انطلاق مفاوضات جنيف بشأن السودان وسط غياب الجيش

جانب من الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جنيف الخاصة بالسودان. 14 أغسطس 2024 - x/USSESudan
جانب من الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جنيف الخاصة بالسودان. 14 أغسطس 2024 - x/USSESudan
دبي-الشرق

انعقدت الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جنيف والخاصة بمحاولة إنهاء الحرب الدائرة بالسودان منذ قرابة 16 شهراً، الأربعاء، بحضور شركاء الوساطة الدوليين، الولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والإمارات والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، فيما غاب الجيش السوداني عن المحادثات.

وقال شركاء الوساطة في بيان مشترك في ختام اجتماعات اليوم الأول من المحادثات: "نعمل بجهد في سويسرا في اليوم الأول لجهود دبلوماسية مكثفة لأجل السودان على دعم وصول المساعدات الإنسانية، ووقف الأعمال العدائية، والامتثال لمخرجات إعلان جدة، والجهود الأخرى والقانون الدولي الإنساني".

وقال المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو على منصة "إكس"، إن التركيز منصب على "ضمان امتثال الأطراف لالتزاماتها في جدة وتنفيذها"، مشدداً على ضرورة أن "تحترم الأطراف المتحاربة القانون الإنساني الدولي، وتمكين إيصال المساعدات الإنسانية"، مشيراً إلى أن "الوقت حان لإسكات صوت البنادق".

وانطلقت مفاوضات الأربعاء، بناءً على دعوة أميركية في يوليو، لإجراء مفاوضات في جنيف، وسط غياب وفد عن الجيش السوداني المتمسك بتطبيق إعلان جدة الذي تم التوصل إليه في مايو العام الماضي، كطريق لإنهاء الحرب، فيما وصل وفد قوات الدعم السريع، الثلاثاء، إلى سويسرا. 

وخٌصصت الجلسة الأولى للشركاء الدوليين والشركاء الفنيين الممثلين لدول الوساطة.

والثلاثاء، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد إن الولايات المتحدة ستشارك الأربعاء، في المفاوضات لـ"العمل لتخفيف معاناة الشعب السوداني، وإنهاء الحرب القاسية المستمرة منذ 16 شهراً".

وأكدت في بيان على منصة "إكس"، أنه "لا حل عسكرياً" لهذا الصراع، وحضت الأطراف المتحاربة على المشاركة في المفاوضات "بنية حسنة".

"مسار التأخير لا يفيد"

وذكرت "بلومبرغ" أن المحادثات ستتم بحضور قوات الدعم السريع وممثلين إقليميين ودوليين، كما قال بيرييلو، الاثنين الماضي، إنه حتى إذا لم يتيسر إجراء مفاوضات بين الجانبين، فإن المحادثات "ستمضي قدماً بخبراء فنيين ومراقبين، لصياغة خطة عمل لتقديمها إلى الطرفين".

وأضاف المبعوث الأميركي الخاص للسودان: "مسار التأخير لم يكن ليفيد الشعب السوداني، وبصراحة لن يفيد (الجيش) أيضاً، لكنني سأترك ذلك لتقديرهم".

ولفت مسؤولان غربيان مطلعان على المفاوضات لـ"بلومبرغ"، إلى أن "الجيش السوداني قلق من ضعف الاستعدادات قبل الاجتماع"، مشيرين إلى أن "الجهود لا تزال تركز لحد كبير على مسألة إيصال المساعدات الإنسانية فقط".

لا اتفاق

وكان رئيس وفد الحكومة السودانية للتفاوض محمد بشير أبو نمو قد أعلن بعد اجتماع مع بيرييلو في جدة مطلع الأسبوع الجاري، انتهاء المشاورات دون اتفاق على مشاركة الوفد في مفاوضات جنيف. 

وقالت وكالة "رويترز"، إن الوفد السوداني أوصى بعدم المشاركة، مستشهداً أيضاً بتوجيه الدعوة باسم الجيش وليس الحكومة السودانية.

"إعلان جدة"

من جهته، دعا رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، إلى تطبيق ما اتفق عليه في "إعلان جدة" في مايو من العام الماضي، بوصفه الطريق إلى وقف الحرب.

وأكد البرهان خلال كلمة، أنه لا وقف للعمليات العسكرية دون انسحاب عناصر قوات الدعم السريع من المدن والقرى التي سيطروا عليها، معتبراً أن "طريق السلام ووقف الحرب واضح، وهو تطبيق ما اتفقنا عليه بجدة في مايو 2023" .

واستضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أميركية العام الماضي، توصل من خلالها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لاتفاق يقضي بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإعلان أكثر من هدنة، إلا أن حدوث خروقات متعددة لوقف النار دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق مفاوضات جدة في ديسمبر الماضي.

وقالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية على فيسبوك، الأربعاء، إن "المجتمعين عازمين على إيقاف الحرب، ويأمل الوسطاء أن يلتحق وفد القوات المسلحة السودانية بالمنبر الدولي للمشاركة في جهود إطفاء نار الحرب بالسودان".

ومن شأن فشل الجهود المبذولة لإنهاء الحرب أن يؤدي إلى تفاقم الصراع الذي تسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم، ودفع 10 ملايين شخص للفرار من ديارهم، وخلق ظروفاً شبيهة بالمجاعة في أنحاء البلاد.

تصنيفات

قصص قد تهمك