جون كيربي: الوسطاء سيتشاورون مع حماس بعد انتهاء الاجتماعات

واشنطن: محادثات الدوحة تبحث وضع آليات تنفيذ اتفاق غزة

مركبات عسكرية إسرائيلية داخل قطاع غزة. 14 أغسطس 2024 - REUTERS
مركبات عسكرية إسرائيلية داخل قطاع غزة. 14 أغسطس 2024 - REUTERS
دبي/الدوحة/القاهرة-الشرقرويترز

بدأت بالعاصمة القطرية الدوحة، الخميس، المحادثات الرامية للتوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط غياب حركة "حماس" التي شددت على أنها "لن تذهب" لجولات تفاوضية جديدة إلا لـ"تنفيذ ما تم الاتفاق عليه" سابقاً، فيما قالت واشنطن إن المفاوضات لا تبحث إطار الاتفاق، وإنما آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالفعل.

وتعقد الجولة الجديدة من المحادثات في الدوحة بحضور رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي ونظيريه من الولايات المتحدة ومصر ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، فيما قال عضو المكتب السياسي في "حماس" باسم نعيم لـ"الشرق"، إن موقف الحركة هو "عدم الذهاب لجولات تفاوضية جديدة"، مضيفاً: "سنذهب فقط لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في ورقة يوليو، وهذا ما اتفقنا عليه مع كافة الأطراف".

وذكر مصدر مطلع في "حماس" لـ"الشرق"، أن الحركة "تتابع نتائج هذه الجولة من المفاوضات بشأن جدية الاحتلال الإسرائيلي الذي عطل دائماً التوصل لاتفاق، والمشاورات مع الوسطاء متواصلة".

ولفت مسؤول مطلع على المحادثات في تصريحات لـ"رويترز"، إلى أن "الوسطاء يعتزمون التشاور مع فريق التفاوض التابع لحماس في الدوحة بعد الاجتماع".

ويضم الوفد الإسرائيلي رئيس المخابرات "الموساد" دافيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، ومنسق ملف المحتجزين في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤولين دفاعيين.

ويمثل مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA ويليام بيرنز، ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك، واشنطن في المحادثات التي دعا إليها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كما يشارك رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل في محادثات الدوحة.

واشنطن تقلل من غياب حماس

وقلل منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي من إعلان "حماس" عدم حضور المحادثات مشيراً إلى أن الأمور "تسير بشكل مشابه لجولات المفاوضات السابقة".

وأوضح كيربي، في تصريحات صحافية: "كانت الأمور تسير بشكل مشابه جداً لما يحدث في الدوحة اليوم، حيث يجتمع الوسطاء ويناقشون ويعملون على حل الأمور، ثم يتواصل هؤلاء الوسطاء مع حماس، وبعد ذلك يتواصل قادة الحركة في الدوحة مباشرة مع السيد (يحيى) السنوار للحصول على الإجابات النهائية".

وتابع: "لذا، فإن العملية التي تجري في الدوحة تتماشى بشكل كبير مع العملية التي تم اتباعها في الماضي".

وأوضح أن ما تقوم به المفاوضات حالياً "هو تفاصيل التنفيذ"، مشيراً إلى أن الوسطاء لا يتناقشون بشأن إطار الاتفاق؛ وتابع: "لقد وصلنا إلى مرحلة يُقبل فيها الإطار بشكل عام، والفجوات التي نتحدث عنها تتعلق بتنفيذ الاتفاق، أي التفاصيل الدقيقة التي ترتبط بوضع الاتفاق موضع التنفيذ".

توسع الصراع

وتعقد المحادثات، التي تهدف إلى إنهاء 10 شهور من القتال في قطاع غزة، وإعادة 115 من المحتجزين الإسرائيليين والأجانب، في الوقت الذي بدت فيه إيران على وشك الرد على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران يوم 31 يوليو الماضي.

ومع إرسال سفن وغواصات وطائرات حربية أميركية إلى المنطقة للدفاع عن إسرائيل، وردع أي هجوم محتمل، تأمل واشنطن أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى نزع فتيل خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً.

وحث منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، إسرائيل و"حماس" على "إظهار مرونة وتقديم تنازلات"، معرباً عن تفاؤله بأن "تحقيق التقدم لا يزال أمراً ممكناً خلال الأيام المقبلة".

وأشار كيربي في مقابلة لشبكة CNN الإخبارية، إلى أن معلومات تفيد بأن إيران لم تتخل عن تهديدها بمهاجمة إسرائيل، موضحاً أن "الولايات المتحدة تراقب الموقف عن كثب ومستعدة"، لكنه عبّر عن أمله في ألا يصل الأمر لهذا الحد.

ونقل تلفزيون "القاهرة الإخبارية" عن مصدر رفيع المستوى، تأكيده على "ضرورة إيجاد صيغة توافقية للوصول إلى هدنة بشكل عاجل"، لافتاً إلى أن "الوفد المصري المشارك يبذل جهوداً مكثفة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة"، كما أشار إلى "تعاون الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، لتقريب وجهات النظر وصولاً لهذا الهدف".

تبادل الاتهامات

وتبادلت إسرائيل وحماس مؤخراً اللوم في عدم التوصل إلى اتفاق، لكن في الفترة التي سبقت اجتماع، الخميس، لم يستبعد أي من الجانبين التوصل إلى اتفاق.

وقال مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي، الأربعاء، إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سمح بقدر كبير من التصرف في التعامل مع بعض نقاط الخلاف الجوهرية".

وتتضمن نقاط الخلاف وجود القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، والترتيب الزمني لإطلاق سراح المحتجزين، والقيود المفروضة للوصول إلى شمال قطاع غزة.

وفي الفترة التي سبقت محادثات الدوحة، أبلغت "حماس"، التي ترفض أي تدخل أميركي أو إسرائيلي في سيناريوهات "اليوم التالي" للحرب في غزة، الوسطاء أنه إذا قدمت إسرائيل مقترحاً "جاداً" يتماشى مع مقترحات الحركة السابقة، فإنها ستواصل المشاركة في المفاوضات.

وقال القيادي الكبير في حماس سامي أبو زهري لـ"رويترز"، إن "الحركة ملتزمة بعملية التفاوض وحث الوسطاء على ضمان التزام إسرائيل بالمقترح الذي وافقت عليه حماس في أوائل يوليو، والذي قال إنه سينهي الحرب، ويتضمن الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع".

تصنيفات

قصص قد تهمك