بعد إحباط "هجوم حفلة سويفت".. الأمم المتحدة: "داعش خراسان" أكبر تهديد لأوروبا

محبو المغنية الأميركية تايلور سويفت يزورون متحف ألبرتينا الذي يقدم دخولاً مجانياً لأصحاب تذاكر الحفلات الموسيقية بعد إلغاء ثلاث حفلات لها في ملعب إرنست هابل بسبب إحباط خطط هجوم إرهابي في فيينا، النمسا. 9 أغسطس 2024 - Reuters
محبو المغنية الأميركية تايلور سويفت يزورون متحف ألبرتينا الذي يقدم دخولاً مجانياً لأصحاب تذاكر الحفلات الموسيقية بعد إلغاء ثلاث حفلات لها في ملعب إرنست هابل بسبب إحباط خطط هجوم إرهابي في فيينا، النمسا. 9 أغسطس 2024 - Reuters
دبي-الشرق

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فوروكوف، إن أوروبا تواجه تهديداً أكثر حدة من تنظيم "داعش خراسان"، في أعقاب إحباط عملية الهجوم على حفلة نجمة موسيقى البوب تايلور سويفت التي خطط لها مشتبهون أعلنوا ولاءهم لتنظيم "داعش"، حسبما نقلت شبكة ABC NEWS، الجمعة.

وأضاف فوروكوف: "للأسف إن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش في خراسان، أصبح ظاهراً للعيان في فيينا، حيث تم إلغاء 3 حفلات لتايلور سويفت، بعد أن اعتقلت السلطات النمساوية 3 مشتبه بهم"، مبيناً أن هذا الفرع يتزايد في القوة والنفوذ.

وأشار فوروكوف إلى أن تنظيم "داعش خراسان"، يشكل أكبر تهديد إرهابي خارجي للقارة، مشيراً إلى جهوده "المكثفة" في التجنيد، وتمتعه بشبكة من الإمكانيات المالية واللوجستية.

من جهته، قال جون كوهين الوكيل السابق لوزير الأمن الداخلي الأميركي لشؤون الاستخبارات لشبكة ABC NEWS، إن"بيئة تنظيم داعش، هي الأكثر تعقيداً وديناميكية وخطورة، قد رأيتها طوال 40 عاماً من مشاركتي في إنفاذ القانون والأمن الداخلي".

في السياق ذاته، قال مدير برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن لورينزو فيدينو، إن الهجمات الفاشلة في فيينا تتناسب مع نمط الأيديولوجية المتطرفة التي تؤثر على القارة الأوروبية.

وأضاف: "المهاجمون المحتملون هم أصغر سناً، تتراوح أعمارهم بين 13 و14 و15 عاماً"، مبيناً أن المشهد العام يهيمن عليه المراهقون، وفقاً لماذكرت ABC News. 

وتابع: "إن المشهد أقل تنظيماً بكثير حيث يوجد أشخاص يتطرفون ذاتياً، ويتجمعون على منصات الإنترنت، وأحياناً دون اتصال، لكن المكون الرئيسي على الإنترنت، أصبح أكبر على مدار السنوات القليلة الماضية، وينشطون بشكل مستقل".

واعتبر فيدينو أن جماعة "داعش خراسان" أقوى ذراع للتنظيم الذي يعمل في الغالب من خلال أذرع متعددة في أنحاء العالم، مشيراً إلى أنها "الأكثر نجاحاً، لكونها الوحيدة التي تعمل بشكل مستمر في الغرب وتخطط لهجمات إرهابية".

اعتقال مشتبه به ثالث

من جهته قال وزير الداخلية النمساوي، جيرهارد كارنر، الجمعة، إن مراهقاً ثالثاً تم اعتقاله على خلفية التخطيط لهجوم على حفل تايلور سويفت في فيينا، كان قد أعلن ولاءه لتنظيم "داعش".

وأضاف كارنر خلال مؤتمر صحافي: "إن شاباً يبلغ من العمر 18 عاماً تم احتجازه، مساء الخميس في فيينا، لارتباطه الوثيق بالمشتبه به الرئيسي"، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

وذكر المسؤول النمساوي أن الموقوف كان على اتصال بالجاني الرئيسي، لكنه ليس مرتبطاً بشكل مباشر بخطط الهجوم، موضحاً أن المراهق أدى قسم الولاء لتنظيم "داعش" في 6 أغسطس الجاري.

وقال فرانكس روف مدير الأمن العام في النمسا لإذاعة ORF، الخميس، إنه جرى العثور على مواد كيميائية، وأجهزة تقنية تشير إلى "إجراءات تحضيرية وواضحة" في منزل الشاب في بلدة تيرنيتز.

وأضاف: "المتهم كان قد أعلن ولاءه لزعيم تنظيم داعش، بناء على أدلة عُثر عليها في الإنترنت".

ونقلت صحيفة "كوريير" عن مصادر مطلعة قولها "إن المشتبه به كان قد سرق المواد الكيميائية من مكان عمله السابق، وهي شركة لمعالجة المعادن في تيرنتز، وإنه كان قد أحرز تقدماً في صنع قنبلة".

وأضافت المصادر: "كان يخطط لقيادة سيارة وسط الحشد المتوقع تجمعه خارج الملعب، الذي كانت ستقام فيه الحفلات، كما فكر في استخدام سواطير، وسكاكين".

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من وزارة الداخلية النمساوية، وجهاز المخابرات بخصوص تفاصيل التقرير، كما لم يتسن لـ "رويترز" التحقق منه.

ونقلت قناة ABC الإخبارية الأميركية عن مصادر إنفاذ القانون والاستخبارات، قولها إن السلطات النمساوية تلقت معلومات عن التهديد المحتمل لحفلات تايلور سويفت من الاستخبارات الأميركية.

وأضافت المصادر أن واحداً على الأقل من المشتبه بهم كان قد أعلن ولاءه لتنظيم "داعش"- ولاية خراسان، فرع التنظيم في أفغانستان، عبر تطبيق تليجرام للتراسل، وكان المخطط الإرهابي المزعوم مستوحياً من أيديولوجية التنظيم لكن لم يكن موجهاً بشكل مباشر من جانب عناصره.

كيف نشأ "داعش خراسان"؟

بدأ "داعش خراسان" نشاطه، بعد وقت قصير من إعلان تنظيم داعش "الخلافة" في العراق وسوريا عام 2014، إذ أعلن أعضاء سابقون في حركة طالبان باكستان ولاءهم لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وانضم إليهم لاحقاً أفغان محبطون ومنشقون عن طالبان.

وفي أوائل عام 2015 اعترف تنظيم داعش بتأسيس "ولاية" في "خراسان"، وهو الاسم القديم الذي يطلق على منطقة تضم أجزاء من أفغانستان الحالية وباكستان وإيران وآسيا الوسطى.

وتأسس التنظيم عام 2015 بمنطقة اشين الجبلية في مقاطعة ننجارهار شرقي أفغانستان، وكذلك في منطقة كونار المجاورة.

وفي كل المناطق الأخرى اشتبك التنظيم مع طالبان، على الرغم من أنه تمكن من تشكيل خلايا نائمة في أماكن أخرى بأفغانستان، خصوصاً في العاصمة كابول، وباكستان المجاورة، وفقاً لتقرير للأمم المتحدة.

وتفيد أحدث التقديرات بأن أعداد مقاتلي التنظيم تتراوح بين 1500 وألفي مقاتل، والذين اعتقل عدداً كبيراً منهم واحتجزوا في العاصمة كابول، قبل أن تطلق طالبان سراحهم، بحسب شبكة CNN الأميركية.

وتوقع مسؤولون عسكريون أميركيون أن تنظيم "داعش خرسان" لديه ما لا يقل عن "ألفي مقاتل في جميع أنحاء أفغانستان"، مشيرين إلى أن "بعض أجهزة المخابرات الأجنبية تعتقد أن العدد قد يكون أعلى".

تصنيفات

قصص قد تهمك