روسيا تدفع بتعزيزات للتصدي لتوغل أوكرانيا في كورسك وتفرض "نظاماً أمنياً"

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يتحدث مع القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك أليكسي سميرنوف عبر فيديو من خارج موسكو، روسيا. 8 أغسطس 2024 - Reuters
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يتحدث مع القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك أليكسي سميرنوف عبر فيديو من خارج موسكو، روسيا. 8 أغسطس 2024 - Reuters
دبي-الشرق

أرسلت روسيا تعزيزات عسكرية لمواجهة القوات الأوكرانية في معركة مستمرة بمنطقة كورسك الغربية، وهي أول توغل أجنبي على أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، السبت، إن الدبابات وصلت و"اتخذت مواقع إطلاق النار" ضد القوات الأوكرانية، التي تعد عمليتها عبر الحدود المفاجئة أكبر هجوم على روسيا منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا عام 2022.

وفي وقت سابق، قالت الوزارة إنها تنشر أيضاً مدفعية إضافية وقاذفات صواريخ متعددة مع دخول القتال يومه الخامس.

وأعلنت أجهزة الأمن الروسية فرض نظام "مكافحة الإرهاب" في كورسك ومنطقتي بيلغورود وبريانسك الحدوديتين المجاورتين السبت، والذي يسمح بفرض قيود على الحركة. وقالت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب إن ذلك كان رداً على "المحاولة غير المسبوقة لأوكرانيا لزعزعة استقرار الوضع" في البلاد.

ووفقاُ لـ"بلومبرغ"، فقد بدا وجه بوتين متجهماً في اجتماع عادي لمجلس الأمن، الجمعة، رغم أنه لم يقدم أي تعليق على الأزمة التي تتفاقم إلى أخطر تحدٍ في زمن الحرب للكرملين منذ التمرد قصير الأمد الذي شنه زعيم مجموعة "فاجنر" يفجيني بريجوجين العام الماضي.

وأفادت وزارة الدفاع على تليجرام بأن الدفاعات الجوية أسقطت 26 طائرة بدون طيار بين عشية وضحاها في منطقة كورسك و6 طائرات أخرى فوق منطقة ياروسلافل شمال شرقي موسكو.

وأعلنت روسيا، الجمعة، أن قواتها استخدمت الضربات الجوية والمدفعية لمنع القوات الأوكرانية من التوغل "في عمق" أراضيها في كورسك.

وأعلنت السلطات في موسكو حالة الطوارئ الفيدرالية في المنطقة حيث هجر الآلاف من الناس منازلهم للفرار من القتال.

توغل في الأراضي الروسية

وبينما ظل الوضع في ساحة المعركة غير واضح، أفاد مدونون عسكريون روس بتقدم أوكراني يصل عمقه إلى 37 كيلومتراً (23 ميلاً) في منطقة كورسك.

وأظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي عموداً من 12 مركبة عسكرية روسية على الأقل تم تدميرها في منطقة رايلسك. ولم يتسن التحقق من صحة اللقطات بشكل مستقل.

وقالت شركة الطاقة النووية الحكومية الروسية "روس آتوم"، السبت، إن محطة كورسك للطاقة الذرية بالقرب من مدينة كورشاتوف تعمل بشكل طبيعي، حسب ما نقلت عنها وكالة "تاس" الإخبارية.

وساعد القتال حول بلدة سودجا، موقع نقطة عبور رئيسية لآخر خط أنابيب متبقي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا، في دفع أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية إلى أعلى مستوى هذا العام وسط مخاوف من حدوث اضطرابات محتملة في الإمدادات. ومازالت التدفقات مستمرة ضمن النطاق الطبيعي.

وعقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماعاً لمجلس الحرب، الجمعة، قال إنه تضمن تقرير الجيش عن "أعمالنا الدفاعية في الاتجاهات التي شنت منها روسيا هجمات على" أوكرانيا.

وفي خطابه المعتاد بالفيديو للأوكرانيين لاحقاً، ألمح زيلينسكي إلى تقدم جيشه من خلال شكر الجيش الأوكراني، قائلاً إنه "كان منتجاً بشكل خاص في الأيام الثلاثة الماضية".

وظل المسؤولون في كييف صامتين بشأن أهداف العملية داخل روسيا، والتي نالت موافقة حلفاء أوكرانيا في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وبينما لا تدعم الولايات المتحدة "الهجمات بعيدة المدى" على روسيا، فإن التدخل في كورسك يتوافق مع سياسة واشنطن بشأن استخدام أوكرانيا للأسلحة التي تزودها بها الولايات المتحدة، حسبما صرحت نائبة المتحدث باسم البنتاجون سابرينا سينج للصحافيين.

وقال بيتر ستانو، المتحدث الرئيسي باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي: "إن أوكرانيا تخوض حرباً دفاعية مشروعة ضد عدوان غير قانوني"،

وأضاف ستانو: "في إطار هذا الحق المشروع في الدفاع عن نفسها، يحق لأوكرانيا ضرب العدو أينما وجدت ذلك ضرورياً على أراضيها، ولكن أيضاً على أراضي العدو".

وقالت خدمة الطوارئ في كييف على تليجرام إن ضربة صاروخية روسية على متجر في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، الجمعة، أسفرت عن سقوط 14 شخصاً على الأقل وإصابة 43 آخرين في بلدة كوستيانتينيفكا.

وفي منطقة سومي الشمالية في أوكرانيا، المتاخمة لكورسك ومناطق روسية أخرى، أمر المسؤولون بإخلاء إلزامي لما يصل إلى 20 ألف ساكن من منطقة يبلغ طولها 10 كيلومترات تحت النيران.

وبينما يستمر هجوم الجيش الروسي في شرق أوكرانيا، فإن الحرب التي دخلت عامها الثالث الآن تتوسع بشكل متواصل، حيث تستهدف القوات الأوكرانية الأهداف العسكرية والبنية التحتية للطاقة في عمق روسيا بطائرات بدون طيار وصواريخ.

وقال فولوديمير فيسينكو، رئيس معهد أبحاث "بينتا" في كييف، في منشور على فيسبوك، إن العملية المذهلة في كورسك هي دفعة للقائد العام للجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي، الذي واجه انتقادات بسبب قيادته.

وقال فيسينكو: "كنا ننتظر شيئاً كهذا لفترة طويلة".

تصنيفات

قصص قد تهمك