أظهر استطلاع جديد تقدم نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس على المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب، في ثلاث ولايات متأرجحة رئيسية، مما يشير إلى الزخم الكبير الذي يشهده الحزب الديمقراطي قبل 3 أشهر من الانتخابات.
وتتقدم نائبة الرئيس على الرئيس السابق بأربع نقاط مئوية في ولايات ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيجان، وذلك وفق عينة من 1973 ناخباً محتملاً في الولايات الثلاث، وفق استطلاعات رأي جديدة أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية سيينا.
وأجريت الاستطلاعات بين 5 و9 أغسطس، في الأسبوع الذي عينت فيه هاريس تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، مرشحاً لمنصب نائب الرئيس.
وهذه الاستطلاعات هي الأولى من نوعها التي شملت الولايات الثلاث، منذ أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لن يترشح، كما تأتي بعد ما يقرب من عام من الاستطلاعات التي أظهرت إما منافسة متعادلة أو تقدماً طفيفاً لترمب على بايدن.
ويُنظر إلى هاريس على أنها "أكثر ذكاءً وأكثر صدقاً، وأكثر ملاءمة لإدارة البلاد من ترمب"، وفقاً للناخبين المسجلين الذين تم استطلاع آرائهم.
وتعزز النتائج، التي نشرتها "نيويورك تايمز"، السبت، موقع الديمقراطيين، بينما تواصل هاريس ووالز التنقل عبر البلاد في أسبوعهما الأول على مسار الحملة الانتخابية معاً، إذ عقدوا سلسلة من التجمعات في الولايات المتأرجحة التي من المرجح أن تقرر نتيجة الانتخابات.
ثنائية هاريس ووالز
وعقد المرشحان تجمعاً في لاس فيجاس بولاية نيفادا، السبت، وهي الولاية التي فاز بها بايدن-هاريس بأكثر من نقطتين في عام 2020.
وعبّر 60٪ من الناخبين المستقلين الذين شملهم الاستطلاع، عن رضاهم من اختيار هاريس ووالز، مقارنة بـ 45٪ في مايو (بايدين وهاريس).
ويبدو أن هذا التحول مدفوع إلى حد كبير بتطور تصورات الناخبين لهاريس، التي حظيت بالثناء على إيجابيتها وخطاباتها التي تركز على المستقبل أثناء الحملة الانتخابية.
وفي ولاية بنسلفانيا، حيث تغلب بايدن على ترمب بأكثر من 80 ألف صوت قبل أربع سنوات، ارتفعت نسبة شعبية هاريس بنحو 10 نقاط منذ الشهر الماضي بين الناخبين المسجلين، وفقاً لاستطلاعات "نيويورك تايمز" وكلية سيينا.
وستحتاج هاريس إلى الفوز في ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيجان، الولايات الحاسمة التي فاز بها بايدن في عام 2020، إذا كان الديمقراطيون يريدون البقاء في البيت الأبيض.
أما نائب ترمب، جي دي فانس، الذي سخر منه الديمقراطيون ووصفوه بأنه "غريب" بينما يواجه حملة انتقادات بسبب تعليقاته في عام 2021 حول "سيدات القطط بلا أطفال"، أظهر الاستطلاع الجديد أنه يُنظر إليه على نطاق واسع بشكل سلبي من قبل غالبية المستقلين والديمقراطيين والجمهوريين المسجلين.
تقدم ترمب في الهجرة وهاريس في الإجهاض
لكن الديمقراطيين لا يزال لديهم عمل للقيام به لتوصيل رؤية هاريس لجميع أنحاء البلاد، إذ وجد الاستطلاع أن 60٪ من الناخبين المسجلين يعتقدون أن ترمب لديه رؤية واضحة للبلاد، مقارنة بـ53٪ فقط عندما سئلوا عن هاريس.
والأمر الحاسم هو أن ترمب لا يزال يتقدم أيضاً عندما يتعلق الأمر بالثقة في التعامل مع الاقتصاد والهجرة، وهما اثنتان من القضايا الرئيسية الثلاث للناخبين، وفقاً لاستطلاعات الرأي.
وتقدم ترمب على هاريس بنسبة 52% مقابل 46% في ويسكونسن وبنسلفانيا، وبنسبة 51% مقابل 45% في ميشيجان، في ما يتعلق بأسئلة الاقتصاد والهجرة.
وأرقام هاريس تمثل تحسناً للديمقراطيين مقارنة بأداء بايدن في تلك الولايات.
وفي مايو، تعادل بايدن تقريباً مع ترمب في استطلاعات تايمز/سيينا في ويسكونسن وميشيجان. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت قبل وبعد المناظرة في يوليو أن ترمب يتقدم بفارق ضئيل في بنسلفانيا.
ومع ذلك، تتمتع هاريس بميزة 24 نقطة على ترمب بشأن مسألة الإجهاض، وهي القضية التي يأمل الديمقراطيون أن تساعد بالتصويت لصالحهم في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل أريزونا وويسكونسن.
ويُنظر إلى هاريس بشكل أكثر إيجابية عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية مقارنة بترمب، الذي لا يزال يواجه اتهامات تتعلق بدوره المزعوم في تقويض نتائج انتخابات عام 2020 وتمرد 6 يناير في واشنطن.
وفي مواجهة الزخم الديمقراطي الجديد، بات ترمب يشعر بانزعاج متزايد بسبب تصاعد أرقام هاريس في استطلاعات الرأي وفي مساحة التغطية الإعلامية منذ أن حلت محل الرئيس جو بايدن في البطاقة الانتخابية الديمقراطية، وبات يشكو ويسأل أصدقاءه بإلحاح عن أداء حملته، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلاً عن 5 أشخاص مقربين من حملته.
في هذا الإطار، قال ترمب لأحد حلفائه في مكالمة هاتفية، نهاية الأسبوع الماضي: "هذا ليس عدلاً. لقد هزمته، والآن يتعين علي أن أهزمها أيضاً"، في إشارة إلى بايدن وهاريس.
وأعلنت رابطة المواطنين الأميركيين اللاتينيين، أقدم جماعات الحقوق المدنية للأميركيين من أصل لاتيني، الأربعاء، دعمها للمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس ونائبها تيم والز، في أول تأييد رسمي لمرشح رئاسي في تاريخ الرابطة التي تأسست قبل 95 عاماً.