توفر مليارات الدولارات.. إدارة بايدن تعلن خفض كلفة عقاقير طبية أساسية

الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة في أول حدث انتخابي مشترك منذ انسحابه احتفالاً بخفض أسعار الدواء، ماريلاند. 15 أغسطس 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة في أول حدث انتخابي مشترك منذ انسحابه احتفالاً بخفض أسعار الدواء، ماريلاند. 15 أغسطس 2024 - Reuters
دبي -الشرق

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن نتائج المفاوضات بين ميديكير وشركات الدواء الكبرى، والتي سمحت بخفض أسعار 10 عقاقير أساسية، ما مكن بايدن ونائبته كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة، من الظهور بمظهر "محاربي صناعة الدواء" بالنيابة عن الأميركيين في لحظة حرجة من الحملة الرئاسية خلال ظهورهما العلني في ماريلاند الخميس.

وستدخل الأسعار الجديدة التي تم التفاوض عليها حيز التنفيذ في 2026، وينتظر أن توفر مليارات الدولارات لميديكير (قانون الرعاية الصحية منخفضة التكاليفة وتشرف عليه هيئة فيدرالية بوزارة الصحة والخدمات الإنسانية)، ويموله دافع الضرائب الأميركي، وفق "نيويورك تايمز".

وسيفيد البرنامج شريحة من الأميركيين تشمل الملايين من كبار السن، بشكل مباشر، إذ سيوفر لهم الأموال التي يدفعونها على نفقتهم الخاصة لشراء الدواء.

وتسمح أجزاء أخرى من القانون بإنشاء برنامج يسمح لميديكر بالتفاوض على أسعار الدواء، ووضع حدود قصوى لأسعار الأنسولين للمرضى، وتكاليف الدواء السنوية التي يدفعوها بشكل مباشر، ولكنها ستعود بالنفع أيضاً بشكل كبير على كبار السن.

وظهر بايدن في فعالية مشتركة مع هاريس في ولاية ماريلاند احتفالاً بهذا الإعلان، لأول مرة علناً منذ أن تصدر اسم هاريس البطاقة الرئاسية الديمقراطية، وقال بايدن: "هذه معركة نخوضها جميعاً منذ فترة طويلة".

وركزت هاريس جزءاً من حملتها الرئاسية منذ وقت مبكر على إصلاحات تسعير الأدوية التي تجريها إدارة بايدن، بما في ذلك الحد الأقصى لتكاليف الأنسولين الشهرية للمستفيدين من Medicare. 

والأسبوع الماضي، خلال سلسلة من فعاليات حملتها الانتخابية، قالت هاريس إن جهود "مواجهة شركات الأدوية الكبرى" ستكون ضمن أولوياتها الأولى كرئيسة للولايات المتحدة. 

وأمضى بايدن قسطاً كبيراً من كلمته في ماريلاند، لسرد تاريخ المعركة مع شركات الدواء، وقال إن الطريق إلى قانون ميديكير للرعاية الصحية منخفضة التكاليف وجهود إدارته للسماح لميديكير بالتفاوض على أسعار العقاقير الطبية، استغرق عقوداً من العمل، مشيراً إلى أنه حاول إنجاز هذا القانون منذ بداياته في الكونجرس عام 1973.

وأضاف: "كنت أنتظر هذه اللحظة منذ زمن طويل، طويل جداً".

وقال بايدن إن المعركة ضد شركات الأدوية الكبرى حيوية، لأن الأميركيين يدفعون أكثر من أي دولة متقدمة أخرى للحصول على العقاقير بوصفة طبية.

10 عقاقير

وتتضمن قائمة العقاقير التي تفاوضت ميديكير على أسعارها 10 عقاقير تشمل أدوية سيولة الدم والتهابات المفاصل المستخدمة على نطاق واسع. وقال مسؤولون في إدارة بايدن إنه لو تم تفعيل الأسعار الجديدة العام الماضي، فإن برنامج Medicare كان ليوفر 6 مليارات دولار، ما كان سيقلل حجم إنفاقه على هذه الأدوية بنسبة 22%.  

وتُعد هذه المفاوضات، التي تمثل تطلعات الديمقراطيين منذ فترة طويلة، الأولى من نوعها التي أجرتها الحكومة الفيدرالية مباشرة مع شركات الأدوية نيابة عن المستفيدين من Medicare. 

واستدعى بايدن، الخميس، ذكريات العمل على التشريع عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ في سبعينيات القرن الماضي، ما سمح لـ Medicare بالتفاوض مباشرة على الأسعار. 

والخميس، سارع قطاع صناعة الأدوية، الذي عارض برنامج التفاوض بقوة، إلى انتقاد الأسعار الجديدة، مؤكداً أنها "لن تساعد المرضى". 

قانون الحد من التضخم

وقالت "نيويورك تايمز" إن لأسعار الجديدة "أصبحت ممكنة بفضل قانون الحد من التضخم، وهو مشروع قانون للمناخ والصحة والضرائب وقع عليه بايدن في عام 2022، والذي فوض وزير الصحة والخدمات الإنسانية في التفاوض نيابة عن Medicare. 

وقدم هذا التشريع المزيد من الفوائد الفورية إلى المستفيدين من برنامج الرعاية الطبية Medicare، بينها وضع حد أقصى شهري بقيمة 35 دولاراً لتكاليف الأنسولين التي يدفعها المستفيد من نفقته الخاصة، وحد أقصى سنوي بقيمة 2000 دولار لما يتكلفه المرضى مقابل الأدوية التي يأخذها إلى المنزل. وسيتم تفعيل حد الـ2000 دولار في العام المقبل.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن كبار السن الذين قد يحصلون على وفورات مباشرة من التفاوض بشأن أحكام القانون وهم أولئك الذين يتطلب نظامهم التأميني دفع نسبة (غالباً 25%) من تكلفة الدواء قبل التخفيض.

ومع تخفيض سعر Medicare في عام 2026، فقد يتم أيضاً تخفيض التكاليف المباشرة التي يتحملونها، بما قد يصل إلى مئات الدولارات، برغم أن هذا "لن يؤدي إلى فرق كبير للبعض الذين سيستفيدون فعلياً من حد التكاليف السنوية البالغ 2000 دولار"، وفق الصحيفة الأميركية.

ونشر البيت الأبيض مقطع فيديو، الخميس، لمحادثة أجراها بايدن مع جودي أيكن، الممرضة المتقاعدة التي تعاني من التهاب المفاصل، ويمكن أن تستفيد من مفاوضات Medicare. 

ومن مقعدها أمام طاولة خارج المكتب البيضاوي، قالت أيكن لبايدن إنها دفعت نحو 9000 دولار من نفقتها الخاصة على دواء Enbrel العام الماضي، واضطرت في بعض الأحيان إلى تخطي جرعات بسبب هذه التكلفة. 

وبموجب خطة Medicare الحالية، التي تتطلب من الممرضة المتقاعدة تحمل نسبة فقط من تكلفة الدواء، فإن أيكن لن تدفع سوى 2200 دولار من نفقتها الخاصة مقابل إعادة صرف ذات الجرعة التي حصلت عليها العام الماضي. 

وفي عام 2026، عندما يتم تفعيل سعر Medicare الجديد لدواء Enbrel فإن إعادة صرف الجرعة لن يكلف أيكن سوى 730 دولاراً فقط. 

وقدمت أيكن كلا من هاريس وبايدن في فعالية ماريلاند، الخميس. 

وأعرب زافييه بيسيرا، وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي، عن أمله في أن يدرك الأميركيين حجم المدخرات التي ستأتي من البرنامج، "بخلاف ما قد يوفره بعض المستفيدين من Medicare أمام شباك المحاسبة في الصيدلية".

وقال: "آمل أن يكون ما يرونه هو أن هناك أموالاً يمكن توفيرها عن طريق التفاوض"، وفق ما أوردته "نيويورك تايمز". 

وتمثل الأسعار التي تم إصدارها الخميس الحد الأقصى الذي يخطط له الجزء D من Medicare، والذي سيدفعه المريض مقابل الحصول على علاج شهر واحد. ويتحمل Medicare معظم التكلفة، فيما يغطي المريض جزءاً منها. 

توسيع نطاق العقاقير المشمولة

ومن المقرر أن يزيد عدد العقاقير التي فاوضت عليها الحكومة الفيدرالية في غضون السنوات المقبلة. ودعا بايدن Medicare إلى التفاوض بشأن أسعار 500 دواء على مدى العقد المقبل. 

واعتبرت "نيويورك تايمز" أن الأسعار الجديدة يمكن أن تمثل "أهمية خاصة لجذب الناخبين الأكبر سناً، الذين يشكلون نحو 90% من أكثر من 60 مليون مستفيد من Medicare، وربما يمثلون مجموعة حاسمة في انتخابات ذات هامش أصوات ضئيل".     

رغم ذلك، لم يكن سوى حوالي نصف الأميركيين الذين يبلغون من العمر 65 عاما أو أكبر، والذين شملهم الاستطلاع في أواخر أبريل وأوائل مايو، على علم ببرنامج التفاوض على أسعار الدواء، وفقاً لـ KFF، وهي مجموعة غير ربحية متخصصة في أبحاث السياسة الصحية، والتي أجرت هذا الاستطلاع.  

تصنيفات

قصص قد تهمك