دان ألقت باللوم على قادة الحزب الديمقرطي والصحافة في خروج بايدن

مستشارة سابقة لبايدن تلمح إلى أنه ترك سباق الرئاسة "مُرغماً"

أنيتا دان المستشارة البارزة للرئيس الأميركي جو بايدن، تقف خارج طائرة الرئاسة في مطار دولوث الدولي. مينيسوتا، الولايات المتحدة. 25 يناير 2024 - Reuters
أنيتا دان المستشارة البارزة للرئيس الأميركي جو بايدن، تقف خارج طائرة الرئاسة في مطار دولوث الدولي. مينيسوتا، الولايات المتحدة. 25 يناير 2024 - Reuters
دبي-الشرق

لا زالت أنيتا دان غير نادمة على عقد مناظرة مبكرة بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب، ولا تزال تعارض فكرة أن أداء بايدن كان "كارثياً" بالنسبة للناخبين، كما ألمحت إلى أن الرئيس الأميركي، ترك السباق الانتخابي رغماً عنه بعدما واجه معارضة من "صقور" الحزب الديمقراطي مثل نانسي بيلوسي والرئيس السابق باراك أوباما.

وفي مقابلة مع "بوليتيكو"، قالت المستشارة السابقة لبايدن: "لقد كان هناك أشخاص يتصلون بنا طوال الوقت ليقولوا له إنه يجب أن ينسحب. ولم يكن مستعداً للقيام بذلك"، معتبرة أنه على عكس ما ألمح إليه معارضوه من الديمقراطيين بشأن عدم قدرته على المضي قدماً، فإن بايدن كان قادراً على مواصلة حملته الانتخابية وقيادة البلاد لـ4 سنوات أخرى.

وسُئلت دان عن رسالة بعثها الرئيس الأميركي إلى المشرعين يقول فيها إنه لن يخرج من السباق، والتي اعترفت بأنها أتت بنتائج عكسية على بعض أعضاء الكونجرس

وأشارت إلى أن بعدما تبين أن بايدن لم يعد يستطيع الترشح، فقد "أوضح بشكل جلي أن ثاني أفضل شخص هو نائبته. وهذا هو ما وصلنا إليه الآن".

وفيما يخص المناظرة، قالت دان: "لم يٌعجب الناخبون بشكل خاص بأداء بايدن في النصف الأول من المناظرة. ولم يكن يقدم أداءً جيداً على الإطلاق. لكن الأمر ليس وكأنهم غيروا موقفهم منه"، وأضافت: "لقد أحبوا كثيراً النصف الثاني من المناظرة لجو بايدن. لقد كرهوا دونالد ترمب".

لكن التداعيات كانت مدمرة، فإذا كان هدف الحملة هو تحويل السباق إلى خيار بين ترمب وبايدن بدلاً من مجرد استفتاء على الرئيس، فقد ارتدت بنتائج عكسية. ومع ذلك، حتى في الأسابيع التي تلت المناظرة، اعتقدت دان أن بايدن يمكن أن يصمد.

وعرفت دان بايدن في أحلك لحظاته السياسية خلال حملة 2020 - بعد أن خسر أول 3 منافسات تمهيدية وبدا وكأن حظوظه قد تلاشت- وساعدته على قلب الأمور في ساوث كارولينا. وترى أن الصحافة والخبراء والسياسيون دائماً ما كانوا يقللون من شأنه.

سيناريو مكرر

وفي الواقع، اعتقدت دان وفريق بايدن أنهم "شاهدوا هذا الفيلم" من قبل، وطوروا استراتيجية للتغلب على وسائل الإعلام وصقور الحزب اللذين تخلوا عن الرئيس، وبعد ذلك راهنوا على أن الجميع سينسى أمر المناظرة.

لكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً. وعلى عكس فريق بايدن، لم تقتنع نانسي بيلوسي وتشاك شومر وباراك أوباما وحكيم جيفريز أبداً بـ"أسطورة بايدن".

وانتهى عمل دان لصالح بايدن، لكنها لا تزال تساهم في حملة الحزب الديمقراطي، إذ ستعمل على مساعدة كامالا هاريس في الفوز بالرئاسة. وفي مقابلتها مع "بوليتيكو"، ناقشت دان الأيام الأخيرة لبايدن كمرشح، والفرص السياسية الجديدة المتاحة لهاريس وأكثر من ذلك بكثير.

واتهمت المستشارة السابقة للرئيس الأميركي قيادات الحزب الديمقراطي، وكذلك وسائل الإعلام الكبرى، بشن هجمات "مروعة" ضد بايدن الذي أعلن تنحيه عن سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وتحدثت دان، بعد أن غادرت البيت الأبيض مؤخراً للانضمام إلى حملة هاريس، في مقابلة غير مسبوقة، عن تداعيات المناظرة الرئاسية الكارثية، والتي تعثر فيها بايدن في عدد من الإجابات والتي أدت في النهاية إلى تعويضه في السباق الرئاسي بنائبته كامالا هاريس.

المناظرة كانت سيئة، لكنها لم تكن كارثية

واعتبرت دان أن المناظرة نفسها لم تكن سيئة للغاية، لكن ما تلا ذلك كان حاسماً. وقالت: "لم يكتسب (الرئيس السابق) ترمب أي أرضية في المناظرة على الإطلاق. وقد حصلنا بالفعل على بعض الأصوات. لذا كانت مناظرة سيئة، لكنها لم تكن كارثية على الإطلاق، بالتأكيد من وجهة نظر الناخبين".

وأضافت: "أعتقد أن أشخاصاً آخرين أجروا بحثاً مستقلاً رأوا نفس الشيء تقريباً. إذا عدت ونظرت إلى استطلاعات الرأي، فسترى أنك لم تر الكثير من الحركة على الإطلاق التي خرجت من المناظرة لأن بنية هذه الحملة كانت ثابتة إلى حد ما لفترة طويلة، ولم تغير المناظرة ذلك".

وتابعت: "ما غيَّر ذلك هو 24 يوماً من الهجمات السلبية الرهيبة المتواصلة على جو بايدن". وعندما طُلب منها توضيح مصدر تلك الهجمات، لم تتردد دان في الرد: "من حزبه ومن الصحافة".

وقالت أيضاً إنه بعد تلك المناظرة كانت هناك عناوين صحافية "سلبية بلا هوادة" وتفاقمت بسبب حديث قادة الحزب. وأوضحت: "من الواضح أن هناك قادة في الحزب قرروا المضي قدماً والظهور علناً. وقد أعطى ذلك الإذن لأشخاص آخرين بالخروج إلى العلن أيضاً".

وسُئلت دان عما إذا كان مثال على ذلك هو عندما ظهرت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، الديمقراطية من ولاية كاليفورنيا، على شاشة التلفزيون مرتين في الأيام التي أعقبت المناقشة. فأجابت: "بالتأكيد".

وتجنبت دان لاحقاً سؤالاً بشأن ما إذا كان بايدن لا يزال غاضباً من بيلوسي، وكذلك الرئيس السابق باراك أوباما وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، ديمقراطي من نيويورك - بينما وجهت أيضاً ضربة أخرى لبعض القادة.

وقالت: "المهمة أمامنا هي الفوز في هذه الانتخابات وعدم السماح لدونالد ترمب بأن يصبح رئيساً مرة أخرى والفوز بمجلس النواب، الذي كان لدينا فيه بعض القادة في عام 2022 يقومون بعمل أفضل قليلاً، ربما كنا لنسيطر عليه اليوم، لكننا لا نفعل ذلك".

وكانت التوترات تتصاعد داخل معسكر بايدن قبل إعلان انسحابه من السباق الرئاسي. وذكرت شبكة NBC News أن هذه التوترات تصاعدت عقب المناظرة، إذ ناقش أفراد عائلة بايدن ما إذا كان يجب طرد دان، بعدما أغضبهم اقتراحها بأن يظل نجل بايدن (هانتر بايدن) بعيداً عن الأضواء.

وسُئلت دان عن رسالة بعثها الرئيس الأميركي إلى المشرعين يقول فيها إنه لن يخرج من السباق، والتي اعترفت بأنها أتت بنتائج عكسية على بعض الأعضاء. وعندما سُئلت عما إذا كان هانتر مسؤولاً عن هذا الوضع، قالت: "هذا ليس صحيحاً".

تصنيفات

قصص قد تهمك