حملة هاريس: حملة ترمب في خدمة أثرياء "مهووسين بأنفسهم" يعجزون عن تشغيل بث مباشر

محاولة الاغتيال وترحيل المهاجرين.. تفاصيل مقابلة ترمب وماسك على "إكس"

صورة من مقابلة المرشح الجمهوري للرئاسة والرئيس السابق دونالد ترمب مع الملياردير إيلون ماسك على منصة التواصل إكس. 12 أغسطس 2024 - REUTERS
صورة من مقابلة المرشح الجمهوري للرئاسة والرئيس السابق دونالد ترمب مع الملياردير إيلون ماسك على منصة التواصل إكس. 12 أغسطس 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

سرد المرشح الجمهوري للرئاسة والرئيس السابق دونالد ترمب خلال مقابلة، الاثنين، مع الملياردير الأميركي إيلون ماسك على منصة "إكس"، تفاصيل محاولة اغتياله، وتعهد بأكبر عملية ترحيل للمهاجرين في تاريخ الولايات المتحدة خلال عودة بارزة إلى منصة التواصل المعروفة سابقاً باسم "تويتر". 

وخلال المحادثة التي واجهت مشكلات تقنية قبل انطلاقها، قال ترمب لمالك منصة "إكس": "لو لم ألف رأسي، لما كنت أتحدث إليك الآن؛ بمثل القدر الذي تعجبني".

وقال ماسك، الذي كان منتقداً سابقاً لترمب، إن صلابة مرشح الحزب الجمهوري كما ظهرت في استجابته لواقعة إطلاق النار الشهر الماضي، كانت ضرورية للأمن القومي.

وأضاف ماسك: "ثمة شخصيات قوية في الخارج. وإذا لم يعتقدوا أن الرئيس الأميركي قوي، فسيفعلون ما يرغبون في فعله".

لكن المحادثة العامة النادرة، التي استمرت لأكثر من ساعتين وكانت ودية للغاية، لم تكشف الكثير بشأن خطط ترمب لفترة ولاية ثانية، إذ ركز الرئيس السابق في جانب كبير من المناقشة على محاولة اغتياله الأخيرة، والهجرة غير القانونية، وخططه لتقليص اللوائح الحكومية، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

مع ذلك، أبرز الاجتماع عبر الإنترنت مدى التغير الذي شهده المشهد السياسي الأميركي بعد أقل من 4 سنوات من حظر ترمب نهائياً من قبل قيادة المنصة السابقة لنشر معلومات مضللة أشعلت فتيل هجوم 6 يناير 2021 على الكونجرس، وقوّضت أساس الديمقراطية الأميركية.

ومثل هذه المعلومات المضللة ازدهرت على منصة "إكس" تحت قيادة ماسك، على الرغم من تجاهلها إلى حد كبير خلال محادثته مع ترمب باستثناء إشارة عابرة من ترمب إلى "انتخابات مزورة"، بحسب "أسوشيتد برس".

وبمجرد انتهاء المقابلة، رد فريق حملة منافسته الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس ببيان قال فيه: "حملة ترمب كلها في خدمة أشخاص مثل إيلون ماسك ونفسه، رجال أثرياء مهووسون بأنفسهم سيبيعون الطبقة الوسطى، ولا يمكنهم تشغيل بث مباشر في عام 2024".

"بداية متعثرة"

وكان من المفترض أن تكون الجلسة وسيلة للرئيس السابق للوصول مباشرة إلى ملايين الناخبين المحتملين، كما كانت فرصة لمنصة "إكس"، التي تعتمد بشكل كبير على السياسة، لاستعادة مكانتها بعد بعض الصعوبات.

لكن الأمور لم تجر كما هو مخطط لها، فبعد مرور أكثر من 40 دقيقة، ومع وجود أكثر من 878 ألف مستخدم متصلين، لم تبدأ المقابلة في موعدها المقرر، وتلقى العديد من المستخدمين رسالة تقول: "التفاصيل غير متوفرة".

وكتب فريق ترمب أن "المقابلة على منصة إكس تواجه طوفاناً من المستمعين، الذين سجلوا الدخول" وعندما بدأت المقابلة، اعتذر ماسك عن التأخير وألقى باللائمة على "هجوم ضخم" أدى إلى إرباك نظام الشركة، فيما بدا صوت ترمب مكتوماً في بعض الأحيان.

وأعرب أنصار ترمب عن استيائهم بشكل صريح، وكتب المعلق السياسي المحافظ جلين بيك: "غير متوفر؟؟؟؟ لقد خططت يومي كله لهذا الأمر".

وكتب مدير صندوق التحوّط  صندوق "بيرشينج سكوير" Pershing Square الملياردير بيل أكمان: "يرجى إبلاغ إيلون أننا لا نستطيع الانضمام".

وقبل المقابلة، نشر ماسك أن منصة "إكس"، كانت تجري "بعض اختبارات توسيع النظام" للتعامل مع ما كان متوقعاً أن يكون عدداً كبيراً من المشاركين.

وهذه البداية المتعثرة تذكر بمحادثة على منصات التواصل الاجتماعي في مايو 2023 بين ماسك وحاكم فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس، الذي كان يستخدم المنصة للإعلان رسمياً عن ترشحه للرئاسة، وكان الإطلاق كارثياً بسبب مشكلات تقنية، إذ تعرض النظام للضغط بسبب أكثر من 400 ألف شخص حاولوا الانضمام.

من "خصمين إلى حليفين"

ووفقاً "لأسوشيتد برس" أبرزت مقابلة، الاثنين، تطوّر العلاقة الشخصية بين ترمب وماسك، وهما اثنان من أقوى الرجال في العالم، بعد أن تحوّلا من "خصمين لدودين إلى حليفين غير متوقعين" خلال موسم انتخابي واحد.

وكان ماسك، الذي وصف نفسه بأنه "ديمقراطي معتدل" حتى وقت قريب، أشار في عام 2022 إلى أن ترمب كان كبيراً في السن ليكون رئيساً مرة أخرى. ومع ذلك، قدم دعمه رسمياً لترمب بعد يومين من محاولة اغتياله الشهر الماضي.

وخلال حديثهما، رحب ترمب بفكرة انضمام ماسك إلى إدارته المقبلة للمساعدة في تقليص النفقات الحكومية، واقترح ماسك الانضمام إلى "لجنة الكفاءة الحكومية" المحتملة.

وقال ترمب لماسك: "أنت أعظم من يخفض النفقات. أحتاج إلى إيلون ماسك، أحتاج إلى شخص يتمتع بالكثير من القوة والشجاعة والذكاء. أريد إغلاق وزارة التعليم، ونقل التعليم إلى الولايات".

وحتى قبل دعمه، كان الرئيس التنفيذي في مجال التكنولوجيا يعمل بالفعل بشكل خاص لدعم لجنة عمل سياسية مؤيدة لترمب. والمجموعة، المعروفة باسم لجنة العمل الأميركية (America PAC)، تخضع الآن لتحقيق من قبل مسؤولي الانتخابات على خلفية ما يشتبه بأنه  محاولات مضللة لجمع بيانات من الناخبين.

في غضون ذلك، خفف ترمب من انتقاده للمركبات الكهربائية، مشيراً إلى قيادة ماسك لشركة تسلا. وعاد ترمب الاثنين إلى منصة ماسك الاجتماعية بقوة، ونشر الرئيس السابق ما لا يقل عن 8 منشورات فردية في الساعات التي سبقت مقابلته مع ماسك.

"تأثير" على الخطاب السياسي

وقبل فترة طويلة من دعمه لترمب، اتجه ماسك بشكل متزايد نحو اليمين في منشوراته وإجراءاته على المنصة، كما استخدم منصة "إكس"، لمحاولة التأثير على الخطاب السياسي حول العالم. 

واشتبك مع قاضٍ برازيلي حول الرقابة، وانتقد ما أسماه "فيروس العقل المستيقظ"، وروج لمزاعم كاذبة بأن الديمقراطيين يقومون سراً بنقل المهاجرين للتصويت في الانتخابات الأميركية.

كما أعاد ماسك حسابات كانت محظورة سابقاً مثل حساب المروج لنظرية المؤامرة أليكس جونز وحساب ترمب، الذي طرد من المنصة بعد يومين من أعمال العنف في 6 يناير، بسبب "خطر التحريض على العنف مرة أخرى".

وبحلول نوفمبر 2022، اشترى ماسك الشركة، وأعاد تشغيل حساب ترمب، على الرغم من أن الرئيس السابق امتنع عن التغريد حتى، الاثنين، مشيراً إلى أنه كان أكثر سعادة على منصته الخاصة للتواصل "تروث سوشيال"، التي أطلقها خلال فترة الحظر.

ويبلغ عدد متابعي ترمب على منصة "إكس"،  أضعاف عددهم  على "تروث سوشيال"، التي أصبحت شركة مطروحة للتداول في وقت سابق من هذا العام. ولدى ترمب أكثر من 7.5 مليون متابع على "تروث سوشيال"، بينما يتابع نحو 88 مليون شخص حسابه غير النشط إلى حد كبير على منصة "إكس"، وحساب ماسك، الذي استضاف المقابلة، لديه أكثر من 193 مليون متابع.

تصنيفات

قصص قد تهمك