"العفو مقابل السلطة" في محادثات سرية بين واشنطن ورئيس فنزويلا

ضباط شرطة يقفون بالقرب من لوحة إعلانية عليها صورة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في كاراكاس. 31 يوليو 2024 - Reuters
ضباط شرطة يقفون بالقرب من لوحة إعلانية عليها صورة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في كاراكاس. 31 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

تبحث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في محادثات سرية، إصدار عفو عن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مقابل التنازل عن السلطة لصالح المعارضة، التي تقول إنها فازت في الانتخابات الرئاسية، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وقال ثلاثة أشخاص مطلعون على مداولات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الولايات المتحدة ناقشت العفو عن مادورو وكبار مساعديه الذين يواجهون اتهامات من وزارة العدل الأميركية. وقال أحد الأشخاص إن واشنطن "وضعت كل شيء على الطاولة" لإقناع مادورو بالمغادرة قبل انتهاء ولايته.

وقال شخص آخر مطلع على المحادثات، إن الولايات المتحدة ستكون منفتحة على تقديم ضمانات بعدم ملاحقة شخصيات النظام لتسليمها.

وفي عام 2020، وضعت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 15 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو بتهمة التآمر مع حلفائه لإغراق الولايات المتحدة بالكوكايين.

وتمثل المحادثات وميض أمل للمعارضة السياسية الفنزويلية التي جمعت بدقة نتائج الناخبين التي أظهرت أن مرشحها، الدبلوماسي السابق غير المعروف إدموندو جونزاليس، هزم مادورو بأغلبية ساحقة في انتخابات 28 يوليو.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، سجن مادورو الآلاف من المعارضين، وحافظ على ولاء الجيش وكلف المحكمة العليا، بحل مأزق الانتخابات.

ويقول المسؤولون الأميركيون والكولومبيون، إن مادورو قدم تسهيلات للعصابات العابرة للحدود، وسمح لروسيا والصين ومنافسين آخرين للولايات المتحدة بالحصول على موطئ قدم في نصف الكرة الغربي.

وقال أشخاص مطلعون على المحادثات السرية، إن الولايات المتحدة قدمت عرضاً بالعفو لمادورو خلال محادثات سرية في الدوحة بقطر العام الماضي، لكنه رفض مناقشة الترتيبات التي سيتعين عليه بموجبها مغادرة منصبه. قال أحد الأشخاص المقربين من النظام الفنزويلي، إن موقف مادورو لم يتغير في الوقت الحالي.

وقال مادورو، إنه منفتح على المحادثات طالما أظهرت له واشنطن الاحترام. كما طلب من الولايات المتحدة أن تهتم بشؤونها الخاصة، إذ أكد في مؤتمر صحافي، الجمعة: "لا تتدخلوا في الشؤون الداخلية لفنزويلا، هذا كل ما أطلبه".

وتشارك البرازيل والمكسيك وكولومبيا، في محاولة حل الأزمة.ويريد المسؤولون الأميركيون من هذه البلدان، التي يديرها زعماء يساريون متعاطفون مع مادورو، أن تتخذ موقفاً أكثر صرامة من موقفها الحالي المتمثل في الضغط عليه لتقديم أدلة على فوزه.

ولدى الولايات المتحدة، 5 أشهر قبل تنصيب الرئيس الفنزويلي للتوصل إلى اتفاق ويعتمد الكثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر.

ونقلت "وول ستريت جورنال"، أن فوز دونالد ترمب قد يؤدي إلى إحباط المحادثات، خصوصاً إذا أحيا الرئيس السابق "سياساته العدوانية السابقة" تجاه مادورو والتي بدأت في عام 2019، عندما فرضت إدارته عقوبات نفطية ودعمت زعيم المعارضة آنذاك خوان جوايدو.

الجزر وليس العصى

وحتى الآن، جرت المحادثات افتراضياً بين خورخي رودريجيز، رئيس الكونجرس الفنزويلي والمقرب من مادورو، ودانييل ب إريكسون، الذي يدير الملف الفنزويلي في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض. وأشار المسؤولون الأميركيون، إلى أنهم لن يجبروا شركات النفط الغربية على مغادرة فنزويلا.

ورفضت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، التعليق على المشاركات الدبلوماسية مع كاراكاس، لكنها قالت إن الولايات المتحدة تدعم الجهود الدولية للمطالبة بالشفافية بشأن فرز الأصوات وستحدد الخطوات التالية على أساس المصالح الأميركية.

وقالت المتحدثة: "نحن ندرس مجموعة من الخيارات لتحفيز مادورو والضغط عليه للاعتراف بنتائج الانتخابات، وسنستمر في القيام بذلك، لكن المسؤولية تقع على عاتق مادورو والسلطات الانتخابية في فنزويلا للكشف عن نتائج الانتخابات".

وقال جيف رامزي، الخبير في شؤون فنزويلا في المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن إدارة بايدن "تركز على الجزر، مثل عرض رفع الاتهامات مقابل محادثات انتقالية، بدلاً من العصى مثل العقوبات".

وقال رامزي، إن الجمهوريين قد يستغلون المحادثات مع مادورو لمهاجمة الديمقراطيين في عام الانتخابات، وهو ما قد يكون ضاراً إذا فشلت جهود الولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك