يدلي الناخبون في الولايات المتحدة بأصواتهم في الخامس من شهر نوفمبر المقبل، لاختيار رئيسهم من بين مرشحين جمهوري وديمقراطي وآخرون مستقلين، يتنافسون في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024.
وبالإضافة للتصويت الحضوري (In Person Voting) والتصويت المبكر (Early voting) يمكن التصويت في الانتخابات الأميركية أيضاً عبر البريد والتصويت الغيابي.
ومؤخراً، بدأ المسؤولون الجمهوريون بما في ذلك الرئيس السابق دونالد ترمب، في تشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة الأميركية عبر البريد، في إعادة تصحيح الموقف من التصويت عبرها، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وبذل الحزب جهداً، وحض أولئك الذين أبعدهم ترمب عن التصويت بهذه الطريقة على إعادة النظر فيها خلال الانتخابات المقررة هذا العام، على حد تعبير أحد المسؤولين.
ورغم انتقادات الجمهوريين للتصويت عبر البريد، إلا أن معظم الانتخابات الأميركية السابقة سمحت بالتصويت الغيابي، الذي يشبه كثيراً التصويت عبر البريد، دون تسجيل عمليات تزوير، ويوضح التقرير التالي تعريف هذه الأنواع، والفرق بينها.
التصويت الحضوري (In-person voting)
يُعد التصويت الحضوري الطريقة التقليدية والأوسع انتشاراً في كل الانتخابات السابقة، وتتبعها كل الولايات الأميركية.
وتحدد كل ولاية قواعدها الخاصة ببطاقة هوية الناخب. وتشترط معظم الولايات على الناخبين إحضار بطاقة هوية للتصويت الحضوري قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
وبعض الولايات تشترط تقديم بطاقة هوية بها صورة مثل رخصة القيادة أو بطاقة هوية الولاية أو جواز السفر، أو تشترط رؤية شكل آخر من أشكال الهوية مثل بطاقة تسجيل الناخب أو شهادة الميلاد أو بطاقة الضمان الاجتماعي.
التصويت الشخصي المبكر (Early voting)
كما تسمح ولايات أخرى بالتصويت الشخصي المبكر (Early voting)، إذ يمكن الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في مراكز اقتراع تفتح أبوابها قبل أسابيع من موعد الاقتراع المحدد، ويتيح ذلك للكثيرين التصويت بعيداً عن ازدحام يوم الانتخابات.
ويسمح التصويت المبكر بالتصويت الحضوري قبل يوم الانتخابات، ففي بعض الأحيان، تجعل الظروف من الصعب أو المستحيل على الناخب التصويت يوم الانتخابات، لكن معظم الولايات تسمح بالتصويت الحضوري خلال فترة محددة للتصويت المبكر، بحسب موقع USA.GOV.
في معظم الولايات، لا يحتاج الناخب إلى عذر للتصويت المبكر، وفي بعض الولايات، ربما يحتاج إلى طلب بطاقة اقتراع غيابي ليتمكن من التصويت مبكراً.
التصويت الغيابي (Absentee Voting)
التصويت الغيابي، هو نظام انتخابات يسمح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم من خارج مكاتب الاقتراع.
ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن اعتماد النظام للمرة الأولى في الولايات المتحدة جاء لتمكين الأميركيين المتواجدين خارج البلاد، من طلب بطاقة الاقتراع والإدلاء بأصواتهم عبر خدمة البريد.
وانتشر التصويت الغيابي في أميركا خلال فترة الحرب الأهلية (1861-1865)، من أجل السماح للجنود بالتصويت في ولاياتهم عبر البريد.
وبعد سنوات أصبحت بعض الولايات الأميركية توسع خدمة التصويت الغيابي لتشمل ذوي الإعاقة، أو الذين يواجهون حالات طارئة تمنعهم من الحضور إلى مكاتب الاقتراع من قبيل العلاج في المستشفى أو الحجر الصحي أو حتى التواجد خارج كوكب الأرض في مهمات فضائية.
وأصبح التصويت الغيابي، في الوقت الراهن، شائعاً في 34 ولاية أميركية، حيث يمكن لأي ناخب طلب بطاقة الاقتراع والإدلاء بها إما بشكل شخصي فيما بعد أو عبر البريد، بدون الحاجة إلى عذر يمنعه من التصويت في مكاتب الاقتراع.
وأطلقت الولايات الـ34 على هذا النوع من التصويت (no-excuse absentee voting) أي التصويت الغيابي دون أعذار.
وفي المقابل، هناك ولايات أخرى، لا تسمح بالتصويت الغيابي دون أعذار، لكن بعضها سمحت بذلك استثناءً هذا العام بسبب جائحة كورونا، معتبرة أن الخوف من الإصابة بالفيروس يعتبر عذراً يسمح للناخبين بالاستفادة من هذا الحق.
التصويت عبر البريد (Voting by Mail)
يبقى التصويت عبر البريد، نسخة متطورة من نظام التصويت الغيابي، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".
لكن الفرق بينهما يكمن في كون التصويت عبر البريد يكون شاملاً، ولا يتعلق بفحص طلبات التصويت الغيابي، والموافقة عليها.
وسمحت الولايات في أميركا بالتصويت الشامل عبر البريد، حتى قبل انتشار فيروس كورونا، مثل ولايات واشنطن وأوريجون وهاواي وغيرها.
ويتم إرسال بطاقات انتخابية إلى كل ناخب مسجل في هذه الولايات لكي يستطيع التصويت عبر البريد. ومع تفشي فيروس كورونا عام 2020، قرر عدد كبير من الولايات اعتماد التصويت الشامل.
وفي هذه الحالة لا يحتاج الناخب إلى تقديم طلب رسمي للحصول على بطاقة اقتراع، فالمسؤولون في الولاية يرسلون هذه البطاقات إلى كل الناخبين المسجلين.
وهناك عدد صغير من مراكز الاقتراع المفتوحة في الولايات التي تسمح بالتصويت الشامل، حال قرر الناخبون التصويت حضورياً.