أعلنت وزارة الخارجية العراقية الخميس، تأجيل إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق بسبب "التطورات الأخيرة"، مشددة على عدم وجود أي قوات أميركية على أراضي البلاد خارج إطار التحالف، وأن العلاقة مع واشنطن "مسار منفصل تماماً" عن العلاقة مع التحالف، لافتة إلى أنها "قائمة قبل تواجد قوات التحالف وستستمر بعده".
وأكدت الوزارة "عدم وجود قوات أميركية في البلاد، باستثناء المستشارين العسكريين الموجودين تحت مظلة التحالف"، مشيرة إلى أن هؤلاء "مشمولين بمخرجات أعمال اللجنة العسكرية العليا، ويلتزم الطرفان بالآليات المتبعة ومخرجاتها".
وأطلقت واشنطن وبغداد في يناير محادثات لإعادة تقييم وجود التحالف في العراق، لكنها عٌلّقت في 28 يناير بفعل هجوم بطائرة مسيرة أدى إلى سقوط 3 جنود أميركيين في الأردن على الحدود مع سوريا، قبل أن تستأنف مرة أخرى، ليعلن العراق في فبراير، أن واشنطن وافقت على تنفيذ اتفاق لجدولة إنهاء مهام التحالف. وجاء القرار بعد هجمات متبادلة بين القوات الأميركية وفصائل شيعية مسلحة وسط صراع إقليمي مرتبط بالحرب الإسرائيلية في غزة.
وتعكف اللجنة العسكرية العليا بين البلدين على الجوانب الفنية لإنهاء وجود قوات التحالف، وسط هجمات على القوات الأميركية في العراق.
وتشكَل التحالف في العام 2014 للمساعدة في مكافحة تنظيم "داعش"، بعدما سيطر على مناطق شاسعة من البلاد.
ويشهد العراق زيادة في الهجمات المتبادلة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر. وهو حليف نادر لكل من طهران وواشنطن ويستضيف 2500 جندي أميركي.
سبب تأجيل الإعلان
وقالت وزارة الخارجية العراقية إن أعمال اللجنة العسكرية العليا ركزت خلال الأشهر الماضية على "تقييم خطر تنظيم داعش، بهدف الوصول إلى موعد لإنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب (عملية التحالف)".
وأوضحت أنه على هذا الأساس "سيتم إنهاء وجود مستشاري التحالف الدولي بكل جنسياتهم على أرض العراق، بحسب نقاشات تضمنت تراتبية انسحاب المستشارين من المواقع، ولم يبق سوى الاتفاق على تفاصيل وموعد الإعلان وبعض الجوانب اللوجستية الأخرى".
وذكرت أن العراق كان قريباً جداً من الإعلان عن هذا الاتفاق، ولكن بسبب "التطورات الأخيرة"، تم تأجيل الإعلان عن إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق.
العلاقة مع واشنطن منفصلة عن التحالف
وشددت الخارجية العراقية على أن "العلاقة الثنائية مع الولايات المتحدة في جميع المجالات، بما في ذلك العلاقة الأمنية، منفصلة تماماً عن مسار العلاقة مع قوات التحالف الدولي".
وأشارت إلى أن "هذه العلاقة قائمة قبل تواجد قوات التحالف وستستمر بعده"، ولفتت إلى أن "العراق ناقش في وقت سابق، مستقبل العلاقة الأمنية في مجالات التدريب والتسليح والتجهيز والتعاون الأمني، وذلك في ضوء ما يسمح به الدستور العراقي وإطار الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة".
بدورها، قالت سابرينا سينج، المتحدثة باسم البنتاجون الخميس، إن الولايات المتحدة لديها قوات في العراق، ولديها قوات في سوريا، وهذه القوات موجودة هناك لـ"ضمان هزيمة داعش".
وشددت على أن واشنطن تعمل مع قوات الأمن العراقية لتحقيق ذلك، وأشارت إلى أن محادثات اللجنة العسكرية العليا بين البلدين "مستمرة وتجري بانتظام، ونحن نقوم بإصدار تقارير في كل مرة تحدث فيها تلك المحادثات سواءً هنا أو في العراق. لكن ليس لدي تحديث حول وضعها الحالي".
