قالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، إنه من المتوقع أن تمضي محادثات غزة قدماً، مثلما هو مخطط لها، مشيرةً إلى أنها تعتقد كذلك أن اتفاق وقف إطلاق النار "لا يزال ممكناً"، وسط استمرار الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق، والحيلولة دون الانزلاق إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.
وأوضح منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، في مؤتمر صحافي: "نتوقع أن تمضي محادثات وقف إطلاق النار قدماً"، مشدداً على ضرورة مشاركة جميع الأطراف في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة المقررة في 15 أغسطس الجاري.
وأضاف أن "الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث، الاثنين، إلى قادة فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا،لمناقشة تهدئة التوتر في الشرق الأوسط، ووقف إطلاق النار في غزة".
وفي السياق، قال نائب المتحدث باسم الخارجية فيدانت باتيل في مؤتمر صحافي، إن "الوزارة تتوقع تماماً أن تمضي المحادثات قدماً، وإنها تواصل العمل مع الأطراف المعنية من أجل سد الفجوات"، مشيراً إلى أن "الاتفاق لا يزال ممكناً".
ورفض باتيل التعليق على سؤال بشأن ما إذا كانت المفاوضات ستمضي قدماً دون "حماس"، أو أن واشنطن تعمل مع شركائها الإقليميين لضمان مشاركة الحركة أم لا، لكنه أوضح أن بلاده "على دراية بتعليقات حماس، ونتوقع أن تمضي المحادثات قدماً كما يجب"، مشدداً على ضرورة "عودة جميع المفاوضين إلى طاولة المفاوضات، وإتمام هذا الاتفاق".
مطالب "حماس"
وبينما تستعد الولايات المتحدة، لإرسال مسؤولين إلى الشرق الأوسط لحضور اجتماع مقرر في 15 أغسطس، يهدف لمنع توسع الحرب في المنطقة، وتأمين صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، طالبت "حماس"، الأحد، الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما سبق عرضه على الحركة، وإلزام تل أبيب بذلك، بدلاً من إجراء مزيد من جولات المفاوضات.
واعتبر القيادي في "حماس" عزت الرشق، الاثنين، أن اعترافات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، بأن إسرائيل هي سبب تأخير إبرام صفقة في قطاع غزة، تؤكد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يريد التوصل لاتفاق، بل استمرار الحرب، وتوسعها، مطالباً العالم بالضغط "لوقف العدوان، والتوصل إلى صفقة".
وأضاف الرشق، في بيان عبر منصة "تليجرام": "اعتراف جالانت بأن إسرائيل هي سبب تأخير إبرام صفقة إعادة المحتجزين، والحديث عن انتصار مطلق محض هراء، ويؤكد ما قلناه دوماً بأن نتنياهو يكذب على العالم وعلى ذوي الأسرى، ولا يأبه لحياة الأسرى، ولا يريد التوصل لاتفاق، وكل ما يهمه هو استمرار الحرب وتوسعها".
وتجددت الخلافات بين نتنياهو وجالانت بعد جلسة إحاطة للأخير مع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان)، بشأن شكل الرد الإسرائيلي على التوترات المستمرة مع جماعة "حزب الله" اللبنانية، ومفهوم "النصر الكامل" في قطاع غزة.
وأعرب جالانت خلال الإحاطة عن استيائه من الحديث عن "النصر الكامل"، مشيراً إلى أن "الشجاعة التي تظهر في التصريحات العلنية لا تنعكس في الاجتماعات المغلقة"، كما اعتبر أن "تأخر إتمام الصفقة يعود جزئياً إلى إسرائيل".
من جهته، رد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على انتقادات وزير الدفاع، متهماً إياه بـ"تبني خطاب يضر بإسرائيل"، و"بفرص التوصل لاتفاق لإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة".
"مدرسة التابعين" وقلق أميركي
وعن سقوط العشرات في غارات إسرائيلية على المدرسة في غزة، السبت الماضي، قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية: "نشعر بقلق بالغ إزاء الحادث المروع الذي وقع في نهاية هذا الأسبوع في مدرسة التابعين وسط مدينة غزة، والذي أسفر عن سقوط عدد من الأشخاص الذين كانوا يحتمون في المكان".
وتابع باتيل: "لقد كنا واضحين مع شركائنا في إسرائيل بأن كل جهد ممكن يجب أن يُبذل لتقليل تأثير الخسائر بين المدنيين، ولكن مرة أخرى، كما رأينا في هذه الحالة، أشار الشركاء الإسرائيليون إلى أن هناك عدداً من عناصر حماس كانوا متواجدين في الموقع".
وذكر أنه "حتى لو كانت هناك 31 عنصراً من حماس لقوا حتفهم، فإن هذا يعني أن أكثر من 60 شخصاً غير مسلحين فقدوا حياتهم في هذا الحادث، مما يثير تساؤلات بشأن طبيعة التقييمات والحقائق على الأرض".
وأردف: "فيما يتعلق باستخدام أسلحة أميركية في هذه العملية، لن أخوض في التكهنات.. الجيش الإسرائيلي هو الجهة التي يمكنها التحدث عن أي عمليات نفذوها".