عند حلول الذكرى السنوية لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، يعمد مسؤولون يابانيون إلى زيارة ضريح ياسوكوني المثير للجدل، في خطوة تثير حفيظة الجوار الآسيوي المتمثل في الصين والكوريتين، إذ أعربت سول في بيان رسمي عن "أسفها" لزيارة 3 وزراء يابانيين للضريح، الخميس، بينما انتقدت بكين الخطوة.
وتعتبر دول آسيوية أخرى الضريح، "رمزاً لعدوان اليابان" في زمن الحرب.
وزار وزير الدفاع الياباني ، مينورو كيهارا، ووزيرة الأمن الاقتصادي، ساناي تاكايتشي، ووزير الإنعاش الاقتصادي، يوشيتاكا شيندو، الضريح في العاصمة طوكيو.
ويكرم الضريح 2.5 مليون ياباني لقوا مصرعهم في المعارك، من بينهم 14 أدينوا بارتكاب جرائم حرب، منهم رئيس الوزراء وقت الحرب العالمية الثانية، هيديكي توجو.
وهذه هي الزيارات الأولى لمسؤولين كبار في الحكومة اليابانية، منذ اتفاق رئيس الوزراء الياني فوميو كيشيدا، والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، مع الرئيس الأميركي جو بايدن، على السعي إلى تعزيز العلاقات الأمنية.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيماسا هاياشي، في مؤتمر صحافي دوري: "أفهم أنهم جميعاً زاروا الضريح بصفاتهم الشخصية، وليس للحكومة الإدلاء بتعليق حول هذا الأمر".
ويقول المدافعون عن ضريح ياسوكوني، إنه يخلد ذكرى جميع ضحايا الحروب، وليس فقط المتهمين بشن الحرب على جيران اليابان.
وذكرت وسائل إعلام يابانية، أن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، الذي يخطط للتنحي عن منصبه في سبتمبر المقبل، غاب عن مراسم إحياء الذكرى، لكن بيان كوريا الجنوبية، الخميس، أشار إلى إرساله قرباناً للضريح، نقلاً عن وكالة كيودو اليابانية.
ماضي اليابان العسكري
وفي تفاعل سريع، أعربت الحكومة الكورية الجنوبية، الخميس، أسفها إزاء قيام سياسيين يابانيين، بمن فيهم رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، بإرسال قرابين، أو زياراتهم إلى ضريح حربي، يعتبر رمزاً لماضي اليابان العسكري، في ذكرى استسلام البلاد في الحرب العالمية الثانية.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، في بيان، إن الحكومة "تُعرب عن خيبة الأمل العميقة، وأسفها إزاء قيام القادة المسؤولين في اليابان بإرسال القرابين، أو بزيارات إلى ضريح ياسوكوني، الذي يجمل الحروب العدوانية السابقة لليابان"، وفق وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.
وذكر البيان أن حكومة سول حثّت الشخصيات المسؤولة في اليابان على النظر بجدية في التاريخ، والتحلي بالتأمل الحقيقي، والتوبة عن الماضي من خلال الأفعال. وأضافت الوزارة أنها تؤكد مجدداً على أن هذا سيشكل أساساً مهماً لتطوير العلاقات الثنائية بطريقة موجهة إلى المستقبل.
ومن جانبها، قالت وكالة أنباء شينخوا الصينية، الخميس، إن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أرسل شجيرة "تاماكوشي" كقربان للضريح "الذي يمثل رمزاً للنزعة العسكرية الوحشية في اليابان في الماضي، بصفته رئيساً للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم".
وأضافت الوكالة الصينية أن هذه الزيارات والقرابين الشعائرية، التي يقوم بها ويقدمها مسؤولون يابانيون، للضريح "تثير انتقادات مستمرة، كما أنها تؤذي مشاعر الشعوب في الصين وكوريا الجنوبية والدول الأخرى، التي عانت من المعاملة الوحشية لليابان إبان الحرب".
ضريح ياسوكوني
أنشىء الضريح في عام 1869 في منطقة حضرية، وهو مخصص لـ2.5 مليون ياباني ماتوا في الحروب التي بدأت في القرن التاسع عشر، بما في ذلك الحرب العالمية الثانية.
بتمويل من الحكومة حتى عام 1945، كان ضريح ياسوكوني (اسمه الذي تم تشكيله من خلال الجمع بين كلمتي السلام، والدولة)، مركزياً لديانة الدولة للشنتوية التي حشدت اليابانيين للقتال باسم الإمبراطور.
ومنذ عام 1978، كان من بين هؤلاء الذين تم تكريمهم، 14 من قادة الحرب العالمية الثانية أدينوا كمجرمي حرب من الفئة (أ)، من قبل محكمة الحلفاء في عام 1948، ومن بينهم رئيس الوزراء في زمن الحرب، هيديكي توجو.
وبحسب روايات تراثية يابانية، فإنه تم رفع توجو والآخرين، سراً، إلى مرتبة الآلهة في الضريح، وأثارت الأخبار عنه عاصفة نارية محلية عندما أعلن عن الأمر.
ولا يزال الكوريون غاضبين من الحكم الياباني في الفترة من عام 1910 إلى عام 1945، بينما لدى الصين ذكريات مريرة عن غزو اليابان، واحتلالها أجزاءً من الصين في الفترة من عام 1931 إلى عام 1945.
وتشمل الانتقادات بهذا الخصوص، تصوير الضريح الحرب على أنها قتال خاضته اليابان لتحرير آسيا من الإمبريالية الغربية، بينما يتجاهل الفظائع التي ارتكبتها القوات اليابانية، بحسب مواقع حكومية يابانية.