN عن مسؤول أميركي آخر.
وقالت الشبكة، إنه ليس لدى المسؤولين الأميركيين حتى الآن مؤشرات واضحة مدى نطاق الرد الإيراني أو توقيته، وذلك على عكس الأيام التي سبقت الهجوم بالصواريخ، والطائرات المسيرة الذي شنته طهران في أبريل الماضي.
وذكرت الشبكة، أن المسؤولين لا يعرفون على وجه اليقين ما إذا كان "حزب الله" في لبنان، يخطط للرد في نفس الوقت في هجوم منسق مع إيران، أو بشكل منفصل.
ولفتت إلى أن الجماعة اللبنانية تمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى إسرائيل، ولذا فهناك مخاوف من أن يشن هجوماً مع طهران في نفس الوقت، لمحاولة التغلب على الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية.
إسرائيل تتأهب لرد إيران
وقال مسؤول أميركي لـCNN: "في المرة الأخيرة حصلنا على مزيد من المعلومات (قبل الهجوم)، لكن هذه المرة نحاول التوصل لأفضل التقديرات".
وتتأهب إسرائيل لهجوم متوقع في الأيام المقبلة بعد تهديدات من إيران، و"حزب الله" بالرد على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة طهران، والقائد العسكري لـ"حزب الله" فؤاد شُكر في بيروت، الأسبوع الماضي.
وتعود الإسرائيليون على أجواء الأزمة، بعد قلق وترقب وذعر على مدى أشهر وعقب هجوم إيراني بمئات الصواريخ في أبريل الماضي أحبطته الدفاعات الجوية الإسرائيلية ومساعدة حلفاء دوليين، بحسب وكالة "رويترز".
وأُجلي عشرات الآلاف من الأشخاص من المناطق الشمالية الواقعة في مرمى صواريخ "حزب الله" في بداية الحرب، وأصبحت مناطق حدودية كثيرة الآن مدن أشباح.
لكن قصف "حزب الله" إسرائيل بالصواريخ منذ فترة طويلة قد يصل إلى مناطق في عمقها وإلى أهداف حساسة مثل مدينة حيفا الساحلية في الشمال التي تعد هدفاً سهلاً لصواريخ الجماعة اللبنانية.